“إسحاق رابين” مجرم الحرب الذي جعلوه بطلا لـ “السلام” وانتهت حياته بالاغتيال
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في 4 نوفمبر عام 1995 م، وقعت إحدى أغرب عمليات التصفية الجسدية والاغتيالات السياسية في العاصمة الصهيونية تل أبيب، حيث قُتِل إسحاق رابين في ميدان “ملوك إسرائيل”، بمناسبة الاحتفال باتفاقية أوسلو.
ولد إسحاق رابين في القدس 1 مارس عام 1922 لأبوين هاجرا من روسيا إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث كان والده أحد أعضاء حركة “عمال صهيون” هناك، ومنها هاجرا والده إلى فلسطين عام 1917 ضمن المهاجرين الغزاة اليهود الأوائل الذين وصلوا إليها في تلك الفترة.
التحق رابين بمدرسة ابتدائية أنشأتها منظمة اتحاد العمال الصهيوني في تل أبيب لمدة ثماني سنوات، ثم درس عامين في المرحلة المتوسطة بإحدى مدارس مستوطنة جيفات هاشلوشا، بعدها واصل دراساته العليا بتل أبيب أيضا فدرس الزراعة في مدرسة كادوري.
انخرط في قوات البالماخ الصهيونية التي أنشئت عام 1941 وكان من أوائل الشباب النشط الذي التحق بهذه القوات والتي أصبحت بعد ذلك الذراع الضاربة لعصابات الهاجانا، ثم اختير رابين قائدا للعمليات.
عندما التحق عصابات الهاغانا تعرف رابين على إيجال آلون الذي كان قائده هناك ثم أصبح فيما بعد صديقه لسنوات طويلة ورشحت المدرسة رابين لبعثة دراسية في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية لاستكمال دراسته العليا لكن اندلاع الحرب العدوانية الثانية بين الدول الكبرى حال دون سفره.
لعب رابين عبر قوات البالماخ دورا مهما في حرب 1948 والتي أسفرت في نهايتها عن قيام دولة إسرائيل في تلك الفترة تزوج إسحاق رابين من “ليا” إحدى عضوات البالماخ، والتي أنجب منها ولدين، ودبر رابين مجزرة اللد الفلسطينية والتي راح ضحيتها 250 فلسطينياً.
بدأ رابين حياته السياسية عام 1968 عندما اختير سفيراً لإسرائيل لدى الولايات المتحدة الأميركية، فترك الجيش بعد أن خدم فيه مدة 27 عاما وعمل طوال فترة توليه منصبه الجديد على تقوية العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية في مقابل العلاقات الجيدة التي كانت تربط العرب بالاتحاد السوفيتي إبان الحرب الباردة.
في عام 1984 تكونت في إسرائيل حكومة وحدة وطنية واختير رابين وزيرا للدفاع، وكان من أهم القرارات التي اتخذها قرار بانسحاب إسرائيل من لبنان مع الاحتفاظ بشريط حدودي لحماية أمن إسرائيل في المنطقة الشمالية.
تعامل رابين وهو وزير للدفاع مع انتفاضة عام 1987 بعنف وحاول إخمادها بشتى الطرق لكنه فشل في ذلك، وقد شارك رابين في عمليات اغتيالات وتصفيات جسدية مثل اغتيال الزعيم الفلسطيني أبو جهاد في تونس.
وفي عام 1992 انتخب رابين رئيسا للوزراء للمرة الثانية بعد فوز حزب العمل، وأضيف إليه منصب وزير الدفاع، وأثناء ذلك توصل إسحاق رابين مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر 1993، ووقع الاثنان عليه في البيت الأبيض الأميركي بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ولدوره في اتفاقية أوسلو للسلام، فقد تمّ منح رابين جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع كل من ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية وشيمون بيريز وزير خارجيته.
وفي 4 نوفمبر 1995، وخلال مهرجان خطابي مؤيّد للسلام في ميدان “ملوك إسرائيل” (اليوم: ميدان رابين) في مدينة تل أبيب، أقدم اليمني إيجال عمير على اغتيال إسحاق رابين بسبب الصلح مع فلسطين، وكانت الإصابة مميتة إذ مات على إثرها على سرير العمليات في المستشفى ساعة محاولة الأطباء لإنقاذ حياته.
إقرأ أيضاً
الخبز الملعون.. أسلحة الحرب الممنوعة التي استخدمتها المخابرات الأمريكية في فرنسا
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال