إليشا أوتيس.. العالم الذي أسقط المصعد وهو بداخله ليثبت للناس فعالية اختراعه
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عادة ما تواجه الاختراعات الجديدة الرفض من الناس، حيث يكون من الصعب تقبل التكنولوجيا، ويكون شعور الخوف هو المسيطر عند التجربة لأول مرة، وهذا بالضبط من واجهه “إليشا جريفز أوتيس” عندما اخترع جهاز أمان ليمنع المصاعد من السقوط في حالة انقطاع كابل الرفع، ولكن كل ما قابله هو الخوف والرفض من الجميع، ولم يصدقه أحد، لذا قرر أن يخاطر بحياته في سبيل إثبات مدى فعالية اختراعه، حيث صعد بالمصعد عاليًا، وطلب من شخص أن يقطع كابل الرفع، ونجحت التجربة ولم يمت أوتيس!
إليشا جريفز أوتيس
ولد أوتيس في الثالث من أغسطس 1811م، في هاليفاكس بولاية فيرمونت الأمريكية، وانتقل إلى تروي بولاية نيويورك وهو في عمر التاسعة عشر، وقد عمل في عدة وظائف مختلفة، ثم استقر على العمل في الميكانيكا بمصنع كبير، بعد تخرجه من كلية الهندسة، وخلال هذه الفترة ساهم في اختراع العديد من الآلات الحديثة، وفي عام 1851م، كان يعمل في هذه الفترة في بيرغن، بولاية نيو جيرسي، وتم إرساله في مهمة تركيب الأجهزة لفرع المصنع الجديد بمدينة نيويورك وتشغيله، ونجح أوتيس في مهمته وقرر العمل على اختراع جديد، لتوفير المزيد من الأمان للعمال.
اختراع رافعة الأمان للمصاعد
في ذلك الوقت كانت مصاعد البضائع مستخدمة بالفعل، لكنها لم تكن آمنة أبدًا لنقل الأشخاص، كما أنه احتاج لطرق أكثر عملية ليقوم بتوصيل كميات أكبر من الحطام للطوابق العليا، بدلًا من الكميات الصغيرة المنقولة في كل مرة، لذا فكر أوتيس في جعلها آمنة بالشكل الكافي، واخترع جهاز أمان عبارة عن رافعة آلية تمنع المصاعد من السقوط في حالة انقطاع كابل الرفع لأي سبب، قام أوتيس بالتسويق لاختراعه الجديد، ولكنه قوبل بالرفض التام من أصحاب المصانع والشركات الأخرى، فالجميع كان يخاف من أن تُهدر الأموال على اختراع فاشل بلا فائدة.
تجربة الاختراع أمام الجميع وتعريض حياته للخطر
قام أوتيس بتقديم استقالته من الوظيفة، وأنشأ لنفسه مصنعًا صغيرًا لصناعة المصاعد بالتقنية الحديثة، ولكنه ظل لمدة طويلة دون حركة بيع، لذا فكر في تجربة اختراعه أمام الجميع ليصدقوا أنه آمن، واشترك في معرض كريستال بالاس بنيويورك 1854م، ووقف أمام الجميع داخل المصعد وطلب من أحد مساعديه أن يقوم بقطع كابل الرفع بعدما ارتفع عاليًا، ونجح اختراعه في الحفاظ على حيات، فحين انقطع الحبل سقط المصعد لمسافة سنتيمترات فقط، ولكنه توقف بعد ذلك وخرج أوتيس سالمًا، ومنذ ذلك الوقت تلقى مصنعه طلبات عدة لشراء المصعد الحديث.
المصدر
[1]
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال