إلى إبراهيم عيسى .. قل أنك لا تؤمن بالكتاب أو لا تستطيع التعبير وكلتا الحالتين ليست عيبًا

إلى كل امرأة مظلومة من طليقها، همك همين، أحدهما في قاعات المحاكم، والآخر أن أ. إبراهيم عيسى الذي يعبر عن همك دمر فكرة التعاطف معكِ.

أردت في بداية المقال أن أستهله بتلك الرسالة، ولتوضيح ما أقصد ستجدوا التفاصيل في مقال كتبته الأستاذة رشا الشامي عن المسألة هـــنـــا.

لكن لدي رسالة لـ أ. إبراهيم عيسى أعلم تمامًا أنه سيقرأها، فالرجل له رأي فيّ ومن عادته أن يتابع كل ما يقال ويكتب عنه، وحقيقةً رسالتي هذه بكل الحب له؛ وإلى الرسالة:-

عزيزي أ. إبراهيم عيسى

في إحدى حلقات مسلسلك فاتن أمل حربي الناجح فكرةً والفاشل تأثيرًا بسببك، وقفت الممثلة نيللي كريم التي برعت في تقمص شخصية المرأة الضعيفة وقالت في سياق أسبابها لمطالبتها بتغيير قانون الأحوال الشخصية:
«القانون دا مكتبوش ملايكة .. كتبه بشر زينا .. دا النص القرآني والنص النبوي فيه اجتهاد بشري».

الفنانة نيللي كريم وبقية أغلب جيلها ليس لديهم القدر الكافي من الثقافة لكي يتناقشوا في النص، هي فقط ممثلة اقتنعت بالدور وتؤدي كلام المؤلف.
بالتالي لدي سؤالين أحدهما مهم والآخر أهم حول الديالوج.
السؤال الأول وهو المهم :-
ـ بذمتك يا أسطى (بما أنك أسطى كتابة) هل التشبيه متسق ؟ يعني إيه «القانون مكتبوش ملايكة ؟» كنت قول «هو القانون دا ربنا اللي كتبه ؟»، لأن الملائكة أصلاً يا أستاذ إبراهيم لا بيكتبوا ولا بياكلوا رز بلبن.

السؤال الثاني وهو الأهم :-
بما أنك مؤلف فهل تستطيع أن تثبت لي بدليل واحد ولو عقلي أن النص القرآني فيه اجتهاد بشري ؟.

ستستطيع الإجابة على السؤال الأول بالفلسفة السفسطائية، لكن لن تستطيع الإجابة على السؤال الثاني، لسبب واحد وهو أن النص القرآني ليس نصًا بشريًا وإنما هو نص إلهي، والله تحدى البشر بأن يأتوا بـ 10 آيات مثله، أو بآية واحدة ولم يتمكن بشري حتى الآن من تحقيق ذلك.

رجاءًا لأستاذ إبراهيم عيسى، حاول أن تتحلى بالشجاعة الأدبية مرةً واحدةً على الأقل وقل أنك لو تؤمن بهذا الكتاب حتى نتناقش أو قل أنك لا تستطيع التعبير كعادتك يعني.

لماذا التركيز على ضرورة أن تقول على نفسك أنك لا تؤمن بهذا الكتاب ؟
لأنه ليس هناك مسلم يمكنه أن يقول أن النص القرآني كتبه بشر أو اجتهد فيه بشر، أما لو كان غير مسلم فسيجد بدل الدليل عشرة لإثبات أن القرآن ليس نص سماويًا، مثل أن تقول الشائعة الإلحادية القديمة «ورقة بن نوفل كتب القرآن لمحمد لأن محمد لا يقرأ ولا يكتب».

أما مسألة أنك لا تجيد التعبير عن ما تقصد، فذلك أمر مشهود لك فيه بالكفاءة.
بدأت مثلاً معك تلك الحكاية عندما قلت عنوان كتاب بشكل خطأ .. قلت أَسَد الغابة في معرفة الصحابة
ثم تراجعت وقلت «أنا غلطت .. أنا قصدي أُسْد الغابة مش أسَد».

إقرأ أيضا

كواليس ظهور فيلم رصيف نمرة 5 “توقف كثيرًا وقصته حقيقية”

ومؤخرًا في مسألة المعراج، قلت في الحلقة أنه لا يوجد معراج أصلاً ثم تراجعت وقلت «يوجد معراج لكن العلماء اختلفوا في كونه بالروح فقط أو بالروح والجسد».

هلَّا تراجعت وقلت «دا تفسير النص القرآني فيه اجتهاد بشري»، لأنك تعرف الفرق بين التفسير والنص بالتأكيد، فالنص هو النص نفسه الآيات .. لكن التفسير هذا ما فيه اجتهاد بشري.

أستاذ إبراهيم .. قبل أن أنسى ودعني أختمها بالعامية، لي طلب ومعلومة.
فأما الطلب .. أرجوك قول لمحمد الشرنوبي اسمه الحسن البَصْرِي مش الحسن البَصَري .. البَصَري دي من البصر إنما البصْري من البصرة.
وأما المعلومة فهي :-التاريخ جا فيه ناس كتيرة أوي أوي أوي زي حضرتك وزي باقي جيلك من التنويريين، ونهاية جيلكم هتبقى مسخرة بعكس الجيل القديم من التنويريين كانت نهايتهم إما مشرفة أو مأساوية، ويا بخت الأزهر اللي بيعارضوه ناس زيكم.
معلش طولت عليك وإلى اللقاء في جولات (فكسانة) أخرى.