إنجي أفلاطون .. أيقونة نسوية رسمت لوحاتها من داخل السجن
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
إنجي أفلاطون النموذج الذي يجعلنا نؤمن أن لا شيء مستحيل؛ هذه الفنانة التشكيلية التي ناضلت من داخل السجن .
رسمت ناشطات سياسات، وبغايا، وقتلة، ورسمت أيضًا المسجونات بتهمة الشيوعية مثلها تحت حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .
ورغم وحشة السجن استخدمت ألوانا نابضة بالحياة تعبر عن رسوماتها، وساعدها في ذلك مأمور السجن الذي تفاوضت معه طويلا حتى وفر لها أدوات الرسم.
وضمن القصص الغريبة التي قابلتها بالسجن تأجيل حكما للإعدام على امرأة لديها ضريع، فتم تأجيل حكم الإعدام عاما كاملا حتى تكمل رضاعته، فتعاطفت إنجي إفلاطون معها ورسمتها في لوحة من لوحاتها.
عبرت إنجي عن كل تفاصيل الحياة خلف الأسوار، فرسمت أطفالا يجرون وراء أبائهم المقتولين، ونساء مسجونات، وعبرت عن الحزن الذي يشعر فيه الإنسان في عزلته بالسجن.
ورغم سجن إنجي بتهمة الشيوعية إلا أنها كانت ترسم نساء غاضبات على السلطة دون خوف من العواقب، فامتلكت إنجي أفلاطون جرأة كبيرة في التعامل خارج السجن وداخله.
ورغم كونها من عائلة أرستقراطية منذ نعومة أظافرها، إلا أنها على قدر ما عانته بالسجن شعرت بالطبقات المختلفة وبمعاناة الإنسان على اختلاف القضايا الإنسانية، ولكن اهتمت بشكل خاص بالقضايا النسوية.
ولدت إنجي أفلاطون في 16 أبريل عام 1924 وهي الأصغر بين ابنتين في عائلتها الارستقراطية، وكان والدها حسن أفلاطون عالمًا، وقام بتأسيس قسم علم الحشرات بجامعة القاهرة.
وكانت إنجي منذ صغرها تميل نحو الفنون وشجعها على التطور والدها المثقف
وحسب ما قاله مقرب لهم من العائلة وهو حسن محمود، فقد كان والدها يطلب منها أثناء نزهتهم رسم كل شيء حتى الحشرات من روعة ما كانت ترسم إنجي في صغرها.
اقرأ أيضا…زيارة الميزان لمتحف الشاعر اليوناني كفافيس الذي توفى يوم ميلاده
على صعيد آخر كانت والدة إنجي سيدة استثنائية عن سيدات عصرها، فتطلقت من والد إنجي في سن صغير وذهبت إلى باريس لتبدأ مشروعها الخاص بصناعة الأزياء، ورغم الحرية التي عاشتها أم إنجي إلا أن إنجي التحقت بمدرسة كاثوليكية فرنسية صارمة جدا وصفتها بسجنها الأول وكانت هذه بدايتها مع الشعور بالقمع في القاهرة.
وقد تم إطلاق سراحها عام 1966 مع سجينات سياسيات آخريات، وكانت قد تزوجت من المحامي محمد اليجا الذي تشابهت أفكاره مع أفكارها. وتعد أقوى لوحاتها ما رسمته من داخل السجن الذي خرجت منه بأمر من جمال عبد الناصر.
توفت إنجي عام 1989 عن عمر يناهز 65 عاما ناضلت فيهم ودافعت عن حقوق المرأة فيهم ضد عادات بالية ، وأصبحت أيقونة نسوية حقيقية.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال