همتك نعدل الكفة
325   مشاهدة  

“اكتشف أذربيجان” بلاد العشق والنار

اكتشف أذربيجان
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



“على الرغم من بُعد المسافة بين الدولتين-مصر وأذربيجان- لكن قلوبنا قريبة للغاية” كانت أولى الكلمات التي عبَّر بها سعادة سفير دولة أذربيجان إلخان بولوخوف عن رؤيته للتقارب الملحوظ بين البلدين في الآونة الأخيرة، أثناء مشاركته في الاحتفالية التي أقامها المركز الثقافي الأذري برئاسة د. صدى علي في برج القاهرة، لتوزيع جوائز مشروع “اكتشف أذربيجان” في عامه الثاني.

لا نتحدث هنا عن التقارب الدبلوماسي فقط بل الشعبي أيضًا؛ ربما لم يتسنَّى للكثيرين التعرف على الشعب الأذري وثقافته، لكن مؤخرًا أصبحت أذربيجان على قائمة الوجهات السياحية المفضَّلة للمصريين، وتزدادت أعداد الراغبين في التعرف عليها بشكل ملحوظ.

بمشاركة 9 آلاف متسابق على مستوى الجمهورية عبَّر بولوخوف عن سعادته البالغة بالحب الذي لمسه من المصريين، وأضاف “أنا متأكد أن الشعب الأذري يبادل المصريين المشاعر نفسها، وأتمنى أن تزورونا بأنفسكم حتى تستشعروا الحب الذي يكنه لكم شعبنا”.

أعربت د. صدى علي رئيس المركز الثقافي ومؤسسة المشروع عن رغبتها في تعريف المصريين ببلدها، بعد أن شعرت بالتشابه الكبير بين الشعبين من حيث الدين والعادات وحتى اللغة التي تحتوي العديد من المفردات العربية، وأوضحت “هدف المشروع هو نشر الثقافة الأذرية في مصر شاركنا 3 آلاف طالب مصري في النسخة الأولى، ثم ارتفع عدد المشاركين في العام الحالي إلى 9 آلاف. لم نكن نتوقع الإقبال الكبير على المشاركة في النسخة الثانية وهو ما شجعنا على وضع خطط مستقبلية لتوسيع التبادل الثقافي، ربما في النسخ القادمة نتيح الفرصة أمام الفائزين لزيارة أذربيجان والتعرف عليها بشكل عن قُرب”.

وأضافت د. ساندي سالم منسق المشروع أن المشاركة تكون عن طريق تقديم رسومات أو أشعار تُمثِّل لمحات من أذربيجان على صفحة المركز الثقافي، تُعرَض الأعمال على لجنة تحكيم تختار خمسين فائزا يتم تكرميهم في الاحتفال وتُنشر أسماؤهم في كتاب صدى أذربيجان-الصادر للتعريف بأهم المدن الأذرية-.

اكتشف أذربيجان

أساطير العُشاق في بلاد النار

تردد اسم أذربيجان في الأعوام الماضية إبان النزاعات التي خاضتها مع جارتها أرمينيا على إقليم “قره باغ“، وهي الأزمة المستمرة منذ عقود وكان آخر مستجداتها في نهاية 2020 باتفاق وقف إطلاق النيران وتسليم أجزاء كبيرة من الإقليم لأذربيجان. لكن خلف أنباء الحروب والصراعات توجد حضارة جذبت اهتمام الرحالة المصريين؛ وذلك لاهتمام البلاد بتنشيط السياحة وتسهيل الحصول على تأشيرتها ناهيك عن انخفاض تكاليف السياحة بها بالنسبة لوجهات سياحية أخرى.

تُعرف الدولة القوقازية المطلة على بحر قزوين باسم “بلاد النار” نظرًا لثرائها بالنفط والغاز، حيث كانت أذربيجان توفر أغلب احتياجات الاتحاد السوفيتي من النفط قبل أن تستقل عنه بعد التفكك عام 1991م؛ ويُرِجع البعض المُسمى إلى “نار كسرى” التي تعتلي قمة جبل النيران على حدود العاصمة، وهي النيران الموقدة منذ آلاف السنين في معبد النار بتلك المنطقة التي دانت بالوثنية قبل دخول الإسلام، ويعتقد السكان المحليون أن تلك النيران مشتعلة منذ أكثر من 2500 عامًا دون أي تدخل بشري ولم تنطفئ سوى يوم ميلاد الرسول محمد.

اكتشف أذربيجان

أجواء أسطورية تجمع بين الطبيعة الخلابة والمعمار المتنوع على الطراز الفارسي والإسلامي والسوفيتي، لا تكاد تخطو في شوارع “باكو” العاصمة دون أن تصادف متحفًا أو قصرًا نُسِجت حوله الأساطير. قلعة العذراء المطلة على الساحل تروي قصة عن ابنة أحد أعيان البلاد التي وقعت في حب فتى من عامة الشعب، فبنى أبوها تلك القلعة وفقًا للأسطورة وحبسها بين جدرانها حتى ألقت بنفسها من أعلى قمتها مفضِّلةً الموت على الحياة حبيسة بعيدًا عن حبيبها.

اكتشف أذربيجان

في 2016 صدر الفيلم البريطاني “علي ونينو” الذي يروي قصة حب وقعت على أرض باكو بين علِّي المسلم الشيعي ونينو الأميرة الجورجية المسيحية، تدور القصة أواخر الحرب العالمية الأولى في إطار من الحب يرفضه المجتمع ويواجه عقبات يضعها أمامها الطرف الثالث الغيور، في النهاية يهرب العاشقان بعيدًا حتى يتزوجا ويعيشا فترة في بلدة ريفية هادئة، ثم يضطر علي للعودة إلى باكو ليخدم بلاده أمام الاعتداء الروسي حيث يلقى حتفه في المعركة. شاعت تلك القصة في باكو وجورجيا على حدٍ سواء حتى أن باكو يُشار إليها بمدينة علي ونينو، بينما خلَّدت جورجيا مأساة العاشقان بتمثال معدني ضخم  لرجل وامرأة، يدور بشكل دائم ليلتقيا ثوانٍ معدودة ويشكلان جسدًا واحدًا ثم يفترقا من جديد ويذهبا في طريقين معاكسين.

إقرأ أيضا
إسلام رجب

اكتشف أذربيجان

الحداثة والفورميلا 1

مثلما احتلت باكو القديمة أسطرًا على قائمة تراث اليونسكو وجعلت زوارها يسبحون معها في بحر من الأساطير، تثير باكو الحديثة الإعجاب بناطحات السحاب وعمارتها التي لا تختلف عن أحدث المدن الأوروبية؛ تحظى المدينة باهتمام السلطات التي تسعى لتحويلها إلى متحفًا مفتوحًا يجذب السياحة العالمية.

وفي مضمار الرياضة أيضًا جمعت أذربيجان بين القديم والحديث، تميزت في المصارعة الحرة التي تعتبر الرياضة الوطنية، والشطرنج الموروث من الحقبة السوفيتية فبطل العالم على المدى الطويل غاري كاسباروف من مواليد باكو. أمَّا كرة القدم فهي الأكثر شعبية في البلاد حيث تُعد شركة النفط الوطنية “سوكار” من أهم رعاة الكرة في الاتحاد الأوروبي، وطبعت شعارها “أرض النار” على قميص أتلتيكو مدريد الإسباني حتى عام 2015.

اقتحمت مضمار الفورمولا وان بتدشين جائزة أذربيجان الكبرى التي يتابعها الملايين عبر شاشات التلفاز وفقًا لتصريحات وزير الرياضة، بدأت المسابقة لأول مرة في 2017 ومستمرة بشكل سنوي حتى عامنا الحالي على المضمار الشهير بباكو، كما استضافت الجولة الثامنة من بطولة العالم للفورمولا وان عام 2022، حتى قارنها البعض بدبي التي تهتم بتنظيم فعاليات تلك الرياضة هي الأخرى.

الكاتب

  • اكتشف أذربيجان إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان