إمبراطورية الإنكا ومدينة بومبي.. اكتشافات قامت بتحديث التاريخ
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بعض الأحداث التاريخية القديمة، قد تكون غامضة ومحيرة بدرجة كبيرة، تدفع المحيطين بها لإطلاق الأساطير حولها، وهنا تمامًا تتلاشى الحقيقة وتندمج بالخيال، ويصبح المعروف شعبيًا هو مزيج القصص التي يتم دمجها بالمعلومات المتاحة، ويظل ذلك التراث متوارثًا بين الأجيال لعقود طويلة ممتدة، ولكن هناك بعض الأشياء التي تبدو بسيطة للغاية، ولكنها تكشف من خلفها أسرار عظيمة، تفتح لنا آفاقًا جديدة تمكننا من استعادة الحقائق، وتدفعنا لكتابة التاريخ من أول وجديد، والتوقف عن نقل الأساطير الوهمية.
- حبه لإمبراطورية الإنكا وقصة زواجه.. أسباب اكتشاف موقع مدينة ماتشو بيتشو
البحث والسفر والاستكشاف، كلمات تبدو بسيطة وسهلة، ولكن تنفيذها ليس سهلًا كنطقها، فالخروج في ذلك الطريق يتطلب العديد من الأشياء، على رأسها المال، وهو الشيء الذي كان يشكل عائقًا لـ “حيرام بينغهام الثالث”، الذي منعه فقره من السعي وراء شغفه في الاستكشاف والسفر حول العالم، ولكن فرصة ذهبية مُنحت له، حينما تعرف على تشارلي وريثة مجوهرات” تيفاني”، ومكنه هذا الزواج من تحقيق احلامه، حيث اتاحت له أموال زوجته فرصة البحث عن مدينة فيلكابامبا المفقودة، التي كانت الموطن الاخير لمؤسس إمبراطورية الإنكا “مانكو إنكا يوبامكي”، حيث كان بينغهام مهتمًا للغاية بتاريخ تلك الإمبراطورية العظيمة، وخرج عام 1911م في رحلة استكشافية للبيرو، سعيًا للبحث عن تلك المدينة المفقودة، وفي طريقه عثر على بعض الآثار بالقرب من مدينة كوزكو، وقابل أحد السكان المحليين الذي أخبره أن هناك المزيد من هذه الآثار فوق جبل قريب، وعلى الفور توجه بينغهام وفريقه إلى قمة الجبل، وهناك وجد بينغهام أنه يقف على أنقاض مدينة ماتشو بيتشو التي كانت مفقودة لوقت طويل، والتي تعد اليوم واحدة من أهم المواقع الأثرية في العالم، ويتجه نحوها السياح من كل حدب وصوب.
- بومبي.. مدينة دُفنت عام 79م وعُثر عليها سليمة عام 1748م
في عام 79م، انفجر بركان جبل فيزوف بقوة هائلة، تسبب في قذف الحمم على مسافة تخطت الأربعين كيلو متر، وتسبب في تدمير وهلاك كل المناطق المحيطة بالجبل، ومن ضمنهم بلدتي بومبي وهركولانيوم، حيث غطى الرماد والحطام البركاني المدينتين بالكامل، ومات السكان المحليين بسبب الحرارة العالية، التي أرسلها البركان، ولكن بعد أكثر من خمسة عشر قرن، تم العثور على المدينتين مرة أخرى، وعُثر بهما على عشرات الآلاف من الجثث السليمة، التي ظلت صامدة بفضل الرماد البركاني والأحجار الإسفنجية، مما ساهم بحفظ معالم المدينة سليمة تحت الأنقاض، وساهم هذا الاكتشاف في كشف أسرار الكثير من الأمور، مثل الهندسة المعمارية في ذلك الوقت، والحضارة البشرية بشكل عام خلال تلك الفترة، كما تمكن العلماء من تحليل عظام بشرية لرجل وامرأة كانوا من ضحايا البركان المدمر، والعجيب أن المادة الوراثية للضحايا تمكنت من الصمود والاحتفاظ بخواصها طوال تلك المدة، وأظهرت الفحوصات أن الضحيتان كانت في حالة استرخاء يتناولان الطعام، وكشفت الفحوصات الجينية أن جسد الرجل يحتوي على مادة وراثية لبكتريا الدرن، مما يوحي بأنه ربما كان يعاني المرض قبل أن يداهمه البركان، وتشابه رمزه الجيني مع أفراد كانوا يعيشون في إيطاليا عصر الإمبراطورية الرومانية، كما كان يحمل جينات تشبه افراد آخرين يعيشون في جزيرة سردينيا، ما يوضح كم التنوع الجيني الذي كان موجود في الجزيرة الإيطالية ذلك الوقت.
المصدر
[1] [2]الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال