“الأموال المحّرمة ” … شهادات تروى لـ “الميزان” عن هيمنة الشيعة وحزب الله على تجارة المخدرات

بينما تعيث ميليشيا حزب الله في أراضي لبنان فسادًا وطائفية وفتنة فإنها  تتصدر قائمة أبرز وأكبر مافيات الجرائم المنظمة في العالم فلم تكتفي هذه الميليشيا الموبوءة بما تفعله في دول عربية عدّة من تبعية لنظام الملالي الإيراني الذي بات كابوسًا في المنطقة بسياسات نصر الله التي لا هدف واضح لها سوى شق الصف الداخلي اللبناني وزرع الطائفية في بلدان أخرى.

وهذه المرة فاح الفساد وسمع إلى العالم الخارجي وبعيدًا عن ما تناولته تقارير إخبارية عدة حول تلك التجارة المحرمة علم الميزان من مصادر بدولة البرازيل  تورط قيادات وعناصر حزب الله اللبناني في مافيا تهريب المخدرات وتبييض الأموال وتجارة الأسلحة غير الشرعية في أمريكا الجنوبية بعد أن شاع في الأيام الأخيرة القبض على شخص اسمه أسعد خليل كيوان وهو حاصل على جنسية البرازيل وناشط شهير مع “التيار الوطني الحر” أحد أحزاب السياسة في لبنان وهو حزب سياسي متحالف مع حزب الله في وأسسه الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون عام 1994  ويرأسه صهره ( زوج ابنته) جبران باسيل.

يبدو أن هناك استغلال لحالة كبيرة من الفوضى في البرازيل وعلى حدود دول أمريكا اللاتينية لجني أموال ضخمة من التجارة المحرمة فبعد أيام من القبض على كيوان قالت مصادر من داخل البرازيل لـ الميزان :” إن هذه التجارة متوغلة بشكل مرعب هذا كله بجانب عمليات التهريب المستغلة لحالة  غريبة من الانفلات الأمني في البلاد مستعينة بصداقتها  بكبار المافيات وبهذا العالم المخيف الذي يمارس تجارة جميع أنواع المواد المخدرة والسلاح.

قد يخفى عن الكثير في منطقة الشرق الأوسط والعالم  أعداد الشيعة اللبنانيين الذين يعملون في كأفراد ومنظمين لهذا العالم وتلك الشبكات حيث أكدت المصادر لنا أن حزب الله المالية يتربح من هذا العالم الغامض الذي لم ينل حظا من التغطية الصحافية العربية المتعمقة تنرظًا لخطورته.

الأشخاص المقيمين في تلك المنطقة وضعونا أقرب ما يكون إلى الصورة فيقول لـ الميزان:” أرى الكثير من الشيعة اللبنانين هنا بالقرب من جسر الصداقة الحديدي وهو جسر قديم متهالك يربط بين البرازيل و جارتها باراغواي واصفًا الصورة بأن السيارات والشاحنات تتزاحم بعدد كبير من الأشخاص راغبين الوصول إلى البرازيل والعبور للجانب الآخر من الجسر المار فوق نهر بارانا الذي يمر من باراغواي والبرازيل والأرجنتين وتشتهر مدينة ساو باولو بوجود العديد من عناصر مقربة من الحزب اللبناني وأشخاص ينتمون إلى الطوائف الشيعية من دول أخرى مثل إيران مؤكدًا أن ساو باولو حاضرة المقاطعة بؤرة للأنشطة حزب الله في المخدرات وغسيل الأموال.

لكن الأمر لم يبدو مزعجًا لدول أمريكا اللاتينية حتى الآن! حيث أردف المصدر الذي رفض ذكر اسمه أنه يشاهد تزاحمًا كبيرا عند الحاجز الطبيعي الفاصل بين الباراغواي والبرازيل في مشهد يومي معتاد حيث يدخل من خلالها عناصر تابعة لحزب الله حاملة كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة ونظرًا لحالة الإنفلات الأمني وعدم وجود تفتيش فلا حاجة لأحد هنا إلى الحصول على تأشيرة دخول يقول.

وكشفت مصادر أخرى لـ الميزان من داخل مناطق التهريب بين البرازيل والباراغواي :” أن اللبنانيين الشيعة هنا يملكون نفوذ كبير جدًا ويسيطرون على عصب التجارة في ساوباولو ومنطقة براس المعروفة واللبنانين الشيعة والموالين لحزب حسن نصر الله يشكلون مافيات كبيرة في هذه المناطق وتعتبر منطقة براس من أكبر المناطق التجارية في أمريكا اللاتينية ووقوف حركة التجارة فيها يعتبر وقوف للتجارة في دول أمريكا اللاتينية كلها”.

وأضافت أن البضاعة التي تدخل البرازيل من المعروف أنها تواجه جمارك كبيرة جدًا تفوق ضعف السعر  والمافيات تقف من ناحية الباراغواي  وهي الدولة التي لا تفرض رسوم ويستغلون ذلك بتهريب البضائع سواء المشروعة مثل الهواتف والأجهزة الإلكترونية وغير المشروعة مثل المخدرات.

غسيل الأموال تحت أعين الشرطة الفدرالية حيث تبين:” أن المافيات الشيعية تستغل أسماء الاشخاص الذي يحظون بسمعة حسنة ويفتحون باسمه مشاريع وهذا هو السائد في غسيل الأموال هربًا من المساءلة القانونية والقرارات السنوية الحكومية عن الدخل  ومن المفارقات أن البوليس الفيدرالي على علم بكل هذه الجرائم وكان أخرها كيوان أحد أذرعة حزب الله في البرازيل”.

بخلاف هذا كشفت مصادرمؤخرًا  لقناة العربية ما يؤكد صحة معلومات من تحدثوا إلى الميزان حيث أكدت العربية أن الناشط الشهير مع “التيار الوطني الحر” كيوان اعتقل في  في مدينة سان باولو جنوب شرق البرازيل مع آخرين في عملية موسعة شنتها الشرطة الفيدرالية بالاشتراك مع جهاز مكافحة المخدرات وغسيل الأموال في البرازيل في الوقت نفسه  قالت السلطات البرازيلية إن كيوان  متورط مع منظمات إجرامية أخرى ناشطة بالتهريب الى أوروبا عبر الموانئ البرازيلية وهو ما ظهر في احدى الفيديوهات المتداولة  حيث أظهر المقطع عملية مداهمة احدى المخازن بساو باولو بعد تحذيرات من المدعي العام الأرجنتيني ألبيرتو نيسمان الذي سقط قتيلًا أخيراً خلال تحقيقه في تفجير الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية بأن تشيلي والبرازيل والبارغواي وغيانا وترينيداد وتوباغو وسورينام وكولمبيا من التسلل الإيراني إلى تلك الدول ودعا إلى مواجة غسيل الأموال وتجارة المخدرات.

إقرأ أيضا

سليمان الأسد وروبرت دويل.. حوادث تافهة على الطريق تحولت لجرائم قتل

إقرأ أيضًا…تاريخ الشيعة في السعودية لماذا كانت ذكرى الحسين الـ 1400 حدثًا فارقًا

ينتشر اللبنانيون بشكل عام ومنهم الشيعة في مناطق متفرقة من البرازيل تعود المسألة إلى  هجرات اللبنانيون الأوائل إلى المنطقة في أواخر القرن 19 وتبعتهم جحافل أخرى من شيعي لبنان إبان الحرب العالمية الأولى ولكن موجات الهجرة الأخيرة والأبرز كانت خلال الحرب الأهلية اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني في ثمانينيات القرن المنصرم.


البرازيل تعتبر من الدول التي تحتضن أكبر عدد ممكن من اللبنانيين والجالية اللبنانية فيها تزيد عن 10 ملايين شخص! وذلك يعود إلى حقبة الانتشار اللبناني التي ذكرناها ومن أوائل العائلات التي هاجرت إلى البرازيل هي عائلة يافت وقد أسست أول جريدة عربية لبنانية في البرازيل عام 1995 وأطلق عليها جريدة الفيحاء وحسب مركز الانتشار اللبناني فإن الحكومة البرازيلية لم تخلو من التمثيل اللبناني فيها منها ألفريد أبو زيد وزير العدل وسعد فرحات وزير الإعلام وألفريدو كرم وزير الحربية!.

حاولنا  التعرف على أسماء هذه الشبكات وفاعليها واذرعها الممتدة في الكثير من الدول في هذه المنطقة أبرزها الباراغواي والأرجنتين والبرازيل والتعرف على أشخاص يديرونها لسردها في قصة صحافية لكن مصادرنا لم يتوفر لها المزيد من المعلومات إلا أن الأمور وصلت إلى حد كبير من النشاط والتفاعل  و “حزب الله” إحدى أكثر المنظمات غير الحكومية “استقلالية مالية” وقوة على وجه الأرض بات يعتمد على تجارة المخدرات.