البطاطس والجينز والتاتو .. أشياء كانت مكروهة قديمًا ولكنها تحتل القلوب حاليًا
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
عالمنا يتغير في كل ثانية، وعلى مر العصور هناك آلاف الأشياء التي تغيرت نظرتنا لها، والتغيير أمر ضروري لا مفر منه، قد يكون صحيًا في بعض الأحيان، وقد يكون ضارًا في البعض الآخر، ونحن نتحدث هنا عن كل أنواع التغيير، حتى في الذوق الخاص في الملابس مثلًا، أو نوع الطعام المفضل، وغيرها العديد من الأمثلة، وهناك الكثير من الأشياء التي كانت غريبة ومكروهة في القديم، ولكن مع الوقت اصبحت ذات مكانة هامة في القلوب، وهذه بعض الأمثلة:
- الوشم ورسومات الجسد
كان الناس قديمًا يحتقرون الرسومات الجسدية بشدة، فكانت تستخدم لإذلال السجناء خاصة ذوي الجرائم الكبرى، ويوسمون الأسرى والأعداء بالرسومات، ومع مرور الوقت، بدء الناس يتقبلون الأمر شيئًا فشيئًا، حيث انتقلت الرسومات والوشم من كونها عقوبة وإهانة، لفكرة أنها زينة للجسد، وبدأت في الانتشار وسط العامة، في بداية الستينيات تقريبًا، خاصة في مجتمع الهيبي، حيث اصبحت الوشوم والتاتو، رمزًا لثقافتهم وتمردهم على كل ما هو محظور، والآن اصبح الوشم واحد من أهم علامات الزينة والجمال، وانتشر وسط الأجيال بكثافة شديدة، ويتهافت عليه الكثيرون لتزيين أجسادهم، وانتهت فكرة أنه رمز للعبودية والإذلال للأبد.
- الجينز
في خمسينيات القرن التاسع عشر، كان “ليفي شتراوس” يعمل كبائع متجول، وقرر الهجرة من بافاريا لأمريكا الشمالية، وأحضر معه عدة أشياء لبيعها، وكان من ضمنها بعض الأقمشة المختلفة، وعندما وصل لأمريكا الشمالية واحتك بالمجتمع هناك، رأي أن عمال المناجم والطبقة الكادحة، يعانون بشدة من عدم توافر ملابس مناسبة مع مشاق أعمالهم، ويبحثون عن سراويل قوية ومتينة تتحمل الحركة الكثيفة، واستطاع شتراوس أن يصنع سراويل من القماش الذي أحضره، وكان متين وقوي للغاية وصعب التمزق، وتهافت على شراءه عمال المناجم والمصانع، وطبقة الكادحين ذوي الأعمال الشاقة، وبعد عدة سنوات قام بصبغ القماش باللون الأزرق، وعُرف منذ ذلك الحين باسم “الجينز الأزرق”، وفي أوائل الستينات من القرن الماضي، بدء بعض الشباب المتمردين في ارتداء الجينز، ومن هنا كانت بداية دخول الجينز لعالم الملابس اليومية، وبحلول الثمانينات أصبح الجينز موضة أساسية مناسبة لجميع الأعمار والمناسبات والمهن، واستمر الجينز في الصعود لعالم الموضة منذ ذلك الحين، ولم يرجع للخلف أبدًا حتى وقتنا هذا.
- البطاطس
قديمًا لم تكن البطاطس تحظى بنفس الشعبية التي تتمتع بها حاليًا، بل على العكس تمامًا كان الناس يكرهونها ويخشون تناولها، وكانت تعتبر صالحة للاستهلاك الحيواني فقط.
اقرأ أيضًا
حليب البطاطس..أخر ابتكرات بدائل الألبان النباتية
كانت البطاطس طعام شهي ومعروف للغاية في إمبراطورية الإنكا، وعندما تم غزوها من قبل الأسبان في القرن السادس عشر، خرجت من موطنها وبدأت في الانتشار بإسبانيا وإيطاليا والعديد من الدول الأوروبية، ولكن الناس لم يتقبلوها أبدًا، والأسبان الذين أحضروها لم يتناولوا منها أبدًا، بل كانوا يزرعونها لإطعام المواشي والحيوانات، وفي الدول الأخرى كان الناس يخافون من البطاطس، وأدعى البعض أنها سامة وتسبب أمراض خطيرة، حتى الفقراء والجياع لم يتناولوا منها أبدًا رغم وجودها بوفرة أمامهم، وفي فرنسا تم منع زراعة البطاطس واستهلاكها، واعتبارها مخالفة للقانون، وذلك لأنها تهدد الصحة العامة، ولكن في عام 1772م، كتب الطبيب “أنطوان أوغست بارمنتييه”، مقالة طبية تعدد فوائد البطاطس، وعلى إثرها تم إلغاء القانون الذي يجرم زراعتها، وبدأت شعبيتها في الازدهار منذ ذلك الحين، وانتقلت محبتها للدول الأخرى، حتى أنها اصبحت من أهم عناصر الغذاء في إنجلترا، بعد عواقب الحروب الثورية، واعتبرها الكثيرون لحم للفقراء في العديد من الدول، والآن اصبحت البطاطس طبقًا رئيسيًا في المنازل والمطاعم، وهناك البعض الذي أدمن تناولها بمختلف أشكالها، واصبحت شائعات أنها ضارة وسامة في طي النسيان.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال