همتك نعدل الكفة
517   مشاهدة  

الأطفال أحباب الله.. فقط

الأطفال
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



صغير الإنسان أو كما يُطلق عليه “الطفل”، يكون الإنسان في هذا الطور عبارة عن كائن حي بيقضي أغلب وقته في رحلة البحث عن أي مصيبة، يعني مثلًا في فترة الرضاعة، ودي بتستمر من سنة ونُص لسنتين، يعيش الطفل طوال هذه الفترة بلا أي حصيلة لغوية تقريبًا، لذلك تكون وسيلة التعبير المتاحة له هي البكاء والصراخ، إذا جاع.. يصرخ، إذا أخرج فضلات.. يصرخ، إذا عطش.. يصرخ، إذا شعر بالإهمال.. بالبرد.. بالحر…. يصرخ، وهو في ذلك معذور تمامًا، فهو يريد تنبيهنا لاحتياجاته التي يعجز عن قضائها بنفسه، لما تحتاجه من مهارات لم يمتلكها بعد وكماان لا يمتلك أي حصيلة لغوية تمكنه من إنه يطلب أحتياجاته بهدوء، إنما أن يصرخ حين يريد أن ينام فهذا فوق الاحتمال، هنغمضله ولا إيه… مش كده يعني.

بمجرد ما بتنتهي المشكلة دي لما الطفل يبدأ في تكوين قاموسه اللغوي، بيشرع فورًا في الحركة وخلق مشاكل جديدة، فبتلقائية شديدة يبدأ مكان كل شيء في البيت يتغير، ولو ركزت أكثر هتكتشف أن طوال الفترة من 3 : 5 سنوات كل حاجة في البيت بتطفو إلى أماكن أعلى ثم أعلى ثم أعلى… وكان البيت بيغرق.

المشكلة مش بس في حماية الأشياء من صغير الإنسان، إنما كمان في حمايته من ذاته، فلمدة 3 سنوات متواصلة يتفرغ الطفل لمحاولات الانتحار أو على الأقل إصابة نفسه بأي عاهة مستديمة ممكنة، وكل ده بيكون بسبب “حب الاكتشاف”. فلما مثلًا يحب يكتشف أحد السوائل بيلجأ لوسيلتين مافيش غيرهم، إذا كان السائل مُضر وخطر.. يبقى يشرب منه أو يدلقه على نفسه، أما إذا كان السائل صالح للشرب.. يبقى يدلقه على الفرش أو ورق مهم أو على الأقل يحط موبايلك فيه، أما بخصوص الكهرباء فمن المتعارف عليه أن أغلب الأطفال بتحب تدوق الكهرباء. ومن نافلة القول أن الإنسان لازم يحرص على صغيره من أحلام الطيران.

الفترة بقى من 6 ولغاية 12 سنة بيقضيها الطفل بين كسور العظام والسحجات والجروح السطحية والأسئلة عميقة، من نوعية “أتجوزتوا ليه؟؟” – “جيبتوني أزاي؟؟” – “هي القطة بتعرف مامتها أزاي؟؟” – “ربنا ساكن فين؟؟” – “يعني إيه رويترز؟؟”، إلى أخر هذه الأسئلة القاتلة، والتي يعتقد الطفل أن مهمة الكبار في الحياة هي الإجابة عليها.. طبعًا ده غير واجبهم الأساسي في تسليته آناء الليل وأطراف النهار.. ما يؤكد وجهة النظر القائلة:

أن أحلى ما في الأطفال.. هي طريقة تحضيرهم.

إقرأ أيضا
عتبات البهجة

الكاتب

  • الأطفال رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
1
هاهاها
6
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان