همتك نعدل الكفة
447   مشاهدة  

إلى الفنان عمر كمال : مالك ومال أصحاب الشهادات ؟!

عمر كمال
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ما الذي يفعله عمر كمال ؟ 

تواجه مصر أزمة كبيرة منذ أن عرف المشاهير سكة “التريند اليومي” ، وملخصه أن تكون موجودًا بشكل يومي حتى في غير تخصصك ، أن تكون موجودًا وخلاص ، أن تكون موجودًا لمجرد كونك موجودًا ، أن تكون موجودًا حتى لو وجودك سخيفًا ، حتى لو وجودك مؤذيًا للبعض ، وجارحًا للبعض الآخر ، ستكون موجودًا حتى لو انك مكروهاً .

كل هذه الديباجة كوم ، وما يفعله (الفنان) عمر كمال كوم آخر، لقد وجد ضالته في استفزاز أصحاب الشهادات يوم بعد الآخر ، كلما اختفى الضوء عن الضوضاء التي يصنعها مع شاكوش وغيره ، فيبرز في وجه الجميع كارت العمل بغير الشهادات ، ناصحًا الشاب الذي كافح طيلة 22 عامًا ليحمل شهادة دفع فيها أبوه دم قلبه أن يلقي بشهادته في أقرب سلة قمامة ، فيروس التنمية البشرية الذي أوهم المشاهير أنهم صالحين لأن يكونوا ملهمين ، فنسى البعض حجمه ، وتناسى تأثيرة الضيق كونه أحد المؤديين الذي لم يخط اسمه في الفن بالقلم الرصاص ، وقرر أن تكون ذريعة وجوده اليومي الرقص على أحلام من تعطلت أحلامهم لأسباب كثيرة ، لكنهم على كل حال غير منتظرين نصيحة من الفنان عمر كمال .

هناك وجهة نظر غير منطقية استشرت في الوعي مؤخرًا بفضل التحفيز الأوفر والذي أغلبه تحول إلى سلعة ، أن كل لا يريد أن يعمل بشهادته ، وأن المجتمع المنغلق على نفسه هو من يجبر كل الشباب أن يعمل بشهادته وإلا فشل ، وهو مفهوم ضيق الأفق تمامًا ، هناك من هو حلمه فعلًا أن يكون طبيبًا ، لذلك فإن طريقه الوحيد هو الاجتهاد في الثانوية العامة حتى يصل لكلية الطب ، والدراسة لسنوات كثيرة في الكلية ، ثم التخرج والبهدلة والتكليف حتى يصل إلى هدفه ، ويصبح طبيبًا شهيرًا .. ما العيب أن تكون الدراسة هي والشهادة وسيلة وطريق لتحقيق الهدف (بعد إذن رجال التنمية البشرية) ؟

 

هناك نظرية يشهرها عمر كمال في وجهك حينما تحدثه عن فجاجة ما يفعله ، فيخبرك بضرورة “وأما بنعمة ربك فحدث” ، ونحن نقول له أن هناك فارق كبير في التحدث عن النعمة ، وتسليط النعمة ككشاف لإزعاج بصر الآخرين .. وهناك سؤال منطقي ربما يسأله البعض لعمر كمال ، هل فنان كعادل إمام وميجا ستار كعمرو دياب غير قادرين على التحدث بالنعمة ليل نهار ؟ وإبراز السيارات والقصور وغيره ؟! ، وهذا يفسر تمامًا لماذا تسخط الناس على عمر كمال وأمثاله ، في المقابل ليس لدى الناس غضاضة تمامًا تجاه الفنانين الكبار ؟ ، وهذه ليست دعوة للحقد أكثر منها دعوة للتعقل والهدوء ، وعدم اللعب على وتر استفزاز الشباب ، لأن نتائج ما يفعله عمر كمال وغيره وخيمة على المدى البعيد .

هناك تأثير سام على ما يروج له عمر كمال وغيره ، هذا التأثير مدمر للذين لم يجدوا ضالتهم ، أو بمعنى أصح للذين لم يجدوا في أنفسهم موهبة معينة ، ولابد أن نصارح أنفسنا في هذا ، هناك كثيرين لم يحصلوا على مواهب تمكنهم من الاستغناء عن الوظيفة والروتين .. فليس من المنطق أن نكون جميعًا من مطربين ، وليس من الضروري أن نجيد جميعًا كتابة الروايات ، وليس من الضروري أن نمتلك موهبة التمثيل ، وليس من الضروري أن يعثر كل الناس على ما يميزهم ، لأنه هناك من لم يمتلكون ترف المقامرة بعمرهم ، وهناك من لم يمتلكون روحًا تساعدهم على تحمل صدمات الاعتماد على الموهبة ، لذلك لا يستطيع أحد المزايدة على أحدهم بأسلوب المعايرة بالموهبة ، أو اسلوب الرقص على مصير أحدهم ، لأن هذا الأسلوب قاسي مدمر تمامًا ، يمثل عبء كبير على الراضين بالحال ، ويزرع السخط داخل نفس كل شاب لم يمتلك موهبة ، ويدعوه لأن يصبح مسخًا كمسوخ الفيس بوك ، ونعتقد أن جرعة التحفيز الزائدة لها جانب سيئ ، ملخصه شعور الفرد دائمًا بالتقصير حتى وإن كان في أقصى مجهود له ، شعور دائمًا بعدم الصبر والضجر ، وكره العيشة واللي عايشينها .. (كل هذا طبعًا إن كان المحفز صادقًا وليس ترينداوي كـ عمر كمال) … ونرى أن الطريق الصحيح هو الذي يقرره الشاب منّا بنفسه دارسًا بيئته ، مقررًا مصيره ، بعيدًا عن عمر كمال ، وغيره .

إقرأ أيضا
بيلبورد عربية

 

الكاتب

  • عمر كمال محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
11
أحزنني
0
أعجبني
4
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان