إلى آمنة نصر .. لماذا يرفض الإسلام زواج المسلمة من غير المسلم
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
جدل واسع على السوشيال ميديا بعد تصريحات أستاذ العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصر ، بجواز زواج المسلمة من غير المسلم، وأكدت أنه لا يوجد نص يحرم هذا .
وفي الحقيقة ليست هي المرة الأولى التي تقول فيها هذا القول، ففي العام السابق قالت هذا التصريح الصحفي، و تنصلت منه تماما بعدها، و حجتها أن عدم زواج المسلمة من مشرك كان خاصا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم للمهاجرات فقط، أي أن الأمر كان خاصا في بداية الإسلام، وهذا الفهم خاطئ تماما، لأن العبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب.
حكم زواج المرأة المسلمة من غير المسلم
أجمع الفقهاء قديما وحديثا على تحريم زواج المسلم من مشركة، وعلى تحريم زواج المسلمة من مشرك، و المشرك في تعريف الدين الإسلامي« أي الوثني الذي يقوم بعبادة مخلوقات سواء كانت أشخاصا أو نجوما أو حيواناتٍ مع الله، فهو يتذلل لهم ويصوم ويقوم بكل الشعائر» والنص القرآني يؤكد ذلك فيقول « وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ».
في تفسير الإمام الطبري (4/363) اشتملت الآية الكريمة على حكمين، الحكم الأول، وهو زواج المسلم من مشركة « وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ »، هذا تحريم صريح من الله عز وجل على المؤمنين أن يتزوجوا من المشركات، واستثنى من ذلك زواج المرأة الكتابية أي «ما آمنت برسول من قبل» بقوله : ” وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ” .
الحكم الثاني : حكم نكاح المسلمة من الكافر، وهو ما يهمنا في هذا السياق، فالآية صريحة في تحريم زواج المسلمة من الكافر سواء كان وثنيا أو يهوديا أو نصرانيا، قال الطبري في تفسيره (4/370)، أن الله حرَّم على المؤمنات أن ينكحن مشركا، فإن ذلك حرام عليكم ، ولأن تزوجوهن من عبد مؤمن مصدق بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله ، خير لكم من أن تزوجوهن من حر مشرك ، ولو شرُف نسبه وكرم أصله ، وإن أعجبكم حسبه ونسبه.
ودليل آخر في قوله قال تعالى : ” يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ” .
قال ابن كثير في تفسيره (8/93) : وقوله : ” لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ” هذه الآية حَرّمَت المسلمات على المشركين ، وقد كان جائزا في ابتداء الإسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة، وهذه الآية بالتحديد من يتخذها أصحاب الهوا ليحللوا أمر زواج المسلمة من غير المسلم، ولكن الرد في هذه الآية أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب! .
لماذا يرفض الإسلام زواج المسلمة من غير المسلم
لآية القوامة دور في توضيح الأمر، فيمكن أن يكون المسلم وليا وقواما على زوجته الكتابية، في حين لا يمكن أن يكون غير المسلم وليا أو قواما على المسلمة، فالله تعالى يقول: «وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً».
ولأن واجب الزوجة الطاعة لزوجها، فلو تزوجت المسلمة غير المسلم لتعارضت طاعتها له مع طاعتها لله تعالى ورسوله، كما أن منع زواج المسلمة من غير المسلم، على ورؤية لا يعلمها الله تعالى {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.
وإذا كان إسلام الإنسان إسلام صحيح، فإن الرجل أو رب البيت المسلم يستحيل أن يهين موسى أو عيسى، لأن الإسلام أمرنا باحترامهم كما يحترم نبينا محمد، لكن الغير مسلم هو لا يؤمن بمحمد من الأصل فكيف أن يحترم عقيدة زوجته!.
فإليكِ يادكتورة آمنة نصر الزواج في الإسلام ليس حب فقط، أو اتغزل في مفاتن المرأة ، وإنما هو إقامة بيت على السكينة النفسية والآداب الاجتماعية، في إطار محكم من الإيمان ، ويبقى الكثير الذي لا يدركه إلا الله، على أن الفيصل في المسألة أنه أمر تعبدي محض.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال