إلى محمد علاء .. شكرًا على الشر الاحترافي
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ينجح الممثل في مهمته عندما يتلقى المشاهد الشخصية التي يؤديها دون أن يستشعر بأن ما يراه تمثيلًا، وهو ما يفعله محمد علاء بكل دور يؤديه دون افتعال.
يلعب “محمد علاء” دور ياسر بمسلسل “البرنس” والمسلسل من بطولة الفنان محمد رمضان ومجموعة كبيرة من الفنانين بمساحات مختلفة من الأدوار، مما جعل المنافسة بهذا العمل مختلفة.
ياسر من الشخصيات الذي يكمن فيها الشر أكثر من الخير، وهذه النوعية من الأدوار ليست سهلة على الإطلاق، وخاصة أنه يحاول التمتع بالهدوء أغلب الوقت أمام المصائب التي تهبط عليها من السماء، أو يرتكبها بنفسه.
مع الأسف نوعية أدوار الشر التي تتعلق بغل وكراهية مرتبطة بورث ومال لا يتقنها كثيرون؛ لأننا نُصدم بمنطقة ما يدخلها الفنانون بافتعال مشاعر الغضب، الغل، ومواقف الشر حتى نرى مشاهدًا كرتونية تصم آذاننا بالصراخ وتؤذي أعيننا بالتشنجات.
هناك نقلات بالمشهد الواحد تجعلنا نعرف المشاعر التي تسيطر على الممثل ويجعل تركيزه فيها فتخدعه وتجعل أي مشاعر أخرى يجب رؤيتها على وجهه مزيفة ومرتبكة، كمن يريد أداء الواجب ناحية موقف أو مشاعر ما لثوانِ كي يعود لخانة الشرالمطلق المفتعل الذي يخرج إنفعالاته فيها ويتصور أنها لصالحه وصالح الأداء، فيما لا يتصور أن ما يفعله يضر بالشخصية
ابتعد الفنان محمد علاء عن كل المشكلات السابق ذكرها، فقد لعب دور ياسر بحرفية، فهو بداخله شر بدافع الحصول على المال أكثر من أي دافع آخر ويوصل هذا للمشاهد، وبلحظات تأنيب الضمير يستخدم عينه الذي ترى فيها الحيرة والخجل من الذنب.
نرى درجات الغضب والشر بكل تعبيرات وجهه وأحيانًا بنفس المشهد، ونشعر بنواياه من نظراته؛ الخبث، الغل، التخطيط لرد الصاع صاعين، والشر بألوانه. يعرف كيف يستخدم صوته، واستخدام الصوت عند الممثل واللعب بنبرات صوته ما يفرق بين محدودي الموهبة والمحترفين، فليست كل مواقف الشر والغضب تحتاج للصراخ.
نشاهده مرة يستخدم صوته المرتعش في المواجهات مع أمه ولحظات الخجل من كشف المستور وجريمته التي اشترك فيها مع أخوته، ونسمع صوتا مختلفا تحذيريا في مواقف التهديد، وصوتا يعلو في مواقف الغضب دون صراخ، ثم طبقة أخرى من الصوت في الغضب الأعنف.
أشهر أدوار محمد علاء للمشاهد كان دوره بمسلسل “سابع جار” والمسلسل البديع “اختفاء” وقد كان ظهوره بسابع جار خفيف على قلوب المشاهدين وكان أدائه جيدًا و لم تكن مساحة دوره تحتاج لتحديات كبيرة.
بمسلسل “اختفاء” لعب محمد علاء دورًا مختلفًا بأداء متطور رغم أن شخصية نادر التي لعبها باختفاء تتمتع برومانسية والتي كانت متطلبة في شخصية علي بسابع جار.
رأينا في شخصية نادر رومانسية الفنان، وتفاصيل الرسام والتي تختلف بالطبع عن رومانسية شخضية علي بسابع جار، فكنا بصدد شخصية مختلفة تمامًا جعلتنا نصدق في محمد علاء الممثل، ونذهب مع نادر في عالم مختلف.
يهتم محمد علاء بتفاصيل الشخصية التي يقدمها أيًا كانت مساحتها، لأنه يعي جيدًا أن الفارق عند الجمهور هو الأداء المختلف، وبالبرنس نشاهده بخانة الشر الجديدة على اختياراته مما حقق له المطلوب من التميز بين مساحات أخرى من الشر بنفس المسلسل؛ لذلك يستحق الشكر على ما قدمه لنا حتى الآن بهذا العمل.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال