اغتصاب الرحم المقدس
-
نفيسة السنباطي
كاتب نجم جديد
تنام على فراشها لا تشغل بالها بالتفكير فقد التهم الزهايمر خلايا مخها فلم تعد تذكر شيئا، أسمها فاطمة على اسم السيدة البتول ابنه رسول صلى الله عليه وسلم، تلك السيدة العجوز التي أخذت منها الدنيا ثمانية وتسعين عاما بين بسمة ودمعة وفرح وحزن وصبر وشقاء. اليوم أصبحت مهملة وحيدة بعدما فارقتها شهوات الحياة فأكلها قليل، وجسدها هزيل، وانقطعت عنها رغباتها منذ أمد بعيد. تعتبر كل من حولها أولادها فهي كشجرة أثمرت حتى شاخت وترهل لحائها ورسم عليه الزمان أحداثه وآلامه. تنتظر بكل هدوء وسكينة لقاء الله.
في 31 اغسطس 2020 استيقظت مدينة القيروان بتونس على جريمة من أبشع الجرائم في تاريخ البشرية وما زاد بشاعتها أنها كانت في حق عجوز بلغت من الكبر عتيا.
دخل مجهولون واغتصبوا السيدة العجوز بوحشية مما تسبب لها في نزيف حاد وأصابها بإصابات جسيمة في جسدها استدعت نقلها للمشفى.
فهو لم يغتصبوا جسدها فقط، بل اغتصبوا عمرها، ووقارها، وضعفها، وقدسيتها، وبركتها.
حكم الاغتصاب في الإسلام:
ذكرت دار الإفتاء المصرية أن المغتصب محاربا لله، ومفسدا في الأرض ويقام عليه حد الحرابة فتطبق فيه الآية الكريمة : ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.
ولابد أن يكون الموت عقوبة معممة في كل البلاد على كل من سولت له نفسه اغتصاب و انتهاك العرض الذي هو أشد بشاعة من القتل.
اقرأ أيضا
لماذا يعتبر التلحين مهنة ذكورية؟
الكاتب
-
نفيسة السنباطي
كاتب نجم جديد