إلى أحمد يحيى المتعافي من الإدمان منذ سبعة أعوام: استمر يا عزيزي
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
كلنا يعاني ولكل منا حكايات وتحديات وضغوطات وظروف ومعاناة وحياة مليئة بقصص كالجحيم، ولكل منا أيضًا إنجازات، ونجاحات ربما قد تكون صغيرة في نظر البعض، ولكن كلنا أبطال، وفي رأيي أن أي شخص يحاول أن يمر يومه بسلام وهو يقاوم نفسه ورغباته في الإنتقام ممن آذوه بطلًا، كل من يجاهد لكي يصل لأفضل نسخة من نفسه ومن الآخرين أراه بطلًا، كل من يحاول أن يقدم يد العون بكلمة في الحياة الواقعية أو الإفتراضية أعتبره بطلًا.
منذ يومين قرأت بوست لأحمد يحيى على جروب هيلث كيبر، تحدث فيه عن تجربته مع إدمان المخدرات وتعافيه منه منذ سبع سنوات، وكيف أنه في بعض الأحيان تخطر بباله فكرة العودة والإنتكاس، ويشرح كيف أن المنتكسين يمكنهم أن يعودوا بسهولة، وكيف يساعد المدمنين على التعافي، ويوعي الناس من خطورة وآثار الإدمان.
كنت على وشك كتابة تعليق أشجعه على المضي قدمًا فيما بدأ فيه، فلفت انتباهي هذا التعليق :
لم يقف الأمر عند تعليق واحد، فهنالك الكثير من السخرية في التعليقات استهزاءً واستنكارًا بسبب منشوراته المتكررة عن تعافيه من الإدمان !!
ربما لا يعلم البعض أن “اللي يستكبروا على الغلط بيقعوا فيه” عن تجربة، وربما لا يعلم البعض الآخر أن الكتابة على السوشيال ميديا ومشاركة الإنجازات والنجاحات التي ربما تكون صغيرة أو لا تمثل لهم نجاحًا، تكون من باب الرغبة في الإستمرار، وطلبًا للتشجيع والتحفيز، لا يعي البعض خطورة كلمة ساخرة متعمدة أو غير متعمدة وكيف تحول حياة الشخص لإنتكاسات أو هلاك حقيقي، لا أحد يدرك أن كل ما نريده هو “كلمتين حلوين ” يجعلونا نسير ونتقدم وسط هذا الجحيم اليومي المستعر، يجعلونا لا نفقد الأمل، يجعلونا على قيد الحياة.
هل كتب تركي آل شيخ أغانيه؟.. سوف أعطيك إجابة السؤال
إن من حقنا التباهي والتركيز على نجاحنا، من حقنا استعراض قصصنا كما يتناسب معنا ويتراءى لنا، وكما حددت مواقع التواصل الإجتماعي خيارات الآخرين بإعطائهم الحق في التفاعل على المنشورات أو تجاوزها أو عدم المتابعة أو إلغاء الصداقة أو الحظر، فليس من حق أحد الإعتراض على ما نكتبه في صفحاتنا الشخصية أو الجروبات غير أصحاب النفوس السوداء الحقيرة المريضة، الحاقدين على نجاح الآخرين، فأنت حر ما لم تضر، والرجل هاهنا لم يضر أي مخلوق كان، بل يحاول أن يهب أملًا وسط هذا المستنقع الآسن، أن يخلق شمعة نور وسط هذا الظلام الكئيب.
ناصر السنباطي بطل كمال الأجسام.. طاف العالم ولم يحمل اسم مصر
كل هذا غير انتقادات أن كل ما يبحث عنه أحمد هو الشهرة من التفاعل واللايكات، وأنه يتربح من أولياء أمور المدمنين الذين يلجأون إليه ليساعد أبنائهم على التعافي بحجة أنها ” سبوبة “، ولكن معذرة، فمن منا لم يصبح مجنون لايكات وتفاعل وشهرة ؟ ومن منا لا يتربح من تجاربه أو من شئ يجيده ؟!! ومن منا لا يخلق سبوبة من أمر له خبرة به ؟!! الروائي أمير عاطف على سبيل المثال يتربح من قراءة روايات البعض، ويطلب صراحة في فيديوهات بعنوان “كيف تصبح روائيًا جيدًا” على اليوتيوب من الروائيين المبتدئين أن يرسلوا له رواياتهم حتى يخبرهم برأيه فيها مقابل مبلغ من المال، لا أنتقده فهذا حقه، أن تتربح من شئ تجيده هو الذكاء بأم وأبو وأخوات عينه، كذلك فإن أي روائي يتربح من مخيلته، وأي شاعر يتربح من إحساسه بالكلمات، والمغني يتربح من صوته العذب، يتربح المحاسبون من معرفتهم بالأرقام والمحامون من إدراكهم بالقوانين والأطباء من علمهم بتفاعلات الأدوية، أنا نفسي هنا أربح من بضعة معلومات أخزنها في عقلي من كتب قرأتها يومًا وأصيغها في هيئة مقالات!
هنالك مثل إنجليزي يقول :
If you are good at something, don’t do it for free
إذا كنت تجيد شئ ما فلا تفعله مجانًا !!
وهناك آية يقول الله جل وعلى فيها : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا.
وهناك حديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت !
“المهم ان اللي جوايا حقيقي اني ما ينفعش اقع لازم احقق حاجه ماحدش عرف يحققها لازم اكون ذكري و علامه في حياه الناس
هعمل كده ازاي هفضل اقاوم و هقاوم و هقاوم
انا مش هخسر تاني
العبره بالنهايه
فكره اني بطل في حد ذاتها و بعمل حاجه مش اي حد عارف يعملها و في ظروف تهدم بلد و انا مكمل رخامه بقا عند
حاطت هدف الفكره ديه مخلياني مكمل
الحكايه لسه بتتكتب
انا قد الدنيا و الدنيا مش قدي”
“الغلط اخره غلط
عايز تجرب مفيش مشكله ليك فاتوره محدش غيرك هيحاسب عليها”
العزيز الجميل أحمد يحيى الذي أتمنى أن أصير يومًا صديقة له، أنا لست مدمنة للمخدرات، ولكنني كنت أمر بأزمة نفسية شديدة، وقد ساعدتني كلماتك على تجاوزها، وغيرت في نفسي الكثير من الآشياء وجعلتني أنظر إليها بشكل مختلف، وأعطتني الدافع لأستمر وأواصل، وأبلغ ما قد وضعته كهدف نصب عيني، فلك خالص الشكر.
استمر فيما قد بدأته، استمر فيما تكتبه، فقط استمر ولا تلتفت لأولئك الحاقدين المحبطين القذرين.
لقلبك السلام والمحبة ولروحك السكينة وكل سعادة الأرض.
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال