1٬921 مشاهدة
ابن زبالة .. قصة رجل صار الأب الروحي في كتابة تاريخ المدينة المنورة
أعطى المؤرخون اهتمامًا كثيرًا بما يخص المدينة المنورة وذلك لفضلها في الإسلام إلا أن أبرز هؤلاء هو المؤرخ ابن زبالة أول من كتب في تاريخ المدينة كتابًا لا زال يثير الجدل حول صاحبه.
من هو المؤرخ بن زبالة
اسمه محمد بن الحسن بن أبي الحسن القرشي المخزومي المدني، أحد كبار الإخباريين الذين ظهروا في القرن الثاني الهجري وفتحوا المجال للمؤرخين الكبار في الكتابة لتاريخ المدينة، ولا تتكلم كتب السير والأعلام عن نشأته باستثناء أنه من قريش ومن بني مخزوم وقدم للمدينة، وكان لابن زبالة شيوخ كثر أبرزهم الإمام مالك بن أنس وتتلمذ بن زبالة على يديه فظهر أنه كان له باع طويل في حفظ الأخبار ووصف الأماكن والديار وخلاف ذلك.
اهتم صلاح عبدالعزيز زين سلامة كثيرًا بكل ما يتعلق بابن زبالة لأن العصر الذي عاشه حافلاً بالأحداث السياسية وشهد اهتماما بالجوانب الاقتصادية والعمرانية وكانت بيئته وهي المدينة المنورة في تلك الفترة تمر باضطرابات وفتن وثورات ثم تعود إلى الهدوء والازدهار ولكن أكثر ما يميز هذه الفترة وهذه البيئة هو الاهتمام الكبير بالعلم والعلماء وظهور علوم كثيرة مثل علم الرجال وتدوين السيرة والمغازي، فساعد ذلك بن بالة أن يلتقي بعلماء هذا القرن من أهل المدينة والعلماء الوافدين لها طلبًا للعلم، وكان من أشهرهم الإمام مال مما هيأ له أن يغرف من مناهل العلم الذي جعل منه عالمًا ومؤرخًا ونسابة.
أزمة كتاب تاريخ المدينة لابن زبالة
تكلم ابن زبالة في كتابه عن اسم المدينة وبدء السكن البشري فيها وتاريخ اليهود وعشائرهم بها وطريق الهجرة ووصف للمسجد النبوية من حيث أصله وذرعه وعلاماته وزخرفته ومنبره ومنائره وتوسعاته في زمن الخلفاء الراشدين وعصري الأمويين والعباسيين، فضلا عن الروضة الشريفة وقبور الصحابة والبقيع وآباء المدينة وأوديتها، وكل ما يخصها جغرافيًا، لأنه كان يركز على الناحيتين الدينية والعمرانية في حين أن دراسة الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لم تحظ باهتمامه كثيرًا.
اقرأ أيضًا
“لودفيكو دي فارتيما” أول رحالة مسيحي يطوف حول الكعبة ويزور قبر الرسول
بالرغم من شهرة كتاب تاريخ المدينة لابن زبالة والذي كان يعتبر المعول الذي اعتمد عليه كثير من مؤرخي المدينة المتأخرين، لمنه لم يحظى باهتمام العلماء الذين عاصروا مؤلفه وذلك بسبب موقفهم منه فيما يتعلق بنقله لبعض النصوص عن أناس سموا بالضعف وأنه كان ينقل على الثقات بما لم يقولوه، لكن الغالبية اتفقوا على أهمية كتابه عن تاريخ المدينة المنورة لأنه أقدم الكتب في هذا المجال.
اقرأ أيضًا
التراجم الخاطئة للقرآن “قصة 800 سنة من طليطلة للمدينة المنورة في 2020”
ويقول زين سلامة عن سلسلة الكتاب «اعتمد ابن زبالة في مادته التأريخية على الرواية الشفهية ، إلى جانب المعاينة والمشاهدة التي قام بها وسجله ، والتي كانت ضرورية لكتاب يتناول خطط المدينة وآثارها ومشاهدها ، وقدم في ذلك معلومات وافية ودقيقة ، فقد اتسمت موضوعات كتابه بغزارة مادتها وأهمية وثائقها، ويقول السمهودي في كتاب وفاء الوفاء أن بن زبالة وإن كان ضعيفًا لكنه اعتمد بموافقة يحيى له وروايته من غير تعقيب».
الكاتب
ما هو انطباعك؟
