اكتشاف قبر طفل مصاص دماء في بولندا
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بالقرب من قرية بيان، بولندا، اكتشف علماء الآثار من جامعة نيكولاس كوبرنيكوس مؤخرًا بقايا طفل “مصاص دماء” من القرن السابع عشر. كان الطفل مدفون ووجهه لأسفل بقفل “مضاد لمصاصي الدماء” حول كاحله. يعتقد علماء الآثار أن الطفل كان على الأرجح في سن الخامسة إلى السابعة وقت وفاته وأن القفل يأتي من اعتقاد خرافي بأنه سيمنع الموتى من النهوض من قبرهم.
وأشار داريوش بولينسكي، عالم الآثار المشارك في التنقيب، إلى أن العائلات المؤمنة بخرافات مصاص الدماء غالبًا ما وضعت “إجراءات أمنية” مثل الأقفال والمناجل على جثث الأقارب القتلى حيث بلغت هستيريا مصاصي الدماء ذروتها في بولندا.
وقال بولينسكي: “القفل في القدم يرمز إلى إغلاق مرحلة من الحياة ويهدف إلى الحماية من عودة المتوفى. هذا ما كان يخشى على الأرجح. نشأت مثل هذه الممارسات في المعتقدات الشعبية وتوصف أحيانًا بأنها مضادة لمصاصي الدماء.”
في الواقع، كانت هناك مجموعة واسعة من ممارسات مكافحة مصاصي الدماء التي وضعها المؤمنون بالخرافات. كان من بين هؤلاء دفن الموتى ووجههم لأسفل حتى “يعض المتوفى على الأرض ولا يؤذي الأحياء” إذا عادوا إلى الحياة. تمامًا كما كان الطفل المكتشف حديثًا.
أوضح بولينسكي أن “طرق الحماية من عودة الموتى تشمل قطع الرأس أو الساقين. كذلك وضع وجه المتوفى لأسفل للعض في الأرض وحرقهم وتحطيمهم بالحجر.”
في مكان قريب، اكتشف علماء الآثار مجموعة فضفاضة من العظام تخص ثلاثة أطفال آخرين ملطخة فكوكهم باللون الأخضر. قال الفريق أن ربما كان اللون نتيجة لعلاجات الحمى القائمة على المعادن المعروف أنها استخدمت خلال ذلك الوقت.
قالت ماجدالينا زاغرودزكا من الجامعة إنهم عثروا أيضًا على رفات امرأة حامل وجنينها الذي يقدر عمره ما يقرب من خمسة إلى ستة أشهر.
وأضافت زاغرودزكا: “هذا مفاجئ، لأن عظام الأطفال في هذا العمر ضعيفة التمعدن، لذلك لا يتم الحفاظ عليها عادة.”
تأتي هذه الاكتشافات الجديدة من نفس المقبرة حيث تم دفن مئات الأشخاص على مر القرون. بما في ذلك “مصاصة دماء” آخرى من القرن السابع عشر تم العثور عليه بمنجل حول رقبتها وقفل مماثل حول إصبع قدمها. في تلك الحالة، اعتقد علماء الآثار أن المنجل قد تم وضعه لقطع رأس المرأة إذا نهضت من الموت.
قال بولينسكي: “لم يتم وضع المنجل بشكل مسطح ولكن تم وضعه على رقبته بطريقة تجعل الرأس مقطوعًا أو مصابًا إذا حاول المتوفى النهوض على الأرجح.” كما أشار إلى أن القفل الموجود على القدم اليسرى للهيكل العظمي يرمز على الأرجح إلى “إغلاق المرحلة واستحالة العودة.”
تم إجراء اكتشافات مماثلة في السابق في أجزاء أخرى من البلاد.
على سبيل المثال، في عام 2015، عثر علماء الآثار العاملون في قرية دريوسكو، على بعد 130 ميلًا٬ على خمسة هياكل عظمية مدفونة بطريقة مماثلة في مقبرة عمرها 400 عام. مرة أخرى، تم ضغط منجلين على حلقهما، ودُفنت امرأة أخرى مسنة بمنجل على وركيها وحجر متوسط الحجم مربوط في حلقها.
يعود تاريخ الفولكلور والأساطير حول عودة الموتى إلى الحياة إلى العصور القديمة. لكن على وجه التحديد في أوروبا الشرقية، يبدو أن سجلات الأساطير حول الموتى الأحياء تعود إلى القرن الحادي عشر. على الرغم من مشاركة هذه القصص لعدة قرون، إلا أنها وصلت إلى نقطة الغليان في القرنين السابع عشر والثامن عشر. حيث تسبب الخوف من الموتى الأحياء في حدوث هستيريا جماعية في مناطق معينة. مما أدى إلى الإعدام الجماعي لمصاصي الدماء المتهمين.
كان من بين المشتبه بهم البارزين في كونهم مصاصي دماء الأشخاص الذين ماتوا بطريقة غريبة، مثل الانتحار. غالبًا ما تم تشويه جثثهم بعد وفاتهم لمنع عودتهم من الموتى.
الكاتب
-
ريم الشاذلي
ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال