الأمير الأحمر .. الرجل الذي أخاف جولدا مائير وحرم الموساد من النوم

ثمان سنوات كانت عمره عندما أعلن قيامة دولة إسرائيل وبعدها بأيام فقد والده شهيداً في معارك مع العصابات الصهيونية، إنه الأمير الأحمر الذي  ولد في العراق لعائلة شديدة الثراء، ولقبته رئيسة الوزراء الصهيونية جولدا مائير بلقبه الشهير ثم أعدت مع مجلس أمنها القومي عام ١٩٧٢ قائمة إغتيالات من ١٢ شخصا فلسطينياً شارك في عملية ميونيخ  كان علي حسن سلامة الأمير الأحمر على رأسها.

عشاق الحياة أحياناً يختارهم الموت

البداية

الأب حسن سلامة والذي شارك في الثورة الفلسطينية الكبرى عامي ١٩٣٦ و٣٧ وكان أحد قادتها والتي قامت من أجل وقف الهجرة الصهيونية وإيقاف اجبار الفلسطينين على بيع أراضيهم بواسطة العصابات المسلحة وانشاء حكومة فلسطينية وبرلمان وطني مع إلغاء الانتداب الإنجليزي، وبعد هزيمة الثورة سافر إلى العراق عام ١٩٣٩ ليولد ابنه علي مغترباً عن أرضه، لكنه قرر أن يحارب حتى غربته.

أتم الأمير الأحمر دراسته في القاهرة ١٩٦٣ ثم انضم إلى حركة فتح في ١٩٦٧ وعين مديراً لدائرة التنظيم الشعبي في مكتب المقاومة في الكويت ثم التحق بمعهد الدراسات الإستراتيجية في القاهرة ١٩٦٨، وعمل نائباً لمفوض الرصد المركزي لحركة فتح، وأصبح عضواً في المجلس الثوري ١٩٧٠ واستقر في بيروت، وأسندت إليه قيادة العمليات الخاصة ضد العدو الصهيوني في شتى أنحاء العالم.

درس في القاهرة ثم ألمانيا وكان يطمح أن يصبح مهندسا، وتلقى دوراته الأمنية على يد المخابرات المصرية، وكان أحد العناصر الأساسية التي شكلت منظمة أيلول الأسود.

المهندس الذي حلم أن يكون سيكون مهندساً لعمليات أقلقت راحة العدو الصهيوني وأفقدته الصواب.

ماذا فعل الأمير الأحمر في الكيان الصهيوني؟

يشير غازي الحسيني في شهادته أن أبو حسن – الأمير الأحمر – أبلغه في بيروت عن تشكيل منظمة أيلول الأسود التي هدفت للانتقام من أعداء منظمة التحرير والشعب الفلسطيني، وارتبط اسم المنظمة لاحقاً بالعديد من العمليات النوعية مثل إرسال الطرود الناسفة إلى العديد من عملاء الموساد في أوروبا، وكذلك اغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل بالإضافة إلى عملية ميونخ الشهيرة، حيث شكلت هذه المنظمة السرية رعباً حقيقياً للإسرائيليين في أوروبا والعالم.

جاء أول اتهام لدور أبو حسن سلامة في عملية ميونخ من خلال صحيفة ألمانية اتهمته بالتخطيط للعملية باعتباره مسؤولاً لأيلول الأسود، الأمر الذي يشكك فيه صحافيون إسرائيليون وكذلك صديقه غازي الحسيني الذي يشير إلى أن مخطط العملية هو من قادها وقتل فيها مع أربعة من رفاقه.

كذلك قامت عناصر علي حسن سلامة بقتل رجل الموساد “زوداك اوفير” ببروكسل، وقتل ضابط الموساد في لندن “أمير شيشوري” حتى نسب لجولدا مائير قولها عنه (اعثروا على هذا الوحش و اقتلوه) .

كان الوحش يدافع عن وطن احتلته الضباع وهب روحه له فأرعبها

الاغتيال

بعد عدة محاولات فاشلة، نجح الموساد أخيراً في ٢٢ يناير ١٩٧٩ باغتياله لدى خروجه من منزل زوجته الثانية جورجينا رزق في بيروت بطريقه إلى منزل أخته نضال، حيث فجرت عميلة بريطانية للموساد كانت تسكن في الشارع المقابل لبيته وترصد حركاته، عبوة كانت مزروعة بالطريق أدت لمقتله ومرافقيه، رغم تحذيرات رئيس حزب الكتائب اللبنانية آنذاك بشير الجميل له بضرورة اتخاذ إجراءات سلامة أكثر حزماً وتغيير روتينه اليومي.

إقرأ أيضا

السينما الحربية في مصر.. رحلة الفيلم الحربي من الأخوين لاما وصولا للسرب (1-2)

كان الشاب الذي دوخ إسرائيل لمدة ١٠ سنوات لم يستطع عميل واحد أن يعرف له بيتاً قد استقر أخيراً وصار له عنوان ثابت،  وقد أثار ذلك حفيظة والدته التي كانت تحس بقلبها أن ابنها في خطر، وقالت له: “انك مطلوب.. يجب أن تغير سيارتك وتبدل عنوانك، وطرق تحركاتك، ولكنه كان يداعبها بأن عمر الشقي بقي

٥٠ كيلو جوام من مادة TNT استخدمها الصهاينة للخلاص من طفل لم يسعد بمعرفة أبيه، ثمانية سنوات ورحل عنه كان خلال أغلبها بعيداً يقاوم الاحتلال، المقاتل الذي ظل طفلاً لدرجة أنهم وصفوه في الجامعة أنه فلسطيني دون اهتمامات سياسية، يعشق تعلم اللغات ويحب الحياة، لكنه في القاهرة وبرفقة ياسر عرفات وأبو جهاد وغيرهم تغير تماماً، كأن في مصر وحدها تسترد القلوب التي عشقت الأوطان، انضم لفتح من أجل تاريخ والده فصار استرداد وطنه العقيدة.

نحن وقود مصائرنا وشغفنا هو المصير.