همتك نعدل الكفة
568   مشاهدة  

اشتباك مع مصطفى محمود بسبب هجومه على عبد الناصر

مصطفى محمود
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قبلها بثلاث سنوات

  وعندما كنت تمر أما أكشاك باعة الكتب والمكتبات، كان هناك “كليشيه” حفظه الكثيرين عن ظهر قلب بسبب كثرة تداوله، وهو المختصر المكتوب على الغلاف الخلفي لكتاب “الإسلام السياسي والمعركة القادمة للدكتور مصطفى محمود” .. وفي كان قلمه يقطر نارًا ضد الزعيم جمال عبد الناصر ومختصر عصره، وكان مختصرًا لعلاقة مصطفى محمود بالزعيم جمال عبد الناصر وأشهر ما قيل فيه :

“كان جمال عبد الناصر يحارب في الكونغو واليمن ويرفع رايات القومية والاشتراكية في كل مكان من المحيط الاطلسي الى الخليج الفارسي ، وكان يهتف مخاطبا كل مواطن مصري : ارفع رأسك يا أخي .

ولكن المواطن المسكين والمخدوع لم يكن ليستطيع أن يرفع رأسه من طفح المجاري ومن كرباج المخابرات ومن خوف المعتقلات ومن سيف الرقابة ومن عيون المباحث ، وساد مناخ لا يزدهر فيه إلا كل منافق ، وأصبح الشعار هو الطاعة والولاء قبل العلم والكفاءة، وتدهورت القيم ، وهبط الانتاج وارتفع صوت الغوغاء على كل شئ ، وعاش عبد الناصر عشرين عاما في ضجة اعلامية فارغة واشتراكية خائبة ، ثم أفاق على هزيمة تقسم الظهر وعلى انهيار اقتصادي وعلى مائة ألف قتيل تحت رمال سيناء وعتاد عسكري تحول إلي خردة، وضاع البلد وضاع المواطن”

YouTube player

الزعبم جمال عبد الناصر يكرم مصطفى محمود في عيد العلم

 

القاهرة 1995

بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر بربع قرن، لم تكف الأقلام عن الهجوم عليه أو مناصرته ..  كانت خاطرة للكاتب الصحفي حسنين كروم كتبها على صفحات جريدة الأحرار في العاشر من مارس عام 1995 تصف الحرب على صفحات الجرائد .. عندما قال: لم يكن شيخ الأزهر وحده هو الذي جدد الحملة ضد الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر واتهامه بالكفر والشيوعية وإنما عاد لإثارتها أيضًا الدكتور مصطفى محمود في مقاله بمجلة أكتوبر يوم الأحد الماضي، كرر فيه ما سبق أن كتبه مئات المرات، ومؤكدًا على عدائه لكل الإنجازات التي تحققت لصالح عشرات الملايين من فقراء المسلمين والمسيحيين، فقال: “كانت المطرقة التي استخدمها عبد الناصر هي ضرب الطبقات بعضها ببعض، ضرب المثقفين بالعمال وضرب الملاك بالفلاحين وضرب أصحاب المصانع بالشغيلة وضرب الأغنياء بالفقراء” .

وبذلك أسقط الكبار وتخلص من استغلالهم. ولكنه أسقط مع الكبار الهيبة والاحترام وأشاع التباغض والتحاقد والتنابذ، والرخاء إنتهى إلى إفلاس ومليارات من الديون، وفشلت الناصرية لأنها لم تكون سوى سلالة ماركسية وفكر مستورد، وانتهت الذجة وسكت الصوت الذي كان يجلجل من الخليج الفارسي إلى المحيط الأطلسي ومضت الأيام لتخصم من رصيده ولتكشف كل يوم مستورًا وتفضح عيبًا .

 

اشتباك الصحافة مع مصطفى محمود بسبب عبد الناصر

كانت بعض الأقلام القليلة تعمل على معادلة ميزان الهجوم عبد الناصر بالهجوم على آراء الدكتور مصطفى محمود، ومن ضمنها المقال المذكور أعلاه ، الذي استكمل قائلًا : حتى ندرك مستوى الضمير الديني لمصطفى محمود الذي تحول إلى واعظ إسلامي، يكفي أن نعلم أنه كان ملحدًا وتاب في عهد عبد الناصر، وأصدر كتابه عن التفسير العصري للقرآن الكريم، ونشره مسلسلًا في مجلة صباح الخير، ولم يهاجمه سوى علماء الدين واتهموه بتشويه الإسلام والجهل به .. فهل النظام الذي سمح له بذلك يستحق منه أن يتهمه بالماركسية وأن أفكاره مستوردة؟

إقرأ أيضا
إسراء أحفاد الزيتون

وإذا كان ضميره قد قبل ذلك فلم يعد مستغربًا أن يوغل في الكذب فيقول إن نظام عبد الناصر انتهى بديون بالمليارات، رغم أن ديوننا كلها جاءت في عهد السادات والعهد الحالي، لأن الديون التي كانت علينا حتى وفاة عبد الناصر في عام 1970 لم تتجاوز الثلاثة آلاف مليون دولار للاتحاد السوفييتي .. العداء الحقيقي لعبد الناصر سببه انحيازه للفقراء .. أما التستر وراء الإسلام والديمقراطية فإن مصطفى محمود آخر من يحق له الكلام عنهما .. فلم يكن ملحدًا وتاب في عهد عبد الناصر فقط، وإنما هو الذي كتب في عهد السادات مطالبًا بشنق خصومه في ميدان التحرير علنًا .

 

 

الكاتب

  • مصطفى محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان