اغتيالات صوفية .. أحدهم أشهر من صلى على النبي
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بات تصنيف اغتيالات صوفية هو الأغرب في قصص الجرائم السياسية، فالمجني عليهم ينتمون لمدرسة تبتعد عن الصراعات الحزبية، لكن العقائد والأيدولوجية تلعب دورًا أقوى من السياسة في بعض الأحيان.
«سيدي نجم الدين» الموت الملوكي على الطريقة المملوكية
في الثالث والعشرين من أغسطس لعام 1767 م كان ملك الموت يعد آخر ما تبقى من عُمْر الشيخ نجم الدين الحفني «شيخ الأزهر» بعد أن ارتشف كوب قهوته المعتاد ليفارق الحياة مسمومًا ويدخل التاريخ كأول من تولى هذا المنصب ويتم اغتياله.
اقرأ أيضًا
فتاوي كوميدية .. أَجْرَؤُكُم عَلَى الْفُتْيَا أَجْرَؤُكُمُ عَلَى النَّارِ
تأثر الجبرتي بشدة للحادث فقال عنه «من وفاته ابتدأ نزول الابتلاء واختلال الأحوال»؛ لكن صدمة الجبرتي لم تكن لحبٍ فيه فحسب وإنما للطريقة الكيلوباترية التي أنهت حياة الشيخ فالموت غيلة لشيخ الأزهر كارثةً سياسية مجتمعية لكن مع شيوخ البلد كل شيء متاح.
تورط علي بك الكبير في اغتيال الشيخ نجم الدين الحفني فالأخير كان معارضيه البارزين لكن أسلوب الاعتراض تطور فصار شيخ الأزهر داعمًا معنويًا لحركة شيخ العرب همام العدو اللدود لعلي بك الكبير.
موت الحفني بدأ حين تم إشغاله بمشكلاتٍ إدارية في الأزهر جعلته يعمل على حلها من منزله وهناك كان الكمين بكوب القهوة المسموم ويُدْفَن الشيخ مع سره في منشية ناصر حاليًا.
الجازولي .. دلائل الخيرات والاغتيال الغامض
حين كان فريد شوقي يبتغي تضليل العدالة في فيلم أرض الأحلام قال للمحقق الذي سأله عن وجوده وقت الجريمة «صليت العشا وقعدت أقرأ في دلائل الخيرات»، لم تكن جملة دلائل الخيرات «ألشًا» بقدر ما كانت تعبير عملي عن شدة التدين، فالجملة هي عنوان لكتابٍ في الصلاة على النبي لقي شهرة واسعة إلى الآن.
اكتسب محمد بن سليمان الجزولي مؤلف كتاب «دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبي المختار» تقديرًا كبيرًا لدى جموع المسلمين بوجه عام والمغرب بشكل خاص، فكتابه هو مجموعة أوراد يومية في الصلاة على النبي تبدأ من الإثنين تقديرًا لأنه يوم المولد النبوي وتنتهي بالأحد، وكل 24 ساعة لها مالا يقل عن 3 صفحات صلاة.
يقول الصوفية أن للكتاب سر روحي فهو يريح النفوس، لكن تحديد السر الروحي أسهل من معرفة سر نهاية صاحب الكتاب، فقد مات مسمومًا عام 1465 م دون أن يعرف أحد كيف تم اغتياله ويضاف لسجل اغتيالات صوفية لكن الجاني كان معروفًا وهم عملاء البرتغاليين الذين يخوضون حربًا مع مقاومة آل سلطان السعدي لمنع بلادهم من سيطرة البرتغاليين عليها.
في القرن الـ 20 .. الكم العددي هو الأبرز
أزاحت الثورات العربية أنظمة لكنها أعطت الضوء الأخضر لاتحاد الإرهاب مع الحكم فكانت قائمة اغتيالات الصوفية زاخرةً في مصر وغيرها؛ ففي سيناء تم اغتيال الشيخ سليمان أبو حراز في 19 نوفمبر 2016 م ثم استهداف جامع الروضة في العام التالي؛ وقبلهما عملية اغتيال الشيخ إبراهيم الرفاعي في الجمالية يوم 2 مايو عام 2015 م، وكافة تلك العمليات نفذها متشددين تكفيريين.
وفي البلاد العربية والإفريقية لم يسلم الصوفية من الاغتيال فكان مقتل الشيخ البوطي يوم 21 مارس 2013 م، وبعده بـ 6 أشهر تم قتل الشيخ مصطفى بن رجب المحجوبي الإدريسي في ليبيا، ولحق بهما الشيخ محمد آدم النفطي التيجاني في نيجيريا عام 2014 م، ثم الشيخ الشيخ علي بن عثمان بن محمد الجيلاني باليمن سنة 2016 م.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال