همتك نعدل الكفة
750   مشاهدة  

الإسلام وفلسفة القربان والأُضحية

فلسفة الأضحية
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بين وجوب الأضحية على الحجيج واستحبابها على غيرهم من المسلمين القادرين حكمة بارزة أوجزها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :” إنما جعل الله هذا الأضحى لتشبع مساكينكم من اللحم فأطعموهم”.

الأضحية في التاريخ الإنساني

كانت إراقة الدماء في التاريخ الإنساني رمزًا يتعلق باستمرارية الحياة، فكانت الدماء عمومًا تقدم كقرابين للألهه في العقائد الوضعية في الشرق أو الغرب  فكانوا مثلا يقدمونها قربانًا من أجل نزول المطر أو لاتقاء شبح الأموات حتى إن بعض الحضارات كانت تقدم البشر أنفسهم كقرابين مثل الحضاراة السومرية والحضارة المصرية القديمة.

القرابين في الحضارة المصرية
القرابين في الحضارة المصرية

وتحدث القرآن الكريم عن القرابين في قصة ولد آدم فقال :”وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ”، وكانت فكرة الأضاحي وتقديم القرابين أيضًا ممن جاءت به التوراة لتكفير الذنوب وطلب العون من الرب، إلا أن هذا المسلك في التوراة أصبح بعد التحريف أقرب للقرابين في الوثنية.

الأضحية في المسيحية 
والأضحية أو الذبيحة في المسيحية تجسدت في صلب المسيح لا بتقديم الأنعام فكان أتباع الديانة المسيحية يجسدون فكرة الذبيحة في المسيح المصلوب الذي يكفر عنهم ذنوبهم وخطيئتهم بدمائهم تكفيرًا لذنوبهم، وهم يحتفلون بمناسبة تقديس القربان المتمثل بالعشاء الأخير في حياة المسيح قبل صلبه، حين كسر الخبز وغمسه بالخمر حسب معتقدهم وطلب من تلاميذه تكرار الفعل ذاته باعتبار الخبز والخمر جسد ودم المخلّص!

صلب المسيح
صلب المسيح

الإسلام وفلسفة الأضحية

جاء الإسلام ليصوب فكرة القرابين والأضاحي في التاريخ البشري وفي الديانات التوحيدية فمزج بين المادة والروح بين الدنيا والأخرة وأصبحت الأضحية شعيرة  في الإسلام، ولما كانت الأموال والأولاد فتنة الدنيا فكان لابد من تحجيم تلك الفتنة حتى لا يستعبد الإنسان غيره في سبيل  النفس والمال، وقدم الله تلك الصورة في قصة نبيه إبراهيم وولده إسماعيل ليكونا نموذجا يحتذى للتجرد واختبار الله، ففي صورة الصافات قال تعالى:” فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ *وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ * كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ”.

الأضحية في الإسلام
الأضحية في الإسلام

وجاء في القرآن الكريم تصويب لما ورد في الديانات الوضعية من أن الأضحية أو  القرابين تكون من أجل الله وتقواه فقال في سورة الحج :”لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ “، وقال في سورة الأنعام أيضًا ذكر الله الهدف من الأضحية فقال :”قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” إذًا الهدف والغاية من الأضحية والهدف هو أن يجتاز المسلمون مراحل التقوى ليبلغوا الكمال ويتقرّبوا إلى الله.

إقرأ أيضا
سماح ممدوح

وهناك أيضًا جانب اجتماعي من الأضاحي يتمثل في إطعام الفقراء والمساكين فقال الله في سورة الحج “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”، وهنا تمتزج عبادة الروح مع حاجة المجتمع، فليس الإسلام دين مجرد عن مجتمع البشر ومشكلاتهم بل قرن الله بطاعته والتصدق على الفقراء اختبارًا  وامتحانًا أيضًا للنعم وابتلاءً في الرخاء!.

 

الكاتب

  • الأضحية مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان