استطلاع هلال رمضان في مصر “بدأ مع يمني وعباس يجعله بدار الإفتاء”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
امتثالاً لقول النبي صلى الله وعليه وسلم تتم عملية استطلاع هلال رمضان في مصر والعالم الإسلامي وذلك تنفيذًا لحديث «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته».
اقرأ أيضًا
دراما رمضان 2020.. الأعمال الوطنية تنافس الكوميديا
يتم احتساب شهر رمضان بالأشهر القمرية، ويتكون الشهر القمري من 30 يومًا أو 29 يوم، وهو على خلاف الشهر الميلادي الذي يتراوح ما بين الـ 30 و 31 يوم، عدا فبراير الذي يكون 28 أو 29 يوم، وهذا هو السبب في تغير موعد شهر رمضان من سنة إلى أخرى.
فلكيًا .. أسس استطلاع هلال شهر رمضان
تختلف رؤية هلال رمضان من بلدٍ إلى أخرى، حيث تعتمد بعض الدول العربية على الرؤية بالمنظار، بينما تلجأ دول أخرى إلى الحسابات الفلكية، ويلجأ البعض في الرؤية بالاعتماد على العين المجردة.
تمر رؤية الهلال بـ 3 مراحل أولها وهي ولادة الهلال وتكون قبل غروب الشمس والحكمة هنا انتهاء دورته الشهرية حول الأرض وبدء دورة جديدة للمرحلة الأولى، أما المرحلة الثانية أن الشمس تغرب ويبقى الهلال موجودًا بعدها أعلى الأُفق الغربي، والمرحلة الثالثة هي أن الهلال يظل في السماء من بعد غروب الشمس زمنًا لا يقل عن نصف ساعة، وتتم مراقبة الهلال في أول الشهر ولا تعد المراقبة في آخر الشهر، ولا يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة إلا في حالة أن يكون قد مضى على ولادته من 12 لـ 15 ساعة، لتتم مشاهدته بالتليسكوب.
ولوضوح رؤية الهلال يجب أن تكون من مكان مرتفع بعيدًا عن الحجب من الجبال والتلال والمباني العالية.
تاريخ استطلاع هلال رمضان في مصر .. أصل عباسي
لم يحدد تاريخيًا أول من استطلع هلال رمضان في مصر فذكر الإمام السيوطي في كتابه «حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة» أن أول من خرج لرؤية الهلال في مصر كان القاضي غوث بن سليمان الحضرمي والذي عُيِّن قاضي في مصر زمن المنصور العباسي.
اقرأ أيضًا
هذا التقرير سيجعلك تدمع شجنًا أو تبتسم ارتياحًا “شريط حياتك سيمر هنا”
ومن ناحية أخرى ذكر الإمام الكندي في كتابه «ولاة مصر وقضاتها» رأيًا مخالفًا للسيوطي حيث قال «أول قاضٍ خرج لرؤية الهلال كان عبدالرحمن بن عبدالله بن لهيعة الذي ولي القضاء عام 155 هجرية، وكان يتم تجهيز دكة خصيصةً لهم على سفح جبل المقطم عُرِفَت باسم دكة القضاة».
مع العصر الفاطمي .. الاستطلاع بالمزاج لا الفلك
وفي مرحلة أخرى مع مجيء الخلفاء الفاطميين تم استبدال رؤية القاضي للهلال بأن جعلوا شهور رمضان شهرًا 29 يوم وشهرًا 30 يومًا، وكان الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله أباح صوم رمضان بالرؤية لمن أراد.
موكب رؤية الهلال بالبصمة المملوكية
في العصر المملوكي تغير نمط استطلاع هلال شهر رمضان في مصر حيث يخرج قاضي القضاة لرؤية الهلال ويخرج معه قضاة المذاهب الأربعة وينضم إليه المحتسب وجمع من الطوائف المختلفة من أصحاب الصناعات والحرف يحملون الفوانيس والشموع يشاهدون الهلال من منارة مدرسة السلطان منصور بن قلاوون ويحتشدون جميعًا ثم يخرجون في موكب به جموع الشعب حاملين المشاعل والفوانيس والشموع، ثم يتفرقون إلى أحياءهم معلنين الصيام، وتضاء المساجد بالأنوار ويعلق على الدكاكين المصابيح، ثم عادت عملية استطلاع الهلال إلى جبل المقطم في العهد العثماني.
في العصر الحديث
مع عصر الخديوي عباس حلمي الثاني أمر بنقل محل إثبات الرؤية إلى مقر المحكمة الشرعية في باب الخلق، ومع تشييد دار الإفتاء المصرية أسند إليها استطلاع رؤية الهلال، ويتم إعلان الاستطلاع في محفل يحضره كبار رجال العلماء والقضاء بالدولة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال