رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
990   مشاهدة  

البابا شنودة وموسى صبري “قصة الكراهية وموقف البطريرك من جُنَّاز الصحفي”

البابا شنودة وموسى صبري
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



مد البابا شنودة الثالث جسورًا مع الصحافة من قبل توليه البطريركية، لكن علاقة البابا شنودة وموسى صبري رئيس تحرير جريدة الأخبار بها أمور ابتلعتها دوامات العنعنة التاريخية وألقت بها في شاطئ معلومة تقول «البابا شنودة رفض الصلاة على موسى صبري لموقف الأخير من قرارات سبتمبر 1981م وعزل البابا شنودة».

اقرأ أيضًا
تاريخ أول قداس للبابا شنودة بعد عودته من التحفظ “كيف كان رد الفعل في الإعلام عام 1985م”

مراجع معلومة رفض البابا شنودة الصلاة على موسى صبري

البابا شنودة - موسى صبري
البابا شنودة – موسى صبري

تقصينا وراء تلك المعلومة فوجدنا لها مرجعين، أحدهما مقال كتبه عزت أندراوس في سنة 2009م على موقع موسوعة تاريخ أقباط مصر بعنوان «موسى صبرى كصحفى، وعلاقته بالكنيسة» وذكر المعلومة دون أن يذكر لها مرجعًا.

اقرأ أيضًا 
“من هم وأين ذهبوا” عن ال1536 في قائمة معتقلين قرارات سبتمبر 1981م

وثانيهما مقال كتبه الصحفي خيري حسن عبر صفحته الشخصية فيس بوك في 19 يناير 2019م وأعيد نشره بعدها بيومين على موقع صوت الوطن بعنوان «صبري موسى وموسى صبرى  من “فساد الأمكنة” إلى “فساد الموهبة” تمر الحياة ويبقي الوجع»؛ وذكر نفس المعلومة لكنه جعل مصدرها بائع صحف وكتب قديم ومثقف.

جناز موسى صبري ومسألة رفض البابا الصلاة عليه

خبر جنازة موسى صبري
خبر جنازة موسى صبري

بالفعل لم يصلي البابا شنودة الجناز على الصحفي موسى صبرى الذي مات في 8 يناير 1992م، وشيعت جنازته من كنيسة العذراء مريم في الزمالك، وحينها كان البابا في البطريركية يواصل استقبال المهنئين بمناسبة عيد الميلاد؛ ويمكن أن نعتبر العيد وانشغال البابا سببًا، لكن هذا غير صحيح.

غلاف كتاب البابا شنودة وأقباط المهجر
غلاف كتاب البابا شنودة وأقباط المهجر

بعد سنة من وفاة موسى صبري قام الصحفي محمود فوزي بتوجيه سؤال صريح للبابا شنودة حول رفضه صلاة الجناز فقال «مَن مِن الناس حضرت جنازته لكي أحضر جنازة موسى صبري بالذات ؟»[1]؛ وإجابة البابا الموجودة في كتاب البابا شنودة وأقباط المهجر تبدو منطقية فمثلاً عندما مات القس تادرس روفائيل كاهن الكنيسة المرقسية في الأزبكية صباح الجمعية 27 ديسمبر 1991م، لم يحضر البابا الجناز عليه وأناب اثنين عنه هما الأنبا إبراهام والأنبا بسنتي.[2]

البابا شنودة يستقبل المهنئين بعيد الميلاد
البابا شنودة يستقبل المهنئين بعيد الميلاد

بالتالي مسألة تعمد البابا عدم الصلاة عليه غير واردة، لكن لو عُرِض على البابا الصلاة على موسى صبري فسيرفض يقينًا، وهذا ما يقودنا لسؤال حول العلاقة بين البابا والصحفي؛ فموقف موسى صبري المتحامل على البابا شنودة كان يمكن أن يمر مثلما مر مع فكري مكرم عبيد فهو كمسيحي اتخذ موقف الحياد من قرارات سبتمبر وازمة الكنيسة حينها بل ولم يعتذر عن تأييده، ومع ذلك فإنه لما مات في 16 فبراير 2006م وشيعت جنازته بعد يومين وكان البابا غائبًا عن مصر أناب عنه الأنبا إرميا وتم الجناز في الكاتدرائية بالعباسية.[3]

البابا شنودة وموسى صبري وقصة الخلاف بين الموقف السياسي والبُعْد العقدي

موسى صبري والبابا شنودة
موسى صبري والبابا شنودة

الخلاف بين البابا شنودة وموسى صبري أخذ منحيين؛ أحدهما سياسي والآخر ديني وبسببهما لم يحب البابا شخصية الصحفي والعكس كذلك، وتراثهما شاهد على الكراهية.

السادات وموسى صبري
السادات وموسى صبري

من ناحية موسى صبرى فإنه كان مؤيدًا وبضراوة عن قرارات سبتمبر 1981م التي أصدرها السادات واتخذ موقفًا من البابا شنودة لم يغيره سواءًا في حياة السادات أو بعد اغتياله، بل وحتى عندما مات.

غلاف كتاب السادات الحقيقة والأسطورة
غلاف كتاب السادات الحقيقة والأسطورة

أصدر موسى صبرى كتابه السادات الحقيقة والأسطورة في أكتوبر عام 1985م، أي بعد 10 أشهر من عودة البابا شنودة إلى مهامه البابوية في يناير 1985م، وخصص فصلاً كاملاً عن البابا شنودة وعلاقته مع السادات سماه في قلب الفتنة [4]؛ ولم يمضي كتاب السادات الحقيقة والأسطورة دون رد من البابا شنودة، فخلال حواره مع محمود فوزي قال «موسى صبري لم يكن أمينًا في النقل فقد اجتمعنا مع السادات في سبتمبر 1977م ومعي 50 أسقفًا بصحبة ممدوح سالم رئيس الوزراء وكان موسى صبرى معنا واستمر اللقاء 4 ساعات اختصره موسى صبري في سطرين ولم يُظْهِر ما قاله السادات عن حال الأقباط وسوءه».

البابا شنودة والسادات
البابا شنودة والسادات

كانت أزمة موسى صبرى من البابا شنودة أعمق من كونه تأييدًا لقرارات سبتمبر، فموسى صبرى اعترف صراحةً بأنه كتب خطابًا عنيف اللهجة كان مقررًا أن يلقيه السادات تعليقًا على سور دير الراهبات، ورغم أن السادات رفض نص الخطاب لكنه ألقاه وبشكل أعنف في الهجوم على البابا[5]؛ يضاف إلى ذلك أن موسى صبرى اعترف صراحةً في كتاب السادات الحقيقة والأسطورة أن أيد قرارات سبتمبر والشيء الوحيد الذي انتقده فيها هو وجود أسماء لم يكن ينبغي اعتقالها وقصد بذلك صحفيين غير مؤثرين (على حد وصفه).

إقرأ أيضا
القطة
مذكرات موسى صبري
مذكرات موسى صبري

لموسى صبري إصرار على موقفه بعدها فهو لم يغسل يديه من تأييده بعد مرور سنوات كثيرة على قرارات سبتمبر، ففي خلال مذكراته 50 عامًا في قطار الصحافة، خصص الفصل السابع والأربعين الذي سماه «وبعد .. حساب الأخطاء والخطايا» لكشف عيوبه وعيوب مواقفه ولم يتطرق لا من بعيد ولا قريب إلى البابا شنودة.[6]

إلى جانب الخلاف السياسي فإن العقيدة كانت جزءًا من موقف البابا شنودة تجاه موسى صبرى، فالبابا شنودة قال «أنا لم أكن أنظر إلى موسى صبرى كقبطي إطلاقًا، لم يكن في نظري قبطيًا ولم يكن متدينًا ولا فيه علاقة من علاقات الأقباط ولم أجد صفة معينة أدعوه بها، لأنه إنسان لم يكن له هوية دينية محددة فهو يقول أنا أقرأ الإنجيل والقرآن».


[1] محرر، ملخص كتاب البابا شنودة وأقباط المهجر، جريدة السياسي المصري، عدد:25 إبريل 1993م
[2] محرر، مجلة الكرازة، السنة ال20، عدد:1و2، 10 يناير 1992م، ص3.
[3] نبيل شرف الدين، مبارك يشهد جنازة فكري مكرم عبيد، موقع إيلاف، 18 فبراير 2006م.
[4] موسى صبرى، السادات الحقيقة والأسطورة، ط/1، المكتب المصري الحديث، 1985م، ص ص102–132.
[5] المرجع السابق، ص121.
[6] موسى صبرى، 50 عامًا في قطار الصحافة، ط/1، دار الشروق، 1412هـ/ 1992م، ص ص1001–1018.

الكاتب

  • البابا شنودة وموسى صبري وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان