103 مشاهدة
إلى ريما…هل الدين هو المشكلة؟
الحياة تضعنا في مفترقات طرق غريبة الشكل، تكون أحيانا كثيرة ضاغطة وتدفعنا لاتخاذ قرارات عكس مشاعرنا، وترتب أولوياتنا حسب الدائرة الأقرب لنا من الأهل ثم الأصدقاء والمعارف، ولكن هناك دوائر مختلفة تكونها الحياة لا يفهمها أحد سوانا؛ هذه الدائرة التي نضعها تحت بند مثل كذا؛ مثل أخي، مثل أبي، مثل ابني، وتدعمها أمثلة مثل: رب أخ لم تلده أمك.
إلى ريما وضعنا في مأزق وجعلنا نواجه أنفسنا بحقيقة تغيب عنا، فيلم قصير من إخراج حسام جمال وكتابته بالتعاون مع السيناريست الشابة نورهان عبدالسلام، وعرض الفيلم في مهرجان الاسكندرية للفيلم القصير.
دخل بنا عالم نسميه “الزمن الجميل” ولكن ليس كل ما فيه كان جميلًا. هذه الحقبة التي كان يعيش فيها اليهود في مصر بسلام قبل تهجير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لهم.
اقرأ أيضا…فيلم شفت مسائي حلقة مفرغة لجيل بأكمله
بيت كبير بديكورات تعبر عن زمن الفيلم، ملابس أيضا تليق بالفترة، قصة إنسانية مختلفة؛ إلى ريما وضعنا بالفعل في حالة نادرة.
وتدور قصة الفيلم حول يعقوب الذي يتبنى طفلة صغيرة في ظروف يعرفها من يشاهد الفيلم ونشاهدها تكبر معه، ولكن تدين ريما البنت المتبناة وتمسكها بالحجاب يخلق حاجزا بينها وبين يعقوب الأب اليهودي الذي تبناها.
على صعيد آخر تخشى زوجته أن تؤثر ريما بصلاتها ودينها على أطفالها في مشهد صغير يعبر عن هذه المخاوف، وتضع الزوجة يعقوب في موقف صعب وتخيره بينها وبين ريما بالمنزل.
يضعنا فيلم إلى ريما في مأزق وتساؤل: هل الدين المشكلة؟
في الواقع ليس الدين المشكلة بل خوف الإنسان من اختلاف الآخر، وهوس الإنسان الديني، والتعامل مع الله على أنه يعامل الإنسان بالمسطرة والقواعد طوال الوقت دون اللجوء لرحمته والاستشعار بها والتيقن بأنه أعلم بظروف عباده.
الدين لم يكن أبدا المشكلة، ولكن فهم الإنسان للدين دائما المشكلة التي تفرق بين الأحباب أحيانا وتبني حواجزا بين الناس وبعضهم البعض.
الفيلم ترك مع التساؤل خلفه دموع المشاهدين وتصفيقهم أيضا بقاة سينما مترو بالاسكندرية، بسيناريو وحوار وإخراج جيد، ولكن عابه ببعض المشاهد المبالغة والتمثيل المسرحي الذي لايتناسب مع الكاميرا، وكانت ياسمينا العبد الشابة الصغيرة أفضل الممثلين بالفيلم من حيث الأداء التمثيلي.
إلى ريما فيلم قصير يستحق المشاهدة وشكرا لمهرجان الاسكندرية للفيلم القصير.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
