الإمام الثاني عشر للأزهر.. عشرون عامًا من التحولات النفسية والصراعات العسكرية
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تمتع الإمام الثاني عشر للأزهر الشريف الشيخ عبد الله الشرقاوي بمكانة علمية عظيمة وزعامة كبيرة وصلت إلى مرتبة الزعماء الشعبين، بالإضافة إلى كونه صوفي خلوتي من طراز فريد، عاش حياته بين الصراعات السياسية وزهد العابدين الوعاظ وبين العلم الأزهري تلقي وتدريسًا، ووهب نفسه للدفاع عن الوطن ضد المحتل على مدار 20 عامًا.
نسبه وحياته العلمية
ولد الإمام الثاني عشر للأزهر الشريف الشيخ عبد الله الشرقاوي بقرية الطويلة التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية عام 1150 هـ، 1737 م حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ العلوم الشرعية والحساب ثم انتقل إلى القاهرة حيث الجامع الأزهر ليتلقى جُلّ العلوم وأعظمها، فتلقى العلم على يد كوكبة من العلماء الربانيين الأزاهر في عصره من أمثال الشيخ علي الصعيدي العدوي، الشيخ محمد الفاسي والشيخ الجوهري، ثم سمع الموطأ من الشيخ علي بن العربي الشهير بالسقاط .
واصل الشيخ الشرقاوي تحصيل العلوم المختلفة ليكون من أعظم علماء عصره، فجلس للتدريس بالجامع الأزهر و مدرسة السنانية بالمنابقية، وبرواق الجبرت، وبالمدرسة الليبرسية.
حياته كصوفي
اتصل الشرقاوي بالشيخ محمود الكردي الصوفي ولازمه، وكان معروف عن الشيخ أنه كان فقير يقبل ما يهدى إليه من طعام وشراب وغيره، ثم ما لبس أن أصبح من الميسورين بفضل تلك الهدايا حتى أنه اشترى دار كبيرة يستقبل بها طلابه ومريديه لإشباع هوايتهم العلمية وموهبتهم البلاغية ولا يفصل بينه وبين واجبه كمعلم أي شيء، وبدا من قبح المظهر بسبب الفقر إلى الهيئة المرفهة بسبب تلك الهدايا .
المشيخة وصراع المذاهب
بعد وفاة الشيخ العروسي حدث صراع كما العادة حول من يتولى زمام الأمور في المشيخة فحصل خلاف بين الشرقاوي ومريديه و بين الشيخ مصطفى الصاوي الذي كان على صلة بالأمراء والمماليك، الذي أراد المشيخة لكن الإجماع جاء لصالح الشيخ عبد الله الشرقاوي.
لم تمض على تولي الشيخ الشرقاوي خمس سنوات منصب مشيخة الأزهر حتى احتل الفرنسين بقيادة نابليون بونابرت القاهرة، ومن ثم تحولت مشيخة الأزهر إلى الديوان الوطني الذي ينادي باسم الشعب وأصبح الشيخ الشرقاوي بصفته شيخ الأزهر من زعماء المقاومة الشعبية ضد الفرنسين وحتى ضد الإنجليز الذين احتلوا مصر بعدها .
مكث الشيخ عبد الله الشرقاوي 20 سنة في منصب شيخ الأزهر لاقى خلالها معانة شديدة نظرًا لظروف البلاد السياسية والعسكرية الغير مستقرة، عانى قسوة الاحتلال والمحن التي مرت على الوطن وهب نفسه ووقته وماله لرعاية طلاب الأزهر من مشارق الأرض ومغاربها، كما وهب حياته دفاعاً عن بلده مصر من الاعتداء والغزو والظلم .
وفاة الإمام الثاني عشر للأزهر
مرض الشيخ الشرقاوي، ولزم بيته، ولم يمكث في مرضه طويلًا ففاضت روحه إلى ربها يوم الخميس الثاني من شوال عام ١٣٢٧ هـ = ۱۸۱۲ م ، وصلى عليه بالجامع الأزهر في مشهد مهيب من طلابه ومريديه.
الكاتب
-
مي محمد المرسي
مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال