إلى أمي .. “صباح مصطفى حسن”
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
كل منا يرى أمه أعظم أم فوق ظهر الكوكب، كل منا يراها الغالية الإستثنائية، كل منا يراها ست الدنيا، كل منا لا يتخيل أن يحل أحد محلها، أو يأخذ مكانها، كل منا يفخر بها ويتحدث عن كيف كافحت وتعبت وربت وسهرت، ومن يفقدون أمهاتهم يتحدثون عن لوعة الفقد، عن مشاعر الألم والحزن والفراق.
وها أنا اليوم أكتب عن أمي، في أول عيد أم يمر عليّ بدون وجود جسدها على الأرض، رحلت السبت قبل الماضي، ولكني أشعر بروحها حولي، أكتب عنكِ أماه، أكتب عن غربتي بدونك وقد رحلتِ منذ بضعة أيام، فأخبريني بربك كيف ستمر عليّ شهور وسنين ولستِ هنا.
قصة الضابط حنفي جمال .. كيف قاده الجهل إلى الإرهاب بعدما أساء الاختيار
أكتب عن أحضانك، عن راحة كفك، عن عبق ردائك، عن اختبائي في ظهرك، عن الجنة التي كانت تحت قدميك وفقدتها برحيلك، رحلتِ يا من كان الله يكرمني من أجلك.
أكتب عن تشجعيك في لحظات يأسي، عن ابتساماتك في أوقات قنوطي، عن فخرك بنجاحي، عن دعائك وابتهالاتك، عن قلقك لمرضي، عن مسحةُ كفيك على جبيني وأنا طريحة الحمّى، كانت أثمن من العمر كله.
أكتب عن القائك لي في بحر الحياة، كموسى الذي القته أمه في اليم، وكم زادني ذلك قوة، أكتب عن كل أخطائي واعتذاراتي وتبريراتي وخجلي وندمي، أكتب عن لومك الجميل، ونصائحك الغالية، أكتب عن عودتي نادمة لوطني بين ذراعيك وتحت قدميك، أكتب لكي أخبرك كم أحبك، فإن كانت الجنة تحت قدميكِ فما أعظم ما في قلبك !!
أكتب عن ألمك ومرضك ومعاناتك منذ طفولتك، أكتب عنكِ أماه، وقد كنتِ تخجلين من أسمك ولا تحبينه، لا تخجلي أمي فسيظل أسمك مدعاة فخر لنا، اليوم أكتب عنكِ، عن صباح مصطفى حسن حبيب، وأكتب عني، أنا ابنتك، أنا التي لم أكن لولاكِ ، وبكل الأنفاس مدينة لكِ بعُمر من حفيف الأشجار.
لله در قلوب الأمهات وما تحت أرجلهن، ففي قواميس الحب لا ترجمة للغة سوى أحضان أمهاتكم، ولن تجدوا أوطانًا دافئة كرَاحات كفوفهن…
فصلّوا لمن فقدوا قوامسيهم، ودعائكم لمن رحلت عنهم أوطانهم.
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال