همتك نعدل الكفة
1٬737   مشاهدة  

إذا أردت الدعاء فعليك بيوم الأربعاء “الأسباب والأدلة”

الدعاء


يقول المولى عن الدعاء في كتابه العزيز : “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” [ غافر : 60 ]
ويقول أيضاَ: ” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ” [ البقرة : 186 ]؛ ويؤخذ من هاتين الآيتين أن الدعاء هو مخ العبادة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أوقات الدعاء والإجابة .. العلة والحكمة

الدعاء
الدعاء

والإنسان في دعائه إلى المولى عز وجل عليه أن يتحين أوقات الإجابة كما جاء عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : ((إِن لربِكم عز وجل في أَيام دهرِكم نفحات، فتعرضوا لَها، لعل أَحدكم أَن تصيبه منها نفحة لا يشقَى بعدها أبدا)) رواه الطبراني .
فمن هذه الأوقات الدعاء بين الأذان والإقامة كما ورد عن أنس بن مالك أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : ( لا يُرَدُّ الدُّعاءُ بينَ الأذانِ والإقامة).

اقرأ أيضًا 
التقرب إلى الله بجمل يحبها “تأملات في حديث الكلمتين الخفيفتين”

وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر) .
وكذلك الدعاء في سجود الصلاة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : (أَقرب ما يكون العبد مِن ربِه، وهو ساجد، فأكثروا الدُعاء).

والدعاء يوم الجمعة فقد أخبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ في يوم الجمعة ساعة يُستجاب فيها الدعاء، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا).

وقد ورد أنّها من حين جلوس الإمام على المنبر، إلى قضاء الصلاة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما :(هي ما بين أَن يجلس الإمام إلى أَن تقضى الصلاة)، وورد أنها من آخر نهار الجمعة إلى غروب الشمس.

لماذا يوم الأربعاء محببًا

من أدعية يوم الأربعاء الصوفية
من أدعية يوم الأربعاء الصوفية

ومن هذه الأوقات الواردة في إجابة الدعاء وهو موضوعنا الذي نتحدث عنه يوم الأربعاء بين صلاتي الظهر والعصر فعَنْ ‏جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ،‏ أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلاثًا يَوْمَ ‏الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، قَالَ ‏جَابِرٌ: “‏فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ إِلا ‏تَوَخَّيْتُ ‏‏تِلْكَ السَّاعَةَ ‏‏فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الإِجَابَةَ.. رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والبزار وغيرهم وحسنه الألباني
وقد رأى كثير من العلماء أن الدعاء في هذا الوقت مستجاب ، وأنه يستحب الدعاء فيه ، وقال شراح الحديث “هذا الحديث يعمل به طائفة من أصحابنا وغيرهم فيتلمسون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر، ولم ينقل عن جابر رضي الله عنه أنه تحرى الدعاء في المكان بل في الزمان، بالإضافة إلى ذلك فهناك الثلث الأخير من الليل كما سبق ذكره ودبر الصلوات المكتوبات وفي ليلة القدر والدعاء يوم عرفة وكثير من الأيام المباركات التي يجب أن يتحينها العبد المؤمن ويدعو المولى عز وجل فيها”.

كما أن الدعاء في الرخاء سبيل الاستجابة في الشدة فعن أبي هريرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالكَرْبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ” كما أن نبي الله يونس عليه السلام كان يذكر اللهَ دائماً فلمَّا وقع في بطن الحوت قال الله تعالى : ” فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ” [ الصافات 143 : 144 ]؛ وكذلك قال الطاغية فرعون عند غرقه : آمنتُ ، فقال الله تعالى: { آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المُفْسِدِينَ } “، فمَن لَم يتعرَّف إلى الله في الرخاء فليس له أن يعرفه في الشدَّة لا في الدنيا ولا في الآخرة.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان