369 مشاهدة
إلى صُنّاع برنامج المتزوجون: هو الحب لعبة؟
في برنامج مقالب شديد القسوة يبث على أكثر من منصة تليفزيونية ورقمية .. برنامج بعنوان “المتزوجون” كاسم خداعي للاسم الحقيقي له “أنا والمدام” .. وهو أحد أنواع البرامج القائم على خداع الزوج لزوجته بالاتفاق مع طاقم البرنامج في رغبة ظاهرية للفوز بمئات الآلاف من الجنيهات لكن الحقيقة هي أن مشاهد رعب الزوجة وخذلانها هي الجائزة الكبرى لطاقم البرنامج والإنتاج وجموع الزومبي الذين يستمتعون بكل تلك المشاهد التي تلعب على مشاعر إنسان بالضبط كالذين يصقفون للفرارجي عندما يذبح الدجاجة وترقص على الأرض من (الفرفرة) ويجدون متعة ما في تلك المشاهد العنيفة إنسانيًا، بل تصل في بعض الأحيان للبكاء والصراخ.
من الممكن أن تقول لي : أنت مبالغ جدًا يا رجل؟ .. لما كل هذه الديباجة لبرنامج خفيف لا يتعدَّى النصف ساعة على الأكثر نضحك من خلاله في أجواء رمضانية نعتبر فيها “المقالب” ضمن الفلكلور الرمضاني؟ .. ببساطة سأجيب لك على هذا السؤال بأن الدقائق المعدودات التي تمر على (مرأة أو رجل) شعر فيهما أيًا منهما بالخيانة في علاقته بالآخر هي الأهوال بعينها، وكأن السماء سقطت على الأرض ودكّت قلبه فيه نصفهما دكًا .. تُطحن عظامه، وتسيح أعصابه، ويشعر بالسقوط من الدور العاشر دون باراشوت .. لا يوجد ما هو مثير للكوميديا في أن تصنع حبكة ضعيفة يدخل فيها عنصر ثالث غير المذيع أو العنصر الآدمي وهي الصور ورسائل الفويس التي تثبت خيانة الزوج لزوجته.
وفي “المتزوجون” تلعب المذيعة على عنصر”الغيرة” عند المرأة .. حيث تكون المسابقة بين ثنائي تابع للبرنامج لكنهم يظهرون أمام الشاشة كثنائي طبيعي جدًا قادم من الخارج، وأما عن الثنائي المقصود فيكون الزوج قد جهّز المقلب مسبقًا حيث تكون هناك فقرة عن مدى قوة علاقة الزوج بزوجته .. حيث تُقتل مشاعر الزوجة في المرة الأولى عندما تكتشف خيانة زوجها، وأعتقد أن ليس جميعهن قادرات على التسامح –حتى وإن تأكدت من صحة المقلب- فتموت مرة أخرى أمام الكاميرا عندما يضحك زوجها الضحكة السمجة التي تثبت لها أن ما حدث كان مقلب ونحن آسفون لبث الرعب في قلبك !
ولكي نناقش الحكاية بموضوعية .. فإننا أمام طاقم برنامج جيد على الرغم من إنه برنامج ليس من نوعية البرامج المرصود لها إنتاج كبير .. فيما يعني أن تأثير البرنامج الذي نجح نجاحًا كبيرًا بالنسبة لحجم التجربة-بغض النظر عن رأي كاتب المقال عن أثر فكرة البرنامج على الضيفة – فيما يعني أن طاقم البرنامج كان متمكنًا إلى حد كبير في صناعته .. وهو من تقديم الإعلامية هبة عبد الجواد ،وبطولة مؤمن وائل وريم عبد الحليم وأيمن الشريف، ومدير التصوير فتحي عيسوي، وإخراج سالي أسامة .. ولطاقم البرنامج التحية على الأداء لكن الحب ليس لعبة بكل الأشكال والاقتراب منه كالاقتراب من محراب الراهب .. لا يمكن دخوله بالضحك أو بالسلاح .
الكاتب
ما هو انطباعك؟
