استهداف الصحافة الفلسطينية .. لماذا تحاول اسرائيل التعتيم على الحقيقة؟
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت وقفة المراسل الصحفي وائل الدحوح في صباح اليوم بعد اغتيال عائلته بالكامل بالأمس وهو يقول : برغم الجرح النازف إلا أنني رأيت من واجبي استمرار تغطية الحرب .. وفي وقفته تلك إعلانًا لكل الصحفيين – حيث يعتبر “الدحدوح” شيخًا للمراسلين في قطاع غزة- بألا يترك أحدهم الكاميرا أو الميكروفون لأن تلك الأدوات أصبحت بنفس قوة الأسلحة الفتّاكة .. هذا لأن الرواية الإسرائيلية للأحداث كانت تعتمد على هيمنة الوسائل الإعلامية الغربية والعربية المتصهينة، ودائمًا ما كانت تنجح في ترويجها لتحكمها في مصادر البث التليفزيوني .. أما في هذه المرحلة من السيولة الإعلامية والانفتاح الكبير لوسائل البص وسرعة انتشارها لأن الجمهور هنا يلعب دور الإعلام، ذلك لأن وسائل التواصل الاجتماعي أفرزت عدد كبير من “المؤثرين” العرب .. فأصبح من الصعب التعتيم على الحقيقة وتصديق رواية واحدة بعينها .. فكان لابد من استهداف مصادر المعلومة والمادة الصحفية والإعلامية من منبعها.
وكان للاحتلال تاريخًا طويلاً مع اغتيال الصحفيين في فلسطين المحتلة، لكن الحقبة الجديدة من سلسلة الاغتيالات هي الأبشع، بدءًا من اغتيال المراسلة الشهيرة شيرين أبو عاقلة، مرورًا باستهداف الصحفيين وذويهم بعد عملية “طوفان الأقصى”، وإصابة العديد من الصحفيين أثناء تغطية سلسلة قتل الأبرياء في “الشيخ جراح“، وبحسب منظمة مراسلون بلا حدود فإن الحرب في غزة هي الأكثر دموية ووحشية بعد الانتفاضة الفلسطينية في 2001 ، حيث راح ضحية آلة القتل الصهيونية 4300 من المدنيين من ضمنهم 13 صحفيًا فيما جُرح آخرين .. وبحسب عديد من المنظمات فإن أعداد الصحفيين الذين قتلوا أو جرحوا في حرب غزة 2023 ليست موثقة بدقة حتى الآن .. ذلك لأن هناك مجموعة من الصحفيين الذين يعملون بشكل حر ليس تابعًا للمؤسسات الصحفية الموثقة والمُرخصة، يلقون حتفهم لكنهم لا يحظون بنفس نسبة تسليط الضوء كما يحدث مع الصحفيين الموثقين.
وهذه قائمة لأسماء سطّرت حروفها طريقًا للحرية والتحرير، قائمة جعلت من أرواحها وقودًا لقطار الحرية الذي – وإن كانت سرعته الآن بطيئة- فإن يومًا ليس ببعيد سوف يأتي ليكون هذا القطار هو وسيلة النجاة الوحيدة .. تلك قائمة كانت هي الشغلة لجميع صحفيين العالم والذين يعملون في ظروف قاسية من أقصى الأرض إلى أقصاها، تلك ليست من أجساد ارتقت إلى السماء بل من عقارب لبوصلة تدلنا على طريقي الحق والحرية .. وهذه الأسماء ليست لجميع الصحفيين الذين ارتقوا إلى سماء غزة لكنهم الصحفيون الموثقون سواء من خلال مؤسساتهم الصحفية المعتمدة أو من خلال جماهيريهم الذين استطاعوا التقاط آخر لحظات الوداع.
وأسماء الصحفيين : عبد الهادي حبيب، محمد بعلوشة، حازم سعيد، سميح النادي، محمد أبو علي، هاني المدهون، سلام ميمة، محمد أبو رزق، حسام مبارك، خليل أبو عاذرة، عصام بهار، محمد أبو علي، محمد فايز أبو مطر، سعيد الطويل، أحمد شهاب، محمد الصالحي، هشام النواجحة، ابراهيم اللافي.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال