الأشجار المقدسة (3) أمنا السماوية شجرة مريم
-
نفيسة السنباطي
كاتب نجم جديد
نكمل في هذا الملف الحديث عن الأشجار المقدسة ومن أهم الأشجار التي قدسها المسيحيون والمسلمون على حد سواء شجرة السيدة العذراء أو كما هي معروفة بشجرة مريم والموجودة في حي المطرية بالقاهرة.
مصر والعائلة المقدسة
“إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر” ـ إنجيل متى: الإصحاح الثاني.
اقرأ أيضًا
الأشجار المقدسة (1) شجرة آدم بين تفاح وتين وكأس نبيذ
فكانت مصر أول من استقبلت واحتضنت العائلة المقدسة بعد هروبهم من ظلم هيرودس -ملك اليهود الروماني آنذاك- والذي أراد قتل السيد المسيح خوفا على ملكه بعد نبوءة ظهور المسيح الذي سيحكم اليهود، فأمر بقتل كل طفل يولد في بيت لحم بفلسطين.
هربت السيدة العذراء -عليها السلام- بالسيد المسيح إلى مصر في رحلة مقدسة عامرة بالمعجزات ومن بين تلك المعجزات التي انتشر خبرها أن التماثيل والأصنام كانت تتهشم وتتساقط على اثر مرور المسيح عليها فزاع صيته وتناقلت الأحاديث عنه جموع من الناس ومنهم الكثير الذي آمن به فأرسل هيرودس رجالا يتجسسون الأخبار ويبحثون عن مكانهم، وفي منطقة المطرية بالقرب من شجرة جميز شعرت العائلة المقدسة بقرب موكب رجال هيرودس، فاختبأوا منهم تحت شجرة الجميز فانحنت عليهم بأغصانها وسترتهم تماما عن أعين الرجال حتى مر الموكب بعيدا عنهم.
شجرة مريم في التاريخ
وقد ذكر المقريزي أن العائلة المقدسة حطت بالقرب من عين شمس ناحية المطرية وهناك استراحت بجوار عين ماء وغسلت مريم فيها ثياب المسيح وصبت غسالة الماء بتلك الأرض فأنبت الله نبات البلسان ولا يعرف بمكان من الأرض إلا هناك وقد ذكر أيضا أن البلسان يستخرج منه عطر البلسم وكان يعتبر من الهدايا الثمينة التي ترسل إلى الملوك.
وأثناء الحملة الفرنسية عرج الجنود على الشجرة وكتب الكثير منهم اسماءهم على فروعها بأسنة سيوفهم
الشجرة الحالية
في عام 1656م أدرك الوهن الشجرة وسقطت فقام جماعة من الكهنة بأخذ فرع من فروعها وقاموا بزرعها بالكنيسة المجاورة لمنطقة الشجرة والمسماة بكنيسة شجرة مريم ونمت الشجرة وتفرعت من جديد ومنذ فترة أُخذ فرع من فروعها وتم زرعه ملاصقا للشجرة الأصلية العتيقة.
معجزات ارتبطت بالشجرة في الأذهان
من أهم ما يميز الشجرة ويقدسها عند الاقباط وبعض المسلمين أيضا وخاصة ممن يعيشون بجوار الشجرة رائحة البلسان الزكية التي تترك في النفوس والصدور شعورا باللذة الروحانية.
كما يقول بعض سكان المنطقة أن قاطنين شارع الليموني الواقع في محيط الشجرة لا يختمر لهم خبز وذلك لأن السيدة مريم طلبت من بعض البيوت في هذه المنطقة الخبز فردوها فلعنتهم فلم يعد يختمر لهم خبز منذاك الوقت.
اقرأ أيضًا
الأشجار المقدسة (2) .. النخلة عمة البشر
كما أن الكثير يؤمنون بقدرة الشجرة على فك نحس النساء العقيمات إذا ما التفوا حولها وتبركوا بأخذ ورقة خضراء منها.
ومن الحكايات التي كان لها صدى كبير أن جماعة من المتشددين أرادوا قطع الشجرة حين رأوا التفاف الناس حولها وتبركهم بها فنزفت الشجرة دما.
تطوير منطقة شجرة مريم
حول تطوير منطقة شجرة مريم أكد المهندس إبراهيم صابر نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية أن أجهزة محافظة القاهرة انتهت من دهان 50٪ من العقارات المحيطة بشجرة مريم بحي المطرية، ضمن مخطط تطوير المنطقة بالكامل لإعادة شجرة مريم على خريطة مسار العائلة المقدسة، وقال خالد أبو العلا مدير منطقة آثار عين شمس والمطرية بوزارة الآثار المصرية “إن هناك مشروعا برعاية ألمانية يتم دراسته في الوقت الحالي لتطوير منطقة الشجرة ويولي المشروع اهتماما بخفض نسبة المساه الجوفية أسفل الشجرة والمنطقة المحيطة بها في إطار حملة لتطوير العشوائيات تتبانها الحكومة المصرية”.
الكاتب
-
نفيسة السنباطي
كاتب نجم جديد