إلى عبد الله رشدي..لحوم العلماء مسمومة فماذا عن أجساد السيدات يا مولانا

من أين أبدأ يا شيخ عبد الله رشدي ؟..أنا فتاة تستطيع الانقتال بين الكلمات بمنتهى السهولة والحرية، ولكن عند الأمور التي تتعلق بالحقوق والأذى تتعلق كلماتي بين السماء عند الله العليم  بأفعال الظالملين، وبين مشاعري  على الأرض. 

بالأمس دارات مناقشات على مواقع السوشيال ميديا حول تصريحات لك عن التحرش منذ عام تقريبًا، ووضحت بعد تداول التدوينات أنك لست تضع مبررًا للتحرش، ولا يجوز لأي شخص أن يتحرش بامرأة ولو كانت عارية.

إلى هنا الكلام يتسق مع عقلية كل شخص يستوعب أن التحرش جريمة دافعها لا يتعلق بالكبت، ولكن يتعلق بفعل إجرامي، ولوحتى تعلق الفعل بالغريزة، ففرق الله بيننا وبين الحيوانات أننا نستطيع التحكم بغرائزنا.

قلت بتوضيحك  من أسباب التحرش الملابس الصارخة، فلو كان هذا السبب صحيحًا، لم لم تستعرض باقي الأسباب؟!..وهل الرجال والأطفال الذين تعرضوا للتحرش كان دافع المجرمين للتحرش بهم ملابسهم؟

هل يا شيخ عبد الله بعد واقعة بها شهادات اغتصاب  يليق بتقديم الحكمة  قبل الموعظة الحسنة التي أمرنا بها الله أن نتحدث عن قضية ليست قضيتنا اليوم إطلاقًا؟ وهل توضيحاتك تنفي ما كتبته من قبل أن عدم الحجاب تعري  ومن أسباب التحرش؟ فماذا عن غير المحجبات وغير المسلمات؟ ومن الذي سيحدد ويدخل بالنوايا ليعلم من ترتدي ملابسها للإغراء؟ 

هل تعلم يا شيخ عبد الله أنني تعرضت للتحرش من رجل متزوج من امرأتين وأنا محجبة وعشت سنوات بالخمار؟..هل تعلم يا شيخ عبد الله أن صديقة لي تحرش بها أحد محارمها وهي بالحجاب وكانت في طريقها معه خارج المنزل فاستغل أنهما وحدهما ووضع يده على جسدها فأصبحت تخاف الجلوس مع والدها وتلتفت بالشوارع؟

أين الأسباب الحقيقة لكل ما نعاني منه يا شيخنا الفاضل؟ وإن لم تكن تعلم الأسباب فلم ذكرت فقط الملابس الصارخة سببًا؟..هل تعلم أن المتحرش الذي يتحرش بالفتيات بالحرم  الشريف هو نفسه الذي يتحرش بأي فتاة أخرى أيًا كان ما ترتديه؟

يا شيخ عبد الله أنت الأعلم أن قضية غض البصر والملابس الشرعية ليست قضيتنا اليوم، فقضيتنا عن فعل إجرامي إن لم نتصدى له بشكل واضح وصريح دون تحميل الفتيات فوق طاقتها ستزداد الكارثة.

يا شيخ عبد الله عرفت رجلًا يقول ربي الله ويتحدث بالدين ولكنه يتحرش ببنات أخت زوجته وبمحارمه ويتخفى وراء اللحية، فيما على الصعيد الآخر سئمنا من مدعي المناداة بالحريات وحرية المرأة بالأخص فنكتشف أنهم أول المتحرشين ومنهم مذيع شهير.

دافعت عن عمرو وردة من قبل  واستشهدت بحادثة زنا ووجوب الستر على الزاني، فيما تعلم جيدًا أن الستر على الزاني الذي ارتكب الفاحشة برضا الطرف الآخر يختلف عن ارتكاب جريمة  بحق الآخر، و التحرش والدفاع عن المتحرش  يساعد على انتشار التحرش، فيما المتحرش من يفضح نفسه بتكرار الفعل، ومنادتنا بعقابه من واجابتنا تجاه المجتمع. 

دافعت عن عمرو وردة وأنت تعلم  أن الجارديان البريطانية وأكثر من صحيفة أجنبية وعربية ذكرت حوادث تحرشه بزوجات زملاء له من لاعبي الفريق البرتغالي فرينسي، وحوادث أخرى كانت حديث المواقع الإخبارية والسوشيال ميديا فيما اكتفيت باعتذاره وعدم معاقبته بل وتشجيعه على استكمال طريقه بكرة القدم ووصفته بالبطل!

خذلتنا يا شيخ عبد الله رشدي عندما دافعت عن زواج القاصرات، واستخدمت كل الحجج كي تدافع عن الفكرة فيما تعلم أن نسب الطلاق ارتفعت بالمجتمع بين الناضجين، وأن لكل زمان ظروفه والزواج يحتاج لنضج فكري قبل الجسدي وتحمل مسؤولية تربية أطفال ومنظومة كاملة، فيما تعلم جيدًا كيف تباع القاصرات بمثل هذه الفتاوى ويتم استغلالها للزواج من مسنين.

إقرأ أيضا

أغرب ظواهر تصيب العقل قد لا تعرفها

خذلتنا ياشيخ عبد الله رشدي عندما علق على منشوراتك المعجبين من الشباب أن ملابسك تستفز نسائهم ، وأن للسيدات  أيضًا غريزة، وإن لم تكن الملابس الضيقة حرامًا للرجال، فنحن بزمن فتنة ويجب عليك احترام مشاعر السيدات فلم تأخذ بالنصيحة، ولكن عاتبت الفتيات على ملابسهن.

خذلتنا يا شيخ عبد الله كما خذلنا شيوخ آخرين على مدار سنوات، وإن كنت تبحث عن بقية أسباب التحرش، فمنها الدفاع عن المتحرشين وقبول اعتذارهم  دون المناداة بملاحقتهم بالعقاب حتى لا تتكرر الجريمة، ولوم الفتيات بشكل أو بآخر، فيستغل المجرمين الكلام ويخرسون ألسنة الضحايا.

يقول الفقهاء: لحوم العلماء مسمومة، فماذا عن أجساد السيدات يا مولانا؟