الإخوان ومذهب المكيافيلية .. كيف اتخذت الجماعة من الكذب دينًا ؟
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
اعتمدت جماعة الإخوان على المكيافيلية في تعاملاتها السياسية متناسيةً أن الكذب في الإسلام من أكبر الكبائر وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله صحابي “أيسرق المؤمن يارسول الله قال نعم ، وأيزني المؤمن ؟ قال نعم ، وأيكذب المؤمن قال لا”.
الكذب في دين الإسلام
معنى الحديث أن المسلم قد تصدر منه المعاصي كالزنا والسرقة والقتل ويظل مؤمن لكن الكاذب نفى النبي عنه الإيمان وهو يكذب، وفي حديث آخر” قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانا؟ قال: ” نعم ” قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم ، فقيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: لا” [موطأ مالك] ؛ ولذلك كان الكذب أحد علامات المنافقين الثلاث قال صلى الله عليه وآله وسلم : ” آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ” [صحيح البخاري].
الكذب عند جماعة الإخوان
يجب على الكاذب أن يستغفر ويتوب إلى الله ويجب أن نربي أبنائنا على الصدق ، وهذا بخلاف ما لمسناه من جماعة الإخوان منذ نشأتها فقد انتهجت الميكافيلية وتعرف الميكافيلية بالمكر والخداع والازدواجية السياسية، وهو مصطلح يعبر عن مذهب فكري سياسي أو فلسفي يمكن تلخيصه في عبارة “الغاية تبرر الوسيلة”، والذي يعتبر أشهر مبدأ يستخدمه الزعماء لحماية كراسيهم. فالمبدأ يرى بأن الهدف النبيل السامي يضيف المشروعية لجميع السبل والوسائل التي تؤهل الوصول لهذا الهدف، مهما كانت قاسية أو ظالمة، فهو لا ينظر لمدى أخلاقية الوسيلة المتبعة لتحقيق الهدف، وإنما ينظر إلى مدى ملائمة هذه الوسيلة لتحقيق هذا الهدف. و ينسب هذا المبدأ إلى الدبلوماسي والكاتب “نيكولو مكيافيلي” ، وقد أنتهجت الجماعة هذا المذهب لنفسها لأهداف سياسية ومن أجل ذلك حرفوا النصوص وكذبوا على الله ورسوله من إجل خدمة مصالحهم.
ففي حادثة قتل رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي سنة 1948 م بعد ما أصدرقراره بحل جماعة الإخوان ووصفها بالإرهابية قام حسن البنا بعد الحادثة والقبض على القاتل الذي اعترف بأنه عضو في الجماعة بإصدار بيان بعنوان “ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين” يتبرأ فيه من قتل النقراشي باشا وينفي صفة الإخوانية عن القاتل الذي هو عضو التنظيم الخاص عبد المجيد أحمد حسن طالب كلية الطب البيطري ، ورغم أن الكثيرين من خارج الجماعة رحبوا بهذا البيان واعتبروه من حسنات حسن البنا أنه وفق ظنهم لم يكن ليوافق على قتل مسلم غدرًا ؛ لكن كان لأعضاء هذا التنظيم الإجرامي الذي أنشأه حسن البنا رأي آخر.
ففي مذكرات محمود الصباغ أحد أعضاء التنظيم الخاص في كتاب ” حقيقة التنظيم الخاص” صـ 452 ط.دار الاعتصام يقول : “اضطر المرشد العام إلى إصدار بيانه ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين ليساعد على تخفيف حدة الضغط على الإخوان وهو أمر جائز شرعا في الحرب ويعد من خدعه، كما أوضحنا عند ذكر سرايا رسول الله لاغتيال أعداء المسلمين، ولكن الأخ عبد المجيد أحمد حسن لم ينتبه إلى ذلك وتأثر بالبيان تأثرا قاده إلى الاعتراف على إخوانه ! ” ا.هـ
اقرأ أيضًا
“رابعة العدوية” شوهتها “نبيلة عبيد” وصارت لعنة تطارد الإخوان منذ الستينيات
وهذا الكذب والنفاق شاهدناه من المواقف التي عايشناها إبان ثورة 25 يناير وظهور جماعة الإخوان في المشهد مرة أخرى وكان سبب هذا النفاق والكذب أن ألحد شباب كثير بعد ما اكتشوا حقيقة الجماعة التي نصبت نفسها بأن تتحدث باسم الدين ورفعت لواء الشريعة فصُدم كثير من الشباب فيها وكان الإلحاد هو رد فعل كثير من الشباب.
اقرأ أيضًا
لماذا قال الشعراوي التعامل مع اليهود والمسيحيين أفضل من الإخوان “قصة الصدام بالصور”
ومن أمثلة كذب الجماعة على أتباعها أنها طوال سنوات عملت على إيصال فكرة مفادها أن الجيش المصرى خائن لا وطنى، وانقلابى لا شرعى، وقتل الساجدين، وهتك الأعراض، وعزل الرئيس الإسلامى، وعذب دعاة الشرع وسجنهم، وحمى الخونة واللصوص، وقضى على الإسلام، تلك كلها معتقدات مستقرة في عقل كل إخواني ومتعاطف معهم، بعضهم يُظهر هذا علناً، وبعضهم يقولها سراً، والمقصود أن هذه المعتقدات هي الشرارة التي ينطلق منها القاتل لسفك دماء جنودنا الأبرار.
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد