ابن خلدون الدبلوماسي الفريد في بلاط العرب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
اشتُهر” ابن خلدون ” بأنه فيلسوف ومؤرخ اجتماعي وكاتب وأديب ، وهو واضع علم الاجتماع ، ومدون فلسفة التاريخ ، وكانت له مشاركات كبيرة في كثير من العلوم ، كما ألف وصنف العديد من الكتب والمصنفات، لكن هناك العديد من الخبايا في حياته منها أنه شاعر من الطراز الفريد .
ابن خلدون ليس تونسي كما هو معروف
يمتد نسب “ابن خلدون” إلى جده الأعلى خالد بن الخطاب الحضرمي ، وهو رجل يمني من حضرموت دخل الأندلس مع جيوش الفتح ، وسكن قرمونة ، ثم انتقل إلى إشبيلية حيث عرف باسم خلدون ثم هجر بنو الخطاب إشبيلية بعدما زاد خطر الأسبان عليها ، وانتقلوا إلى سبتة ، ومن سبتة انتقل جده محمد إلى تونس وولي بها الوزارة حينا من الزمان ، كما انشغل والده بالشئون العسكرية والإدارية قبل أن يشغف بالفقه واللغة.
قراءته للقرآن وتعلمه اللغة العربية
قرأ” ابن خلدون” القرآن على ابن برال ، والعربية على المقري الزواوي ، وابن العربي ، وتأدب بأبيه ، وأخذ عن المحدث أبي عبد الله بن جابر الوادي آشي وحضر مجلس القاضي أبي عبد الله بن عبد السلام، وروى عن الحافظ عبد الله السّطّي، والرئيس أبي المهيمن الحضرمي .
كما لازم العالم الشهير أبا عبد الله الأبلي وانتفع به وبرغم حداثة سنه إلا أنه تولى كتابة العلامة “ديوان الرسائل ” لأبي تافراكين بتونس ، ثم التحق بحاشية أبي الحسن المريني سلطان مراكش .
ذاع صيته وسمع به وبعلمه أبو عنان سلطان فاس فاستقدمه إلى بلاطه واستخدمه ثم حدثت بينهما جفوة ووقيعة ، غضب السلطان عليه في إثرها فسجنه.
ابن خلدون وبلاط الخلفاء
تقلب في البلاد وخدم في أكثر من بلاط ، فكان عند بني مرين في فاس سنة 760 من الهجرة ، وعند بني عبد الواد بتلمسان سنة 763 من الهجرة ، ثم عند بني الأحمر في غرناطة سنة 764من الهجرة ، وقد أرسلوه في سفارة إلى ملك قشتالة لإتمام عقد صلح بينه وبين ملوك المغرب .
ابن خلدون يخشى عاقبة السياسة
شعر بالسأم من كثرة الرحيل في البلاد ، ومن كثرة تقلده للمناصب ، وخشي عواقب السياسة وما في أروقتها من الدسائس والوشاية ، فآثر الاعتزال بنفسه وأقام في قلعة ابن سلامة شرق تلمسان ، فمكث عند بني العريف أربع سنوات ، انشغل خلالها بتأليف كتابه في التاريخ ، ولكنه خرج من عزلته عندما احتاج إلى مواد علمية لكتابه لم تكن متيسرة في قلعة ابن سلامة ، فذهب إلى تونس بحثا عنها .
تاخر فريضة الحج
عقد ابن خلدون العزم على أداء فريضة الحج في سنة 784 من الهجرة ، فخرج في رحلة قاصدًا بيت الله ، لكنه لما وصل مصر عرض عليه القضاء على المذهب المالكي فقبله ، وتأخر ذهابه للحج خمس سنوات ، فلم يحج إلا سنة 789 ، وعندما عاد من حجه إلى القاهرة انقطع فيها للتدريس حيئا من الوقت ، ثم عاد إلى تولي منصب القضاء مرة أخرى.
اختاره الملك الناصر فرج بن الملك الظاهر برقوق ليصاحبه في الوفد الذي توجه لدمشق للتفاوض مع تيمورلنك بعدما غزا سورية ، وعندما اضطر الملك الناصر إلى العودة للقاهرة إثر سماعة بمؤامرة انقلاب عليه في مصر .
مفاوضات تيمورلينك
تحمل ابن خلدون مسئولية التبعة كلها ، وذهب على رأس الوفد لمفاوضة تيمورلنك في الصلح ، وألقي بين يديه خطبة نفسية فأكرمه تيمورلنك عليها .
ويعد كتابه ” العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ” من أشهر آثاره في التاريخ وفلسفة العمران وجزؤه الأول يسمى بمقدمة ابن خلدون ، أما الجزء الثاني من الكتاب فله أهمية خاصة حيث اختص بترجمة ذاتية لابن خلدون ، ولقد طبع منفردا بعنوان وضعه ابن خلدون بنفسه وهو: التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا.
المصادر
1- الإحاطة في أخبار عرباطة – لسان الدين بن الخطيب .
2- الأعلام للزركلي .
3- تاريخ الأدب العربي ، عمر فروخ ، التعريف بأس خلدون ورحلته غربا وشرقا .
4- الحياة الأدبية في تونس في العهد الحمصي ، أحمد الطويلي .
5- نفح الطيب من عصر الأندلس الرطيب أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال