الإنشاد الديني المنسوج بالعشق المُحمدي
إذا ترجلت في شوارع المحروسة بعد انقضاء يوم المولد النبوي الذي اعتاد المسلمون الاحتفال به في 12 ربيع الأول، سترى المصريين لا زالوا مستمرون في إقامة الاحتفالات، فمن شدة حب المصريين للنبي المختار فإنهم يعتادون على استمرارية مظاهر البهجة والسرور بمناسبة شريفة كهذه طوال شهر ربيع الأول، وذلك بإقامة الموائد وتوزيع الحلوى والاحتفالات الدينية بالكثير من المساجد أو بالمناطق الشعبية التي يتخللها فن الإنشاد الديني، وكأن المصريين يتمنون بقاء هذه الذكرى الروحانية.
وسترى شوادر بيع الحلوى لا زالت قائمة، وإذا قابلت أحد الأقرباء أو الأصدقاء فإنه سيقول لك مهنئًا “كل سنة وأنت طيب”، كما سيتردد على مسامعك أثناء سيرك في الشوارع المصرية آنذاك الأغاني والأناشيد الدينية التي كتبت في حب الرسول وأخلاقه وصفاته، كلمات تأسر القلوب تفيض بمعاني العشق المحمدي.
هناك الكثير والكثير من قصائد المدح التي سطرت بأقلام المحبين للرسول -صلى الله عليه وسلم- والسائرين على نهجه، كما كتب في عصرنا الحالي العديد من الأغاني والأناشيد التي ستظل عالقة في أذهاننا فلطالما سمعناها ورددناها منذ صغرنا، حتى أثرت في وجداننا وحفظناها عن ظهر قلب، من بين هذه الأغاني:
– محمد نبينا: التي غنها ولحنها “حمادة هلال” وكانت من كلمات “أيمن بهجت قمر”، وكانت كلمات الكوبليه الرئيسي: “محمد نبينا.. بنوره هادينا.. من مكة حبيبي نوره.. سطع على المدينة.. من صلى صلاته واتحلى بصفاته.. يا بخت اللي في ضله ماشي.. يشفعله في مماته“.
– أبدع المنشد “ماهر زين” السويدي الجنسية في أناشيد مدح النبي والصلاة عليه، حتى لا زالت إيقاعها يتردد في آذاننا ولذلك فإنه بالرغم من مرور السنين على هذه الأناشيد فإنها لا زالت حية ويتم تكرارها من الكبير والصغير، كنشيد “يا نبي السلام عليك“، والذي أُطلق عام 2011 بالعديد من اللغات منها العربية والإنجليزية والتركية، كما أطلق في عام 2013 نشيد “واحشنا يا رسول الله.. يا سيدنا شوقنا زاد والله“، باللغتين العربية والتركية، وكانت من أشهر أناشيد “زين” أيضًا “مولاي صلي وسلم دائمًا أبدًا.. على حبيبك خير الخلق كلهم“.
– ولقد أتصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالرحمة لذا قام “وائل جسار” بغناء “قلبك حنين يا نبي“، ذاكرًا إحدى المواقف التي تجلت فيها رحمة النبي وعطفه، وقد أصدرت الأغنية عام 2010، وكانت من كلمات “نبيل خلف” وألحان “وليد سعد”.
– أما في عام 2016 فقد غنى “حسين الجسمي” في حب النبي مصليًا عليه قائلًا: ” صلوا صلوا صلوا على رسول الله.. على النبي صلوا.. صلاتنا توصل له.. ونترفع درجات.. نمشي بها في ضله.. صلوا صلوا صلوا على رسول الله“.
– وعلى التراث الصوفي قام المنشد “مصطفى عاطف” بإنشاد “قمرٌ” معددًا مدائح النبي، فاستُهل النشيد بهذه الكلمات “وأجمل منك لم تر قط عينٍ.. وأطيب منك لم تلد النساءُ.. خلقت مبرءً من كل عيبٍ.. كأنك قد خلقت كما تشاء ُ“، فكانت من بين أكثر الأغاني المنسوجة في حب النبي شهرةً في الوطن العربي، التي أصدرت عام 2013.
– أما نشيد “المسك فاح..المسك فاح .. لما ذكرنا رسول الله” فقد أبدع فيه الكثير من المنشدين وفرق الإنشاد الديني، لذا تعلق المصريين بكلماتها وحققت نجاحًا باهرًا على الساحة الإنشادية.
الإنشاد الديني هو وسيلة من أهم الوسائل التي تستخدم للتعبير عن العشق المحمدي والتغني بعظم أخلاق النبي وجمال أوصافه وصفاته، إلى جانب العديد من الأعمال الفنية على الساحة من ابتهالات وقصائد وحلقات تاريخية، وبات جمهورها واسعًا باختلاف الأجيال والثقافات والمرجعيات.