إعلان محمد صلاح ولوفرين .. تعزيز لقوة مصر الناعمة وريادتها في المنطقة

قدم لاعب ليفربول “محمد صلاح” صُحبة اللاعب الكرواتي ” دايان لوفرين” إعلان لشركة مشروبات غازية” بيبسي”، ورغم تصوير الإعلان خارج مصر لكنه قدم ترويج سياحي وثقافي لمصر كبير.

جاءت فكرة الإعلان بسيطة لكنها نجحت في لفت الانتباه لمدينة الإسكندرية وشوارعها، وإبراز ما فيها من مناطق كقلعة قايتباي الأثر الإسلامي الأشهر في المدينة الساحلية، كما تضمن إعلان محمد صلاح ولوفرين ظهور ” التيرام” وهو أحد أقدم طرق النقل في الإسكندرية بل في أفريقيا والشرق الأوسط إذ بدأت حركة تشغيله عام 1860م .

لم تكن تلك المعالم التي أظهرها إعلان محمد صلاح ولوفرين فقط، بل سلط الضوء على الأكلات الشعبية الشهيرة التي تتميز بها مدينة الإسكندرية، وتتوغل في عمق ثقافتها وهويتها، ومنها الكبدة الإسكندراني، والحواوشي، والممبار، السجق، والذرة المشوي، والكشري، إلى جانب أغنية للعندليب عبد الحليم حافظ كخلفية للإعلان، وهي أغنية سواح.

ورغم تصوير الإعلان في إنجلترا بتلك التفاصيل المصرية، من المؤكد أن يبحث الجمهور العالمي عن هذه المدينة، يتعرفون أكثر على هويتها وثقافتها، فجمهور محمد صلاح ولوفرين حول العالم بالملايين، ولن نبالغ إذا قولنا مليار وأكثر، وتلك هي القوى الناعمة  التي تستخدمها المجتمعات في تحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

إن محمد صلاح بتلك الإعلانات والتفاصيل البسيطة التي ينشرها عبر حساباته الرسمية وتتناقلها وسائل الإعلام ، تضع مصر دائمًا في بؤرة الاهتمام العالمي، وتنفي فكرة تراجع القوى الناعمة المصرية وسحب البساط منها لصالح بعض الدول الإقليمية الناشئة. إذ أن القوى الناعمة المصرية لا تتأثر حَسَبَ ما يطرأ من متغيرات إقليمية وعالمية، وهذا ما أوضحه الإعلان بتلك التفاصيل البسيطة والأكلات الشعبية المتوغلة كما قلت في عمق الثقافة المصرية.

 محمد صلاح المستحوذ على الاهتمام الإقليمي والعالمي مؤخرًا بسبب ما تردد عنه في صفقة انتقاله من ليفربول الإنجليزي إلى اتحاد جدة السعودي، استطاع أن يوجه الأنظار إلى مصر فرسخ صورة ذهنية عنها وعن عزة أبنائها وطموحاتهم وقدرتهم على صناعة المجد برفضه عرض اتحاد جدة 215 مليون جنيه استرليني، ليبقى في صفوف ليفربول، وهو ما عزز قيمته وجماهيريته في الدوريات الأوربية.

وفي تلك الفترة وقبل إعلان محمد صلاح ولوفرين، التقط ” مو” صورة له من المتحف البريطاني مع تمثال فرعوني، وهو ما جذب انتباه الميديا العالمية للسياحة الآثار المصرية، كما عزز ظهوره بجانب قطعة أثرية فرعونية في المتحف البريطاني طلب مصر في استرداد نحو 200 ألف قطعة أثرية مهربة إلى هناك.

إقرأ أيضا

ديوان ” هو و هي ” حدوتة من خمسينات القرن الماضي ( حوار)

إعلان محمد صلاح الجديد هو تعزيز لقوة مصر الناعمة وريادتها في المنطقة، رغم ما يُثار عنها، فإعلان بسيط كالذي نُشر مؤخرًا لفت الانتباه العالمي بالتالي تنشيط حركة السياحة ومعرفة مصر وثقافتها ومدنها وشوارعها.. إنها مصر.