إمبادوقليس وفيليتاس.. أبطال إغريقين كانت نهايتهم درامية بشكل مُضحك لا يليق بهم
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الإغريقيون ساهموا بشكل ما في تشكيل العالم، ومن خلال أساطيرهم تعرفنا على قصص لأبطال خارقين، كانوا يقدسونهم لشجاعتهم المفرطة، ومن الطبيعي أن تعتقد أن جميع هؤلاء الأبطال قد نالوا نهايات جيدة، ولكن في الحقيقة بعضهم قد مات بطرق درامية بشكل لا يُصدق، ولا يليق بحياتهم البطولية.
- إمبادوقليس.. قفز داخل البركان النشط ليثبت للجميع أنه إله!
كان إمبادوقليس فيلسوفًا وشاعرًا يونانيًا، وُلد عام 492 ق.م، في مدينة صقلية، عاش الفترة الأخيرة من حياته وهو يحاول إثبات أنه إله، ولكن انتهى به الأمر بالموت بطريقة غبية للغاية.
كان لوالده تأثير كبير على حياته، حيث كان من كبار الشخصيات في المجتمع، ولعب دورًا هامًا في الإطاحة بحاكم بوليس المستبد، وقد اتبع إمبادوقليس خطى والده في الطريق السياسي، حتى أنه عُرض عليه تولي حكم مدينته أكثر من مرة، ولكنه رفض المنصب، وكان إمبادوقليس ذو مواهب متعددة، وواحد من أعظم المثقفين والمفكرين في عصره، كما كان له صيت كبير في عالم الطب، حيث امتلك قدرات رائعة في علاج الأمراض والأوبئة، كب هذه المواهب والامتيازات، جعلته فخورًا بنفسه لدرجة الغرور، لدرجة أنه اعتقد أنه إله، ويستطيع التحكم في الأمور الغيبية مثل الشيخوخة والموت، ومواعيد الأمطار والرياح، وغيرها من الأمور الإلهية، وكرس حياته لإثبات إلهيته للناس، حيث أراد أن يصدقه ويعبده الجميع، ومما زاد من غروره، أنه تمكن من شفاء سيدة، أجمع الأطباء على أنه لا علاج ولا شفاء لها من مرضها، وبعد أن عالجها إمبادوقليس، خطب في الناس جميعًا، وأمرهم أن ينصاعوا لأوامره، وأن يصدقوا أن إله، ولكن مجموعة منهم لم يصدقوه، فقام بأخذهم نحو قمة بركان نشط في جبل إتنا، وأخبرهم أنه سيقفز في البركان، وسيعود سليمًا تمامًا بعد أن تلتهم الحمم جسده، وذلك كي يثبت للمتشككين خلوده، ولكن حتى وقتنا هذا، لم يخرج إمبادوقليس من البركان.
- فيليتاس.. انقطع عن الطعام ليعلم الناس تصحيح أخطائهم اللغوية
وُلد فيليتاس عام 340 ق.م، في مدينة كوس اليونانية، كان شاعر وعالم في اللغات، وساهم في تعميم مدرسة الشعر الهلنستية التي ازدهرت في مدينة الإسكندرية المصرية، كما اعتبره الشعراء اللاحقون مثلهم الأعلى، وعندما غزا بطليموس الأول جزيرة كوس عام 309 ق.م، أمر فيليتاس بتدريس وتعليم لي عهده بطليموس الثاني، وعلى الرغم من أنه في العموم كان شخصًا مثاليًا، وكان البعض يقدسه حرفيًا، إلا أنه كان لديه عادة مزعجة للغاية، وقد أدت لوفاته في النهاية، كان فيليتاس يقوم بتصحيح أي خطأ لغوي يصادفه بطريقة متغطرسة وساخرة للغاية، وكان يُصاب بنوبات هيسترية ويفقد السيطرة على نفسه حرفيًا، وذلك بمجرد سماعه لشخص ينطق أو يستخدم كلمة خاطئة، فيقوم فيليتاس بعزل نفسه في غرفته ويبدء في كتابة عدة صفحات ليصحح هذا الخطأ اللغوي البسيط، ويشرح كيف يمكن تفادي هذا الخطأ مرة أخرى، ويعطي أمثلة عن الاستخدام الصحيح للكلمات، وهكذا صفحات طويلة لتصحيح كلمة، وفي نهاية عمره، انشغل فيليتاس بتصحيح أخطاء الناس وابتعد عن كل شيء آخر في الحياة، لدرجة أنه انقطع عن الطعام لانشغاله الشديد بتصحيح أخطاء الآخرين، إلى أن مات من الجوع، وقد كتب الناس على قبره:
“إنه لأمر غريب، اسمي فيليتاس، أنا استلقي هنا بسبب اهتمامي بالتحقق من البراهين الخاطئة، امتد من المغيب وعبر الليل”.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال