الاستاذ الغيطي .. ليه بروح أمنا يا أستاذ؟ ليه؟
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
في لقاء تليفزيوني سابق مع الإعلامية راغدة شلهوب استضافت الكاتب الصحفي محمد الغيطي وكان فيها يهاجم القبح ويهاجم الألفاظ القبيحة والفن المتردي، وكان يهاجم من يقدمون الفن المتردي، ويهاجم الألفاظ القبيحة ويستشهد بأشرار السينما الأبيض والأسود مثل وكي رستم ومحمود المليجي وكيف أن أداءهم يدعو إلى التطهير والابتعاد عن الشر على عكس فنانين هذا الزمن والأداء المتردي الذي تسبب في انحدار الذوق وانحدار المجتمع، ثم عقد مقارنة بين الفن الجيد والفن السيء.
ثم خرج علينا الأستاذ الصحفي محمد الغيطي في برنامج القاهرة اليوم ليدافع عن مسلسله “الضاحك الباكي” الذي يحكي قصة حياة الفنان نجيب الريحاني رائد الكوميديا في الفن المصري.
وبسبب تعرضه للهجوم بسبب تردي وسوء مستوى المسلسل، وبسبب كم الأخطاء الفنية والتاريخية في المسلسل التي يكتشفها المتفرج العادي ولا يتطلب الأمر متخصص لكشف تلك الخطاء والعيوب، وبدلًا من ان يخرج الكاتب الصحفي ليعتذر عن هذه الكارثة فإذا به يخرج علينا ليسبنا نحن الجمهور ويأمرنا أن ” نتفرج واحنا حاطين لسانا جوه بوقنا”، ونفهم إننا “نحن الجمهور” بروح أمنا مش هانفهم أده وهو مراجع المسلسل والتواريخ والأحداث جيدًا، وإنه دارس برة وجوة.
ونسى الكاتب الكبير أن هناك أناس مهمتها النقد والمراجعة التاريخية للأحداث، ونسي الأهم أن هناك جمهور مصري تربى على فن له تاريخ راسخ، وتربى على يد كُتاب وأساتذة إخراج وتمثيل وفنانيين كبار، فأصبح ذلك الجمهور هو نفسه ناقد ولا ينتظر أحد يوضح له الصح من الخطأ، وأصبحت لديه ذائقة وهو جالس مفخد على الكنبة ويقشر صباع الموز فجاة ينتبه ويصيح “إيه اللي بيعملوه ده” أو “إيه القرف ده”، وإذا اعجبه ما يشاهد نجده يصيح “الله، إيه الجمال ده.
وحضرتك استشهدت بأسماء كبيرة في عالم الدراما والسيناريو في مصر والعالم العربي، ذكرت اسم وحيد حامد وأسامة أنور عكاشة وأنهم إذا ما وجدوا في هذا الزمن لما استمروا في الكتابة، سؤالي من أين أتيت حضرتك بهذا اليقين وهذا الجزم؟ أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد أحترمونا نحن الجمهور فاحترمناهم ووضعناهم على رؤوسنا، لم يخرج وحيد حامد يوما ليسبنا ولا احتاج أسامة أنور عكاشة يومًا ان يلعنا، اتعلم لماذا لأنهم كانوا يقدمون اعمالًا كانت الشوارع تخلو وتتوقف الحياة وقت إذاعتها، وولم يتوقفوا عن البحث والتنقيب للخروج بمعلومة صحيحة، أو حدث مضبوط، أوسياق درامي سليم، ورغم ذلك لم يكونوا فوق النقض، ولم يتملكهم جنون العظمة، ولم يتعالوا على المشاهد، وكانوا يعلمون قيمته، وانه هو السيد الذي يقدم له العمل.
يبدو أنك لا تعلم طبيعة عمل الكاتب والجمهور، فنحن نكتب مقالات أو نقدم فن من أجل القارئ والمشاهد، وبعد التعب والجهد فإنه هو من يقول يصلح او لا يصلح، فذائقة المشاهد لا يمكن تزييفها، وفي العمل الذي تقدمه حضرتك الخطء فادح ورائحة الفساد تزكم الأنوف لدرجة لا يمكن التستر عليه أو نتركه يمر في صمت وسكون، أولًا لأنه يتعلق بفنان كبير لازال موجود بفنه والكوميديا التي أرسى قواعدها فنجيب الريحاني اسم كبير من يرغب أن يتصدى له ويقدمه لابد وأن يكون على قدره، ولا يستسهل الأمر لأن الجمهور والنقاد لن يرحموه، وبكل أسف العمل حتى لم يستطع أن يجعل أحد يتركه يمر حتى من باب أنه عمل فني عادي، صدقني الأخطاء فادحة.
اتمنى بدلا من الصلف والغرور والكبر، استمع إلى النصيحة، وتدارك الخطء وابدأ في عمل جديد تصالح به الجمهور، وبلاش شتيمة الله يباركلك.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال