إعلان دقوا الشماسي .. مَحضر جديد من “قاضي البلاچات” !
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
باسم الهوا والشمس و البلاچات .. باسم الشباب و الحب و الأجازات
باسم الراكت و اسم المراجيح باسم الشقاوه و التفاريح
فتحت الجلسه .. محكمة
عادل ابن كمال طالب تصييف .. تقدم يا فتى .. يا قاضى مشتاق م الصيف الماضي .. وجيت ع الحبايب لقيت مكانى فاضى .. مستنى ايه يا قاضى .. طالب تصيف يا فتى .. و اتمنى أصيف صيف شتا .. إرفع دراعك و احلف يمينك و قول دفاعك .. وحياة مذاكرة طول العام اللى جابت لى صداع و زكام .. مانجحت ولا شفتك يا نجاح إلا عشانك يا أجازه .. و أنا و حبايبى و الأفراح .. ناخد من الدنيا أجازه و الأمر لك يا قاضى و الحكم لك يا قاضى.
هذا بالضبط ما كتبه شاعر الألف أغنية مرسي جميل عزيز .. ليسطّر بذلك واحدة من أخفّ الأغاني في تاريخ السينما المصرية .. وتحديدًا بعد أن لحنها العبقري منير مراد، وغنّاها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ضمن أغاني فيلم أبي فوق الشجرة عام 1969 .. وأصبحت الأغنية بمرور الزمن واحدة من الأيقونات الفنية لفصل الصيف، وأجواء المصايف والإجازات، إن شئت تقول أنها غنوة بطعم البطيخ، ورائحة الخوخ، ولون الأناناس .. وكذا أصبحت أغنية “دقوا الشماسي” أو “قاضي البلاچات” واحدة من الأغاني التي استهلكتها الكثير من إعلانات الألفية الجديدة .. إذًا لماذا كل هذا الغضب والسخرية من إعلان إحدى الكومباوندات، الذي استخدم أغنية “دقوا الشماسي” بصوت الفنانة ملك الحسيني؟
إعلان دقوا الشماسي
عندما تغني لعبد الحليم حافظ أو أم كلثوم أنت بصدد الوقوف على شريط القطار، وغالبًا ما يكون ذلك بمثابة فخ قلّما ينجو منه شباب المطربين، وغالبًا ما يكون هو المقياس العام لصوت المطرب سواء أكان يصلح للغناء من عدمه .. وهو اختبار غالبًا ما تكون نتيجته بالرسوب لشباب المطربين والمُقبلين على المستقبل الفني .. ولكن دعنا من كل هذا ولندقق ماذا حدث بالضبط ليخرج هذا الإعلان من دائرة التقيميم الجماهيري إلى دائرة السخرية الجماهيرية من صوت ملك الحسيني كواحد ضمن أصوات إعلانات رمضان 2024
أغنية عبد الحليم حافظ دقوا الشماسي
الخطأ هو أن بطلة الإعلان قررت أن تغني “دقوا الشماسي” بطريقة طربية واستعراض لقدرات الصوت، على عكس غيرها ممن اقتبسوا من الست أم كثلوم والعندليب الأسمر في أغانيهم على سبيل المونولوج .. فعلى سبيل المثال أغنية فريق كايروكي “كان لك معايا” والذين استخدموا فيها مقطع من أغنية “أنساك”، من كلمات مأمون الشناوي، وألحان بليغ حمدي، وصوت أم كلثوم (بجلالة قدرها) في الأغنية ومع ذلك لَقت الأغنية استحسان كبير من الجمهور، وذلك لأنهم لم يخدشوا الصوت بالاقتباس بل وضعوه كفلكور .. وغيرهم كثيرين استخدموا ألحان أو كلمات أو صوت أم كلثوم وعبد الحليم حافظ بشكل مباشر .. لكن ما حدث في الإعلان الجديد بمثابة (استسهال) أو ضمان ذائقة الجمهور التي يسهل تغييرها حاليًا بالإعلانات الممولة، وإعلانات الصفحات مدفوعة الأجر التي تزيف الحقائق .. باختصار .. ما حدث يستحق محضر لمن اقترح تلك الفكرة على الفنانة الشابة !
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال