اكسر أصنامك لأن المنطق يشرب ستلا بالليمون !
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
اكسر أصنامك، فإن التقديس الأعمى للأدباء والمشاهير هو محض هراء وعبث.
قد تتفق معي أو تختلف ولكن من وجهة نظري أن هناك فرق كبير بين الاحترام والتقدير وبين والانقياد لدرجة العمي والتبعية لدرجة التشنج العقلي اللذان يصلان لمرحلة العبودية والتأليه، فتقديس الأفكار و تقديس الأشخاص يحرمان الإنسان من المعرفة الحقيقية، وهما سببان رئيسيان للتطرف في رأيي، فالتطرف لا يختص بالأديان فقط بل بكل أيدولوجية وفكر، لذلك فالبشر هم من يخلقون بإنفسهم ولإنفسهم تطرفهم وتطرف الآخرون عندما يرفعون الآراء والأفكار لمرتبة النصوص المقدسة، كذلك فإن القراءات النقدية التنويرية تحررك أنت وذاتك وعقلك من البقاء في أغلال التقديس وتنزيه الآراء وأيضا توقّر عقلك وتمكّن قدراته وطاقته.
اقرأ أيضًا
عن محمود درويش الذي شارك في قتل ناجي العلي
لذلك خذها نصيحة مني كصديقة : استفد من كل كلمة تقرأها فربما تكون رسالة موجهة إليك، وربما يكون كتاب ما سببا في تصحيح أخطائك ونظرتك للحياة، ولكن في نفس الوقت لا تاخذ الُكُتّاب ومَن يُطلق عليهم مثقفون على محمل الجد، فأغلبهم أفاقون يريدون فقط ترويج كتبهم، ولا تصدق أو تقدس كل وأية كلمات تقرأها، فالجميع في دائرة النقد، والكل يخطئ، والكل يتعلم.
وأذكر على سبيل المثال أنني قد قرأت يومًا أن محمود درويش هاجم إسرائيل في أشعاره وكانت حبيبته إسرائيلية.
وأن المتنبي الذي قال عن نفسه : السيف والرمح والبيداء تعرفني كان أجبن من أن يرفع سيفه لمواجهة قاتله، وقد روى عنه أنه كان بخيلًا يحب المال وكان حريصًا على جمعه وادخاره، وهو القائل :”ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة الفقر، فالذي فعل الفقر”.
وصلاح جاهين الذي كتب أغنية “الحياة بقي لونها بمبي” انتحر بعد صراع مع الاكتئاب.
وأرنست همنغواي الذي كتب عن الأمل والتشبث بالعزيمة والحياة في العديد من رواياته وكان من أبزرها رواية (الشيخ والبحر) مات يائسًا عندما أطلق النار على نفسه من بندقية صيد.
وجان جاك روسو الذي كتب : “من لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة، لا يحق له أن يتزوج وينجب أبناء.”، ونشر كتبًا عن الأطفال والقيم العائلية وأهمية العائلة في المجتمع لم يتزوج عشيقته التي أنجب منها خمسة أطفال أودعهم واحدًا تلو الآخر الملجأ، بسبب فقره وعدم قدرته على تحمل نفقاتهم، وكتب في مناسبة أخرى أنه قام بذلك لأن تربية الأطفال كانت ستأخذ من وقته الكثير، ما كان سيمنعه من التأليف، وادعى أيضًا أن التعليم البسيط الذي قد توفره دار الأيتام كان أفضل للأطفال، وكذلك فإبراهيم الفقي الذي يدعونه ملك الطاقة الإيجابية قد مات محروقًا.
وها هو المنطق يشرب ستيلا بنكهة الليمون ليثمل ويخليها طين!
والآن نصيحتي اليك : اقرأ كل شئ ولكن لا تصدق كل شئ تقرأه، وأوصيك باستخدام عقلك، استخدم عقلك، استخدم عقلك، استخدم عقلك، وخذ من الكتب الصواب ومن الاقتباسات ما يناسبك، فإن قبل عقلك الأفكار خذها وإن رفضها فارفضها، هي معادلة صعبة أعلم ذلك ولكنني على يقين واقتناع تام بأن الأفكار التي تُسبّح بحمدها اليوم قد تلعنها غدًا.
وأذكر ها هنا المثل الياباني القائل: توقف عن القراءة إذا كنت تصدق كل ما تقرأ.
فـ اكسر أصنامك اكسر أصنامك …رجاءًا.
الكاتب
-
مريم المرشدي
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال