رئيسة التحرير
رشا الشامي
همتك نعدل الكفة
74   مشاهدة  

الإعلانات كقطعة فنية.. البنك الزراعي نموذجًا

الإعلانات
  • شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال



بوصفي مواطن مصري من مواليد النُص التاني من سبعينيات القرن المُنصرم.. فعلاقتي بالإعلانات قوية، أقدر كمان أقول بالفُم المليان أني من جيل الإعلانات.. فمع انتشار ثقافة الإعلانات وتطورها كان جيلي هو كمان بيكبر واحدة واحدة. وكانت البداية مع رائعة صلاح جاهين “هات لنا ريري”.

YouTube player

أغنية قصيرة متكاملة، دقيقة واحدة، تدور حول المُنتج المُعلن عنه.. لحن مميز وتوزيع راقص ومبهج مع كلمات شعبية دارجة على كل لسان، والنتيجة إعلان عبارة عن قطعة فنية تعيش عشرات السنين، وبلا مبالغة تقدر الشركة المُعلِنة تعيد استخدام الإعلان تاني النهارده وهينجح.. هتحتاج فقط تغير شريط الصورة عشان يواكب الإبهار البصري الحديث.

الإعلانات بوابة التمثيل

طوال فترة التمنينيات والتسعينيات كان عالم الإعلانات يعتبر باب خلفي لدخول عالم التمثيل، وشوفنا نماذج كتير بدأت كموديل في إعلان وانتهى بيها المطاف كأبطال لأعمال درامية؛ منهم على سبيل المثال: نرمين الفقي وبداية ظهورها على الشاشة مع إعلان حلل نوفال وجبنة دومتي، جيهان نصر نجمة إعلانات مكرونة روجينا، ياسمين عبد العزيز واللي بدءت مع الإعلانات من طفولتها ثم وهي في بداية مرحلة الشباب ظهرت في إعلانات لعصير جهينة وتليفزيونات تليمصر، بثينة رشوان وبدايتها كالوجه الرسمي لمشروع الدكتور، حتى شرين رضا ورغم إنها من شريحة “أبناء العاملين” إلا إن بدايتها على الشاشة كانت مع إعلان مصاصا سيما وإعلانات الشمعدان، وغيرهم كتير.

وكان شهر رمضان هو شهر التليفزيون بامتياز.. مسلسلات وفوازير وبرامج منوعات وألف ليلة وليلة وقبل وبعد كل حاجة من دي الإعلانات، فرمضان هو موسم الإعلانات الجديدة.

YouTube player

الثابت والمتحول في الدعاية

طبعا مش كل الإعلانات زي بعض ولا كلها بنفس الجودة والجمال ولا بنفس الأسلوب، لكن تبقى بعض الثوابت في عالم الدعاية وأبسطها إن الغرض من الإعلان هو الدعاية لمنتج/خدمة/مؤسسة ما، بالتالي دور السادة العاملين على صناعة الإعلان تقديم عمل فني قصير الغرض منه إن المتفرج يفتكر المُعلن عنه.

فنجح صلاح جاهين ورفاقه في تخليد مُكمل غذائي للعيال الصغيرة بجملة “هات لنا ريري”، ومن بعدهم نجحت بعض الجمل إنها تعيش أكتر حتى من المُنتج نفسه زي “أحلى فطار وغدا وعشا.. بسكوت إيه بسكوت رشا” أو “مامتي وطانطي وخالتي حريفة لبان.. قلتلهم على هارتي قالوا لي يا سلام” أو “يا بنك مصر.. أنا اللي بادعك ومأسسك وبانيك” أو “تسلم أيديكي يا بيكابيلا”.. إلخ.حلى فطار وغدا وعشا.. بشسكو

YouTube player

مؤخر حصل تغيير في عالم صناعة الإعلانات، تغيير باشوفه غريب في الحقيقة، فبقت معظم الإعلانات عبارة عن غنوة جديدة لنجم أو نجمة ما؛ غنوة لا كلماتها ولا تصويرها ليهم أي علاقة بالمُنتج أو الخدمة أو المؤسسة المُعلن عنها، بالتالي حتى في حال نجاح الغنوة وانتشارها بيكون مصير المُعلِن هو نفسه مصير مؤلف الغنوة؛ ماحدش بيفتكره ولا بيعرفه ويدور يصرخ زي عاطف الأشموني في مسرحية “جلفدان هانم”، وده مصير غريب جدًا بالنسبة لصاحب الشغلانة وممولها.

إعلانات
الراحل محمد عوض في مسرحية جلفدان هانم

الأمر نفسه بينطبق على شكل تاني من الإعلانات منتشر حاليًا، وهو تجميع عدد كبير جدًا من النجوم في مجالهم مع غنوة خفيفة في الخلفية وذكر اسم المُعلن في النهاية بشكل منفصل عن الدراما البسيطة للإعلان، وطبعا بيكون مصير المُعلن هنا مش مختلف كتير عن اللي قبله، يادوب بس بيكون مافيش “جنة بائسة” يحاول ينسبها لنفسه.

رعب إعلانات الـAI وحقوق الاستغلال

مع ظهور تقنية الذكاء الصناعي بقى من الممكن صناعة إعلان يشارك فيه نجوم راحلين؛ عن طريق تحضيرهم بالـAI فنشوف عمو فؤاد والثنائي سمورة وفطوطة وأحمد زكي وإسماعيل يس… إلخ، في لمة دعائية مُخيفة نسبيًا، مش عارف أنا بس اللي بخاف من الصور دي ولا فيه ناس تاني زي حالاتي، بس الأهم من سؤال الخوف هو السؤال عن حقوق استغلال وجوه النجوم دي.. هل ورثة النجوم دي بيقبضوا حق استغلال صور أهاليهم؟ ولا بيتم التعامل معاهم بنفس منطق دور النشر اللي بتتخصص في طباعة كتب التراث من باب التوفير لإن مالهاش حقوق ملكية فكرية وكونها متصنفة “تراث” جعل استخدامها “برخصة مشاع” أمر قانوني.

إعلانات
ظهور تقني للراحل فؤاد المهندس في إعلان حديث باستخدام الـAI

البنك الزراعي وعودة المُعلن

في وسط الأجواء الإعلانية الغرائبية واللي بتحقق دعاية لمُقدم الإعلان “النجم/ة” أكتر من المُنتج نفسه (الحاج صاحب المحل)، تبقى إعلانات البنك الزراعي بصمة مختلفة وعودة لأصل فكرة صناعة الإعلان. إعلانات البنك الزراعي غير لطافتها الشديدة وخِفة دمها اللي تخليها صعب تتنسي.. هي كمان بتحقق الغرض المباشر والرئيسي من الإعلانات كفكرة؛ التعريف بالمُؤسسة المُعلنة والخدمات اللي بتقدمها.

وبعضها بيعمل ارتباط شرطي بين تفصيلة حياتية مُعاشة وبين المُعلن عنه، زي مثلا صفة خلق العلاقات الخرافية بين الأشخاص أو الحاجات، مجرد ما هنشوف حد بيخترع علاقة بين طول الزرافة وسرعة الحصان أو بيشرح درجة قرابة معقدة بينه وبين حد من المشهير أكيد هنفتكر إعلان قروض المشاريع الصغيرة من البنك الزراعي.

إقرأ أيضا
محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي
YouTube player

وبعد إعلان السنادي ماظنش إن أي حد هيشوفوا إلا وهيضحك وينبسط بالدراما البسيطة بتاعته وبأداء كم الكركترات الكتير الموجودة فيه، كركترات بيأديها ناس كل واحد فيهم بيعتبر جملته فرصة ممكن تعلم مع الناس وتبقى فرصته لعالم التمثيل والشهرة زي “دحلاب كده دحلاب“، عكس النجوم الكبار اللي بيعتبروا مجرد ظهورهم هو قمة ما يمكن تقديمه لعملية صناعة الإعلان.

كمان أي حد هيسمع اسم “أبو هليلة” أو هيدور بنفسه أو يشوف غيره بيدور على صاحب العربية اللي قافلة عليه.. أكيد هيفتكر إعلان البنك الزراعي ورحلة البحث عن “محمد أبو هليلة”.

YouTube player

وكل سنة وأنتم طيبين

الكاتب

  • الإعلانات رامي يحيى

    شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني

    كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان