إلى بيومي فؤاد: متحورش علينا

ألقى الممثل بيومي فؤاد كلمةً بعد انتهاء عرض مسرحية زواج اصطناعي، كانت عن الممثل محمد سلام الذي اعتذر عن دوره بها وقال: «من حقك تعتذر عن المسرحية .. لكن مش من حقك تغلط في فنك».

يا أ. بيومي فؤاد: والله وتالله وبالله إحنا جمهور مش مغفل

لست في سياق الدفاع عن محمد سلام لأن موقفه راقي ولا يضعه موضع المُهَاجَم، ولست من المصابين بالشيفونية التي تجعلني أقول: دافع عن ابن بلدك قدام الغريب، وذلك لأن ابن بلدي طالما صار شخصية جماهيرية عامة فهو في ذمة التاريخ المعاصر ويستحق النقد؛ ولذلك من حق بيومي فؤاد أن ينتقد محمد سلام.

لكن إن كان من حق بيومي انتقاد محمد سلام، لكن ليس من حقه أن يعاملنا كجمهور مغفل.

يا أستاذ بيومى
في أي شيء أخطأ محمد سلام في الفن الذي يقدمه ؟
آه .. قد فهمت، لأنه قال: أنا مش هقدر أَضَّحَك الناس إلخ؛ بدليل إنك يا بيومى قلت: إحنا مش مضحكاتية إحنا بنقدم فن.

لن أدخل معك في نقاش سفسطائي حول أن الكوميديا هي الإضحاك، ولن أقلل من شأنها كفن لأن من رحمها جاء فن الكوميديا السوداء الناقدة والساخرة سياسيًا وكوميديًا (وطبعًا هذا غير موجود في زواج اصطناعي).
لكن أنت قلت إحنا مش بنيجي عشان نضحكم .. إحنا جايين عشان نقدملكم فننا المصري.

طبعًا الجمهور (المش مغفل) سيرد ويقول: أنت لم تأتي لإضحاكهم ولا لتقديم فننا المصري، لكن أنت جئت من أجل المال؛ وهذا طبيعي وبديهي بالمناسبة، لأن ألف باء الشغل (أي شغل) أن يكون هناك مال.

وأنا لا أناقش السبب لمجيئك، لكن علة مجيئك أنك أتيت لتقدم ترفيه وليس فن، فهل كلمة ترفيه التي هي عنوان الموسم تسيء للفن ؟ لو كانت لا فمحمد سلام لم يخطئ في فنه؛ فلا داعي للتحوير (التحوير الذي أقصده هنا يا أستاذ ليس بمعنى أنك تكذب، لكن بمعنى أنك تلعب بالألفاظ ـ والمعنى الذي لا أقصده قد ينطبق عليك بالمناسبة، لكن الكوميك المجاور لصورتك هو المعبر عن ما أقصد).

قالك محمد أنور راجل قال

يا أستاذ بيومي
أنت ذكرت في كلمتك اسم محمد أنور مرتين
مرة في جملة « أنا كنت بحاول بساعد مع حضراتكم عشان إنتو الأهم، إننا أخفف عن الراجل اللي أنقذ موقف وكان راجل أدها، اسمه محمد أنور».
ولديّ سؤال: ما الشيء الذي ستخففه مع الجمهور السعودي على محمد أنور ؟.
آه .. تقصد الهجوم الذي تعرض له بعد أن ذهب لتجسيد دور سلام.
طبعًا لن أسألك وأقول: لماذا لم تدافع عن سلام من الهجوم السعودي عليه وعلى بلده من تويتر السعودي.
لكن أسألك وأقول: هل تعرف لماذا هوجم محمد أنور ؟

هو من تسبب في هجوم الناس عليه، فهو رفع فيديو بكاءه على مجزرة المعمداني بتاريخ 18 أكتوبر وحُذِف بعدها مباشرةً (حسب كلامه) وفي يوم يوم 26 من نفس الشهر هوجم على ذلك وترك الناس يتكلمون عن المسألة وربطها بموضوع المسرحية؛ إلى نفى صحفيًا يوم 31 أكتوبر على المصري اليوم وفي تصريح صحفي يوم 4 نوفمبر على موقع القاهرة 24، فتأخره في التوضيح هو سبب الهجوم عليه، خصوصًا أنه بعد ساعات من هجوم الناس  اكتفى بنشر صورة يحسبن فيها على من ظلموه، ولم يكتب منشورًا ولم يظهر في فيديو ليوضح حينها، هذا إن كان كلامه صدق.

وقد اختتمت كلامك بقولك «إحنا مش بنضحكم، إحنا بنقدم فن، لو الموضوع كده يبقى فيه فنانين من أيام نجيب الريحاني لحد محمد أنور مفروض ينتحروا»

إقرأ أيضا

الحلقة الأولى من مسلسل مليحة.. سرد روائي وتسجيلي لتاريخ القضية الفلسطينية

طبعًا لن أسوق لك نماذج الفنانين من أيام نجيب الريحاني إلى الأيام التي لا يعلم بها إلا ربنا الذين كان لهم موقف ومحمد سلام منهم، فهذا ليس مقام المقال لأن كتب التاريخ مليئة بأسماءهم، هي نفسها كتب التاريخ التي ستوثق مسيرتك كمسيرتهم في حياة عينك أو بعد موتك، والتاريخ به واحة على ربوة وله مزبلة، فاختر لنفسك أيٍ من المكانين.

اقرأ أيضًا 
شارع الهرم ومأزق الخيال السعودي الذي أحرج بلاده على تويتر