همتك نعدل الكفة
474   مشاهدة  

البغاء في “سينما السادات” .. أثر الانفتاح على الشاشة الكبيرة في السبعينات والثمانينات  

البغاء في السينما المصرية
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“الرقابة أغمضت عينيها في أعقاب النكسة وأغرقت الجمهور في الجنس ليغيب عن الوعي” .. هكذا كان أحد عناوين دراسة تحليلية عن السينما المصرية في السبعينات والثمانينات وما قدمته الصناعة المصرية للسينما على الشاشة الكبيرة والتحولات التي طرأت عليها نتيجة الحروب والخروج من الحقبة الناصرية إلى فترة الرئيس أنور السادات ..  وكانت الدراسة المعمقة في كتاب البغاء على شاشة السينما المصرية للـ د. خالد بهجت، والصادر عن أكاديمية الفنون عام 2006 .. بالإضافة لعدة أعداد من الصحف التي ناقشت تلك الظاهرة التي انتهت إليها صناعة السينما حتى عام 1985.

 

أفيش فيلم إنقاذ ما يمكن إنقاذه
أفيش فيلم إنقاذ ما يمكن إنقاذه

يقال أنها أقدم مهنة في التاريخ، وأنها مرت بتطورات وتحولات واكبت ما جرى من تغيير في المجتمعات عبر القرون وقد سعت السينما ضمن سعيها لأن تكون مرآة الواقع، أن تعبر عن “البغاء” وناسه المستفيدة بطبيعة الحال مما ينطوي عليه الموضوع من إثارة وإمكانيات درامية هائلة. ففيه محترفات في أصلهن ضحايا ظروف اجتماعية قاسية أوقعت بهن في شرك هذه المهنة الباغية، وفيه القوادون قساة القلوب غلاظ الأكباد وفيه مترفون يتجرعون آلام الناس في كؤوس من لهيب، وفيه أيضًا –وهذا أكثر ما شغل بال السينمائيين – عري وشهرة وبئاءة وانكشافات بلا حدود.

 

وإذا أردنا التحدث عن الفترة الزمنية ما بين 1975- 1985 فهو عز الانفتاح وصولجانه وهيلمانه، وما واكبه من انفلات قيمي وأخلاقي عارم وعو في الأصل، وهناك خمسة افتراضات نثبت بها صحة ما نقوله .. وهي أن السينما في تلك المرحلة لم تهتم بمشكلة البغاء بما يليق بحجن الظاهرة كما أنها لم تتعامل جديًا مع الدوافع النفسية للظاهرة ومسبباتها في الواقع الاجتماعي والاقتصادي المعبر عن تحولات من واقع ناصري واضح إلى واقع ساداتي منفلت.

 

أفيش فيلم أبي فوق الشجرة
أفيش فيلم أبي فوق الشجرة

وثانيًا هو نوعية الأفلام من الفترة مت بين 1962 – 1973 وهي مرحلة المد الثوري وقوانين يوليو الاشتراكية ومن ضمنها سنة هزيمة يونيو 1967 ثم انتصارات أكتوبر 1973 وقد لاحظنا أن الأفلام التي تعاملت مع مشكلة البغاء امتلأت بالمشاهد الجنسية والرقص والعري مثل “أبي فوق الشجرة- ثرثرة فوق النيل – العاطفة والجسد– عاشق الروح ح نساء الليل – دلال المصرية” وقد كان هذا مقصودًا لتغييب الوعي وإثارة غرائز الناس.

 

ويلاحظنا أن الأفلام التي تخللها مشاهد بيوت البغاء باستثناء “حمام الملاطيلي” أرجعت إلى حقبة ما قبل يوليو 1952 وكأن هذه البيوت تلاشت فجأة واختفت من الوجود في أعقاب الصورة وقد اختلفت صور البغي كما اختلفت من الوجود أعقاب الثورة وقد اختلفت صورة القواد فلم تعد البغية مسكينة فقيرة والقواد غليظ القلب، وإنما أًبحت البغية سيدة مجتمع تنتمي إلى الطبقة البرجوازية أو باحثة عن الثراء كما في “امرأة سيئة السمعة – دمي ودموعي وابتساماتي – الخيط الرفيع” كما اتخذ القوادون أشكالًا جديدة فكان بعضعهم من أثرياء الطبقات الصاعدة ورجال الأعمال، ويعد حسين كمال هو صاحب النصيب الأكبر بين المخرجين الذين قدموا تلك النوعية من الأفلام ويليه حسن الإمام ثم هنري بركات.

لقطة من فيلم درب الهوى
لقطة من فيلم درب الهوى

وفي عام 1974 تظهر ورقة أكتوبر بكل ما تضمنه من مبادئ وإشارات للتحولات الجديدة في هيكل الاقتصاد المصري وبدأ السينمائيون سعيهم للاستفادة من الاتجاه الجديد وقدمت السينما في هذا العام “قاع المدينة – الإخوة الأعداء” وتتوالى بعدها أفلام ما عرف بسينما الانفتاح وقد وصل عدد الأفلام التي تناولت مشكلة البغاء في هذه الفترة حوالي 29 فيلمَا من مجمل 542 فيلمًا تم تقديمه في سنوات الانفتاح العشر .. أما أكثر أفلام تلك المرحلة التي حفظها الجمهور بوصفها تتناول ظاهرة البغاء فهي “خمسة باب – درب الهوى – المذنبون – شوارع من نار – إنقاذ ما يمكن إنقاذه – ولا من شاف ولا من دري – شفيقة ومتولي “

 

إقرأ أيضا
اللحوم

وقد زادت أفلام هذه المرحلة في مشاهد العري والرقص والمضاجعات إلا أن ما يميزها عن سابقيها اللزمات اللفظية والنكات الجنسية والعبارات البذيئة من نوع “أهرشيلي ضهري، الحق على عبد الحق، يالا نلعب شلّح” وجميعها تشير إلى الانحدار الأخلاقي والمجتمعي الذي يميز حقبة الانفتاح وما تلاها من سنوات لتلك المرحلة”

 

المصادر :

  • كتاب البغاء على شاشة السينما المصري – د. خالد بهجت
  • أعداد جريدة الوفد – الأحرار

الكاتب

  • البغاء محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان