البعثة المصرية في أولمبياد باريس 2024 “يا رايح كتر من الفضايح.. هل لـ ياسر إدريس لجان إلكترونية؟
قبل انطلاق أولمبياد باريس 2024 كانت التوقعات الرسمية تشير إلى قدرة البعثة المصرية على تحقيق من سبعة إلى أحد عشر ميدالية في تعهد واضح أن يحقق رياضيو مصر إنجازًا يفوق ما حققوه في دورة طوكيو على الأقل، نقول إن التوقعات “رسمية” لأنها صدرت تلفزيونيًا وإذاعيًا على لسان رئيس اللجنة الأولمبية ياسر إدريس بذات نفسه.
- ياسر إدريس
الآن وقبل يوم واحد من انتهاء المنافسات لم تحصل سوى على برونزية وحيدة، مع توقع أن يحصد لاعب الخماسي الحديث أحمد الجندي ميدالية أخرى – نسأل الله التساهيل.
لم تكتف البعثة المصرية بالفشل الرياضي في المنافسات، لكن بدى هناك إصرارًا على تزيين هذا الفشل بلآلئ الفساد الإداري والأخلاقي، إمعانا في التجويد.
عذر شرعي!
لاعبة الملاكمة يمنى عياد فشلت أصلا في اختبار الوزن قبل بدأ المنافسات، 700 جرام زيادة في الوزن بسبب التغيرات الهرمونية الشهرية التي تتعرض لها النساء، هل يجهل الأطباء ما تتعرض له النساء؟ هل تجهل اللاعبة ما يحدث من تغير هرموني لها شهريا؟.. هل كان من الصعب أن تستعد اللاعبة بمساعدة مدربيها والجهاز الطبي للمنافسات بوزن يضمن لها المشاركة حتى مع ما يصيب جسد النساء من زيادة في الوزن بسبب التغيرات الفسيولوجية؟.
- يمنى عياد
فارس بلا جواد
لاعب الفروسية المصري نائل نصار، الذي سافر كممثل وحيد لمصر في مسابقات الفروسية ضمن بعثة تضم 10 أفراد آخرين، انسحب قبل بدء المنافسات بسبب إصابة جواده.
صحف مصرية كشفت أن 19.75 مليون جنيه صرفتها الدولة لاتحاد الفروسية للإعداد للمشاركة في أولمبياد باريس، ذهبت أدراج الرياح بسبب إصابة الجواد.
- نائل نصار
هل تملك مصر التي تعاني اقتصاديًا رفاهية إهدار الملايين على لعبة لن تحقق منها شيئا حتى لو لم يصب الحصان واشترك صهر بيل جيتس في المنافسات؟.
اتحاد الفروسية في محاولة لحفظ ماء وجهه أعلن أن نصار شارك في الأولمبياد على نفقته الخاصة وأن الاتحاد لم يتحمل تكاليف المشاركة، لكنهم نسوا أن يخبرونا أين ذهبت ملايين الدعم؟!.
إصابات إصابات!
إيهاب عبد الرحمن لاعب الرمح أصيب في محاولته الأولى ولم يستكمل المنافسات، وفي المحاولة الثالثة للخطف أصيب الرباع كريم كحلة وانسحب من المنافسة،وقبل بدء منافسات السباحة 1500 متر حرة انسحب مروان القماش بداعي إصابة في الكتف، أصلا القماش كان انسحب قبل بدء منافسات السباحة في أولمبياد طوكيو بسبب إصابة في الركبة.
لن أثقل عليكم بتذكر شهد دراجات التي تعمدت إصابة زميلتها جنة قبل البطولة واستبعدت قبل البطولة بسبب ضغط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، ولن أذكركم بنتائجنا المغرقة في الفشل في كل الألعاب، ولن نتحدث عن منتخب “شوق ولا تدوق” المعروف إعلاميا بمنتخب كرة اليد – عشان زهقت من العشم – ولا عن منتخب كرة القدم الذي حقق إنجازا لم يتوقعه أحد بالوصول إلى قبل نهائي المسابقة، قبل أن ينهي مشاركته بنتيجة كارثية تليق باتحاد جمال علام.
لكننا لن يمكننا تجاهل “الجديد منه” وهو اعتقال لاعب المصارعة محمد كيشو بسبب تحرشه بسيدة وهو في حالة سكر.
كيشو الذي حقق برونزية طوكيو ذهب إلى باريس مع توقعات بتحقيق ميدالية، لكن اللاعب الذي فاز ببطولة العالم مرتين ولقب بكيشو بسبب قدرته الفائقة على تحقيق الفوز على منافسيه لعدم التكافؤ، خرج من منافسات باريس لعدم التكافؤ!.. وكأي بطل لفيلم عربي خرج كيشو من المعسكر إلى الحانة عشان يسكر وينسى، قبل أن يعلو “الساسبنس” ويحدث “خلاف بارات” معتاد في الأفلام العربية بين “شلة” تسهر بالبار من ناحية وكيشو وأصدقائه من ناحية أخرى، ويطردهم الأمن جميعا من البار.. ثم تستمر الإثارة وتتهم فتاة “الشلة الأولى” كيشو بالتحرش بها – بحسب ما أدلت به في محضر شرطة!.
الأمر كان ليستحق التحقيق والشطب والبلابلابلا إن ثبت، لكن كاميرات المراقبة لم تظهر ارتكاب اللاعب أي سلوك يمثل عنفا أو اعتداء جنسيا تجاه الفتاة، وأطلقت السلطات الفرنسية سراح اللاعب بعد يوم من الاحتجاز.. لكن تصريحات رئيس اتحاد المصارعة بشأن خروج اللاعب من المعسكر “خرج وقفل تليفونه ومانعرفش راح فين“.. وعن إمكانية خروج المصارع من الحجز: “الأمور مختلفة هنا للغاية مش زي عندنا هنا مثلا ممكن تروح بواسطة“.. تؤكد أن من يدير الاتحاد فاشل إداريًا وسياسيًا ولا يعي أثر ما يقول على سمعة الدولة التي يمثلها، وهو يستوجب بدل الحساب حسابين.
لجان إلكترونية!
لا شك أن رئيس اللجنة الأولمبية ياسر إدريس – مش ملاحق يا عيني – على فضائح البعثة المصرية – لكن هناك من يروج بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن إدريس الذي يرأس واحد من أفشل الاتحادات تحقيقا للنتائج في الأولمبياد “السباحة” ليس مسؤولا عن ما حدث وأن سلفه هشام حطب هو السبب، وكأن ياسر إدريس الذي تولى رئاسة اللجنة قبل أشهر قليلة لم يكن نائبا لحطب ويشرف مثله على خطة إعداد الأبطال الأولمبيين – وأنا آسف إني بقول خطة.. فهل يمتلك إدريس لجانا إلكترونية – حيث إن الموضوع بقى سلو في بلدنا – أم أنها محبة خالصة من جماهير الرياضة المصرية؟
لا أتوقع أن يحدث أي جديد عقب انتهاء الأولمبياد، إليك السيناريو: تصريحات بفتح التحقيق في المهازل التي حدثت، البرلمان يناقش النتائج الكارثية ويصدر توصيات، جمع “خبراء الرياضة” لوضع خارطة طريق وروشتة إصلاح – بنحب احنا موضوع الروشتة دا – وعد أولمبي ووزاري بالتصحيح وانتظرونا في 2028 وعليكم خير.
كوميديا على الواقف زمن الكوميديا التفاعلية حيث الواقع أكثر إضحاكًا