إله أهل السُنة.. بين العنصرية والاعتباطية
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
غالبية البشرية متفقين النهارده إن العنصرية جريمة وفكرة متخلفة، فهل يمكن تصور أن يكون الإله نفسه عنصري؟؟
عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خلق الله آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمنى، فأخرج ذرية بيضاء، كأنهم الدُر، وضرب كتفه اليسرى، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال للذي في يمينه: إلى الجنة، ولا أبالي وقال: للذي في كفه اليسرى: إلى النار ولا أبالي”.
تصوروا إن القصة العنصرية دي منسوبة لله عن طريق حديث منسوب للنبي، وده يخلينا نسأل بوضوح..
هل الإسلام دين عنصري؟
بالبحث عن الحديث المنسوب للنبي عن طريق رواية منسوبة للصحابي أبو الدرداء، هنلاقي في الموسوعة الحديثية في موقع الدرر السُنية صياغة ومكتوب في تعريفها إن الحديث ده إسناده ضعيف. لكن لو ركزنا في المكتوب هنلاقي إن مشكلة “أهل الحديث” في الثِقة مش معنى الحديث، إنما شخصية واحد من اللي الحديث ورد عنهم.
بالتالي العنصرية الشديدة الواردة في “نَص” الحديث ماستوقفتش المشايخ ولا جعلتهم ينفوا الكلام ده من بابه، بسبب عنصريته الشديدة ضد الناس السود، من أمثال بلال بن رباح وعبادة بن الصامت وأنا وشيكابالا.. وناس تانية كتير ماعملتش أي حاجة غير إنها أتولدت باللون ده.
ولو ركزنا أكتر هنلاقي إن الصياغة دي مقدمة في قسم (غير المتخصصين)، القسم اللي الموقع بيفتح عليه بشكل أوتوماتيك، إنما لو فتحنا قسم (المتخصصين) هنلاقي إن الموقع جايب 6 روايات لنفس الحديث، الرواية الضعيفة اللي متوفرة لغير المتخصيين بالإضافة لرويتين تصنيفهم “حسن” و3 روايات تصنيفهم “صحيح”، وكلهم يتفقوا في المعنى.
نص الحديث (للمتخصصين متوفر بـ6 صيغ) موقع الدرر السنية
أقوال نبوية تهدم الألوهية
الحديث موجود بكذا صيغة، ومنسوب لأكتر من شخص، صحيح بعض الصياغات خالية من العنصرية اللونية ضد الناس السود، بس من ناحية تانية هنلاقيها مُسيئة جدًا للإله، مسيئة لدرجة إنها تهدم الدين “الإسلامي” كفكرة.
لإنها ببساطة بتقول إن الإله خلق البشر عبثًا.. والأخطر إنه تعامل مع مصيرهم الآخروي بعبثية شديدة جدًا، لدرجة إنه حدد مصيرهم (مصيرنا) الأبدي بالصدفة/الحظ.. وماهتمش خالص بالنتيجة “لم يبالي“.
كتير من الناس، خصوصًا طبعًا المسلمين، هيتساءلوا أو حتى يشككوا في موقفي من السُنة.. تحديدًا القولية “الأحاديث”، وهيقولوا كلام من سكة (أنت بتدور ع الحاجات دي مخصوص وتجيبها عشان تعمل بلبلة).
لكل هؤلاء.. أحب أوضح إن كلامي (في الموضوع ده تحديدًا في مصلحتكم تمامًا)، لإنه ببساطة بيشاور على العيوب الموجودة في عملية جمع الحديث، وما نتج عنها من إلصاق كلام غير منطقي غير عقلاني بالنبي والإله شخصيًا.
القرآن = رُبع الدين
وده مهم جدًا، خصوصًا إن كهنة المُعسكر السُني، دأبوا على إعلاء قيمة “السُنة النبوية” كمصطلح فضفاض بلا تحديد، في توجه يؤدي (بالقصد أو الصدفة، في الحالتين كارثة) إلى الخلط بين السُنة الفعلية (كالصلاة) والسُنة القولية (الأحاديث) “من ناحية”، وداخل السُنة بين ما هو متواتر، (أن تُروى الرواية عن طريق عدد من الناس يستحيل تواطؤهم على الكذب، لعدم إمكانية وقوع الإتفاق ومن ثم التواطؤ بينهم) وما هو أُحادي المصدر “حديث آحاد“، (خبر لا يفيد بنفسه العلم، وقيل هو: ما يفيد الظن، وقيل: ما لم يجمع شروط التواتر. والآحاد: تشمل المشهور والعزيز والغريب).
متوقع جدًا إن كتير من المسلمين يشوفوا ويقولوا إن التدقيق ده في التصنيف مالهش أي لزمة، لكن كلامهم ده مالهوش تأثير إلا في تأكيد مقولتي: يتفق عموم المسلمين على التعصب للإسلام.. والجهل به.
دهاليز كوكب الأحاديث
حسب كلام الشيخ علي جمعة، مفتي الجمهورية سابقًا، فعدد الروايات المنسوبة للنبي حاولي 60 ألف رواية.. وعدد الروايات قطعية الثبوت “المتواترة” منها 120 فقط.
طبعًا مافيش حد من رجال دين بيوضح المعلومة دي، ولا بيذكرها أصلًا، وهو بيقول أي حديث.
بالتالي الإنسان المسلم العادي بيعتقد إن الكلام اللي بيسمعه ده هو كلام “النبي قالُه” مش كلام “جايز يكون النبي قاله” والفرق كبير…. كبير جدًا.
(نركز من 7.20 إلى 11.41)
ختام
بشكل شخصي.. أنا مش مقتنع نهائي إن النبي قال الكلام ده، لإنه أذكى من كده بكتير كمان لإن مش منطقي خالص إن نبي ما يقول كلام زي الصياغة الأولى “العنصرية” ويكون ضمن أوائل المؤمنين بيه سود، أو يقول كلام زي الصياغة التانية “بتاعت الصُدفة” ويلاقي حد يصدقه لدرجة إنه يحارب عشان الكلام ده.
و”أعتقد” إن الكلام ده تم تأليفه ونسبه زورًا للنبي في العصر العباسي، تحديدًا خلال ثورة الزنج الأولى أو التانية.
لكن المهم هو موقف الأزهر وباقي اللمؤسسات الإسلامية حول العالم، هل هيقبلوا تكذيب الحديث لعدم منطقيته؟ ولا هيتمسكوا بـ”تقديس” السند؟، والأهم هو موقف المسلمين.. هل هيشغلوا دماغهم؟ ولا هيفضلوا يصدقوا “أي كلام” يتنسب للنبي.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال