156 مشاهدة
الانتخابات التركية ساحة جديدة لصراع القوى العظمى.. روسيا والغرب
أصبحت الانتخابات التركية ساحة جديدة لصراع القوى العظمى، بين الغرب والولايات المتحدة في الخلفية من ناحية، وروسيا التي يبدو أنها لن تفرط بسهولة في حليفها من ناحية أخرى. أيام على بدء الحدث السياسي الأهم في المنطقة، والمناوشات بين مرشح المعارضة وأردوغان تحتد حول نوع جديد من التدخلات الخارجية.
الانتخابات العامة شأن داخلي بحت، لا يحق لأي كيان خارجي التدخل فيه؛ لكن أسفل الطاولة يختلف الحال؛ منذ اليوم الأول لبداية الحملات الانتخابية بدا واضحًا أن التحالفات الخارجية هي كلمة السر في المعركة القادمة. كانت زيارة السفير الأمريكي لقائد تحالف المعارضة ما أشعل فتيل التراشقات المتبادلة بين طرفي المعادلة الانتخابية، والتي انتهت باتهامات صريحة لدول بعينها بالتدخل.
اقرأ أيضًا
انتخابات القرن.. كيف استغل أردوغان مؤسسات الدولة لصالح حملته؟
اتهامات مباشرة لروسيا بالتدخل في الانتخابات وأردوغان يدافع
بعد انسحاب محرم إنجه رئيس حزب البلد من السباق الرئاسي، على أثر تسريب جنسي ظهر قبل أيام من بداية الانتخابات؛ خرج متهمًا أطراف خارجية وتحديدًا جماعة فتح الله جولن بالتدخل لإزاحته من الطريق. بينما نشرت وسائل إعلام موالية لأردوغان أن الوقعة بتدبير من جماعة جولن الإرهابية؛ لتمهيد الطريق أمام مرشح المعارضة والتخلص من أحد منافسيه.
في تلميح إلى خلاف قديم بين إنجه، القيادي السابق في حزب الشعب الديمقراطي، ورئيسه الحالي قيليتشدار أوغلو، انفصل عقبه ليؤسس حزب البلد. فيما خرج الأخير عبر حسابه على تويتر متهمًا روسيا بالوقوف خلف ما اعتبره تزييفًا عميقًا، مطالبًا بتوقف تلك التدخلات إذا أرادوا استمرار الصداقة بين البلدين بعد الانتخابات.
الأمر الذي رد عليه أردوغان خلال مؤتمر جماهيري، مشيرًا إلى عمق علاقاته مع الروس لدرجة تمكنه من قراءة أرواحهم على حد قوله. حيث هاجم تصريحات قيليتشدار أوغلو التي تتهم روسيا بإدارة الانتخابات التركية، ملمحًا إلى تدخل دولًا مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا لدعمه.
فيما علق الجانب الروسي على الزج بموسكو في الانتخابات التركية، حيث أوضح المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بوسكوف، أنها اتهامات كاذبة وملفقة، مؤكدًا حرص روسيا على علاقتها مع الجانب التركي.
اقرأ أيضًا
الفصل الأخير من الانتخابات التركية.. معركة أردوغان والمعارضة غير المحسومة
وزير الداخلية التركي “أمريكا تتدخل في الانتخابات، وتمهد الطريق أمام قيليتشدار أوغلو”
تقارب روسي ملحوظ يؤكد أن أردوغان، الساعي لفترة رئاسية ثالثة، مستمر في اللعب على كل الحبال. استمالة الاتحاد الأوروبي بتصريحات حول ملايين اللاجئين الذين لا يفصلهم عن الشنجن سوى حدود بلاده، ووساطة يلعبها ببراعة في الحرب الروسية الأوكرانية، تجعله قادرًا على موازنة المعادلة على خط النار.
إلا أن الرجل الذي استطاع توحيد المعارضة ضد الإسلام السياسي في تركيا، قائد تحالف الأمة كمال قيليتشدار أوغلو، يسير بسياسة أخرى نحو الغرب. حيث وعد خلال برنامجه الانتخابي بتطبيع علاقات تركيا مع حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، إضافةً إلى إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة. حتى أنه تعهد بتمكين الأتراك من السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي بدون تأشيرة، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حكمه.
جدير بالذكر أن أردوغان حاول أكثر من مرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن المفاوضات دائمًا ما كانت تنتهي بالفشل؛ بسبب ما اعتبرته بروكسل “تعارض مصالح”. والآن تأخذ وسائل إعلام غربية- أبرزها الإيكونومست- موقفًا واضحًا ضد زعيم الإسلام السياسي المتهم بالديكتاتورية وتكميم الأفواه.
أما الجانب الأمريكي فلا يخفى تطلعه لإنهاء حكم أردوغان، الذي أعلن وزير داخليته، سليمان صويلو، أن الولايات المتحدة تتدخل منذ بداية المعركة الانتخابية، مذكرًا بمحاولة الانقلاب عام 2016 التي دبرتها جماعة جولن. كما نبه إلى وجود عملية توجيه للأصوات لصالح قيليتشدار أوغلو بدعم أمريكي، آخرها إزاحة إنجه حتى لا يشتت كتلته الانتخابية.
الكاتب
ما هو انطباعك؟
