همتك نعدل الكفة
1٬086   مشاهدة  

” ادخلوها بسلام آمنين “

مصر


أنا سينمائية لا بيت لي  .. دخلت مصر آمنة أبحث عن بيت وحب وشوية سينما.

كتبت مقالات في حب مصر والمصريين ووضحت سبب اختياري العودة إلى مصر..

لكني اليوم سأخرج مجبرة عن سلسلة يوميات سورية في حب مصر وسأروي لكم حكاية عادية جداً بسيطة جداً لا قيمة لها ولا شأن ككل حكايات السوريين الذين اعتادوا الموت والألم والغربة إلى حد الاستهزاء بمعاناتهم..!!

مصر
ما تبقى من بيتي في سوريا

 

حكاية كنت أنوي أن أصمت عنها ولا أرويها اطلاقاً لسبب بسيط مثلها مثل كل حكاية “تعب سورية ”

اعتدنا التعايش معها وصمّمنا على الحياة وقلنا ” بدنا نعيش ” على الرغم من أنف الموت والدمار

نجحنا أينما ذهبنا لا بعملنا فحسب وإنما بقدرتنا على الحياة وخلق الحب .

حاولنا وعلى الرغم من السنين الضوئية التي وجدت بيننا وبين الآخر أن نتعايش معه ونحبه ونحب تفاصيله التي مهما كانت كثيرة لا تقارن بما عشناه واختبرناه ووصلنا إليه..

لا نريد من الآخر شيئاً إلا أن يعاملنا بشراً من حقهم العيش والعمل والحب والحياة ..!! لكن حين يأتي آخر ما ويكتب رأيه – بلا وعي أو بوعي – لا أعلم..!! وبمجرد أنه رمى بوست على الفيس بوك ووضع موبايله بالشحن وحضن عائلته ونام غير متخيل في يوم ما أنه قد يستيقظ لايجد تلك العائلة التي قد تختفي بثوانٍ لأي سبب كان..!!

غير حامد ولا شاكر نعم ربه عليه وربما يعتبر تلك النعم ” العادي ” الذي يستحقه ” بيت وعائلة ومنصب مهم في مجال السينما ” وسيلفيات مع نجوم و تفاصيل يومية بسيطة اعتيادية تختصر حبه لعائلته وحبه لعمله وربما حب الناس له أو مجاملتهم ” لست أدري ” .

مصر
ما تبقى من بيتي في سوريا

هذا السينمائي الذي يمثّل مصر في مجال الثقافة والسينما ويعدّ ناقداً له ” المفروض ” وزنه ولغته..!! وعلى فكرة لغة النقد السينمائي لغة تحمل قدراً كبيراً من المسؤولية. وتميل إلى لغة العقل والمنطق لا لغة العاطفة ..!! ولا لغة الشارع ..

لكن ناقدنا العظيم آثر أن يسخر و “يخفف دمه ” في بوست يذكر به مراحل خطوات الترّشح للأوسكار ردا على أخبار ترّشح فيلمين سوريين للأوسكار :

  • فيلم : ” إلى سما ” للمخرجة السورية وعد الخطيب تلك الصبية التي أعرفها جيداً وأعلم مدى صبرها ومعاناتها في التصوير والتوثيق لأعوام كثيرة غير آبهة بحبلها وبطنها التي تثقل حركتها ولا تعيقها عن حمل الكاميرا ذلك الحمل الأكبر والأثقل من حبلها.

 

  • فيلم ” الكهف “للمخرج فراس فيّاض الذي سبق وترشح للأوسكار فليست المرة الأولى له .

 

أنا لست هنا بصدد الكلام على الفيلمين ولا صنّاعهما وشهادتي مجروحة بأبناء بلدي لذا سأنقل لكم البوست كما قرأته من صفحة الناقد السينمائي .

قال ” واعتذر عن الاقتباس ” لأن حتى الاقتباس بالنسبة لي مخجل :

” كيف تترشح للأوسكار في 4 خطوات

  • اظهر جوازك السوري وشهادة اللجوء السياسي
  • شوية صور حرب وبيوت مهدمة
  • حد بيحاول ينقذ الضحايا ويا حبذا لو واحد من الابطال خلال التصوير يموت ولا يتفقعله عين
  • يلعن روحك يا حافظ يلعن ( …….) يا بشار

الفراغ في الجملة الأخيرة مقصود لأني لا أستطيع أن أكتب الكلمة التي قالها لسبب بسيط أنها لغة الشبيّحة والكفرة لا لغة السوريين ولو في سوري استخدمها لا يمثل سوريا اطلاقاً .

مصر
ما تبقى من بيتي في سوريا

حين قرأت كلمات البوست السابق اتهمت عيناي بالقراءة الغلط أو إداركي بالتوهان ..!! قرأته مرة واثنتين وفي المرة الثالثة، وحين أدركت ما كتب، وقرأت كمية التعليقات الساخرة  المهللّة والمصفّقة له “ومنها تعليقات من أسماء مهمة في مجال السينما!!”

صُعقت وتمنيت أن أملك أدوات السخرية ولغة السوق لأرد عليه بأدواته..!! لكني رديت بلغة الذوق والأدب التي لا أعرف غيرها وجاء الرد كالتالي :

” مستغربة البوست ده من ناقد مهم زيك !! 9 سنوات والسوريين ذاقوا كل أنواع الموت والقهر والتشرد والنزوح فعلاً نحن لا نستحق الأوسكار..!! نستحق الحياة فحسب. ”

نعم عزيزي القارئ نحن نستحق الحياة فحسب.

لاتوجد جائزة بالدنيا تعوضنا ما خسرناه..!! لا نريد إلا أن نعيش ولا ذنب لصناعنا الذين عانوا الأمرين وحملوا أرواحهم على كفوفهم وصورا ووثقوا ما يحدث تحت القصف والنار والبراميل والكيماوي أن تصل أصواتهم إلى الأوسكار..!!

إقرأ أيضا
تاريخ التليفون في مصر
مصر
ما تبقى من بيتي في سوريا

أيها الناقد العظيم كنت سأحترم رأيك جداً لو شاهدت الفيلمين وانتقدتهما على الصعيد الفني أو البصري أو.. أو… حتى لو رفضتهما شكلا ومضمونا وقلت لا يستحقان الترّشح للأوسكار وهذا رأيك وسأحترمه حتى لو لم اقبله..!! كنت أتمنى أن تخاطبنا ليس فقط كسوريين بل كسينمائيين بالعموم بلغة النقد السينمائي التي خوّلتك أن تسمي نفسك ناقداً لكن.. يا حيف.

كلماتك في  ” البوست ” لم تشعرني بالغضب ولم تحزنني فقد اعتدت الحزن وتصالحت معه .. كلماتك وبالمصري ” خضتني على مصر ” مصر الكرم والأخلاق العالية، مصر الحب والجدعنة والذوق، مصر الأمان والخير ” ادخلوها بسلام آمنين ”

مصر التي كنت في مقال سابق كتبت عن جدعنة ناسها ” عيلتي ” وأحبابي الذين عوضوني عن كل ما ومن خسرته.

أعلم تماماً أنك لا تمثّل إلا نفسك بما كتبت ..!! وأعلم تماماً أنك لا تمثّل مصر والمصريين.

أنت حرّ برأيك السياسي وأظن أن ما يحدث في سوريا شأن خاص يهمّ السوريين فحسب وأنك كناقد سينمائي يجب أن تتكلم باختصاصك ولا تضرب بمعاناة شعب عظيم كالشعب السوري بعرض حائط الفيس بوك الأزرق..!!

أتدري؟؟ نحن لا ننتظر رداً منك ولا اعتذار ..!! كل ما أرجوه أن تشعر لثانية واحدة بمعاناة غيرك وتقرأ هذا المقال من سينمائية إلى ناقد سينمائي وترى صور بيتي المرفقة بالمقال وتتخيل الحكايات في كل غرفة وتحت ذلك السقف الذي انهار..!!

كل ما اطلبه منك أن تشكر ربنا على نعمة البيت والعائلة والضحكة المصطنعة بالسيلفي ..!!

وأن تشاهد الفيلمين السوريين المرشحين للأوسكار وتكتب عنهما نقداً سينمائياً ” لا سخرية سوقية ”

وسأكون شاكرة جداً لك لأني متأكدة أنك على قدر كاف من الثقافة السينمائية والرؤيا العقلانية والعين التي تدرك وتقيّم الفيلم الوثائقي قبل السينمائي،  وإلا لم تكن تستحق منصبك في مهرجان القاهرة السينمائي الذي يعدّ من أهم وجوه العراقة والثقافة والجمال في مصر ” أم الدنيا ” .

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
8
أحزنني
5
أعجبني
6
أغضبني
1
هاهاها
2
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان