همتك نعدل الكفة
13   مشاهدة  

البكالوريا الجديدة .. هل خانك التعبير يا سيادة الوزير؟

البكالوريا


في اجتماعه مع مجلس الوزراء عرض الوزير محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مشروعه للنظام الجديد للثانوية العامة، والذي اطلق عليه اسم البكالوريا، وهو اسم نظام التعليم في تلك المرحلة قبل أن يتغير إلى الثانوية العامة، الغريب في الأمر أنه مثل كافة قرارات الوزير عبداللطيف قوبل القرار بعاصفة من الجدل والسخرية فقط لأن النظام اسمه البكالوريا.

السخرية أولًا

ليس جديدًا أن تنال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبداللطيف عواصف الجدل والسخرية خاصة عبر منصات السوشيال ميديا، حيث صاحب الوزير تلك العواصف منذ لحظة إعلان اسمه كوزير للتربية والتعليم، وصاحبت كل قرار يطلقه الوزير أو مشروع تجديد لأنظمة التعليم في مصر، قبل أن تهدأ تلك العواصف ليكتشف الجميع أن النظام الجديد ربما يكون له بعض المزايا.

الغريب أن عواصف السخرية على القرار الجديد بعودة البكالوريا، لم تلتفت في الأساس لجوهر المشروع ولا شكل النظام الجديد، ولكنها توقفت عند الاسم، وهو أمر أصبح معتاد عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت تسير بمبدأ “لنسخر أولا ثم نفهم لاحقًا” والحقيقة أنه حتى الآن لم أفهم الداعي وراء تسمية نظام يحمل معه العديد من لإصلاحات التعليمية التي طالما طالب بها الجميع بنظام البكالوريا؟

البكالوريا

النظام الجديد يشمل كل أغلب الإصلاحات التي اقترحت مرات ومرات سابقًا، منها تقليل المواد الدراسية، ووجود حرية الاختيار للطلاب لدراسة المواد التي يرغبون بدراستها، المرونة في اختيار المواد لما يتناسب مع ميول كل طالب والتخصص الذي يرغب في دراسته في المرحلة الجامعية، إغلاء نظام العلمي والأدبي، كافة هذه الإصلاحات كنت أسمعها تتردد منذ أن كنت أنا في الثانوية العامة.

التطوير النوستالجي

إذن لماذا السخرية؟ يبدو أن السبب الرئيسي وراء السخرية أمران الأول هو فكرة دفع مقابل مادي في نظير الحصول على فرص أخرى للامتحانات لتحسين المجموع، متناسين أن نظام التحسين كان معمول به بشكل سابق وكان يحقق نوعًا من العدالة لتقييم مستوى الطالب وإعطائه فرصة جديدة لتحقيق حلمه في الالتحاق بالكلية التي يريدها، ومتناسين أيضًا أنه كانت هناك مطالبات بعودته!

ولكن لأن النظام الجديد أشار صراحة للدفع مقابل إعادة الامتحان، وفي خضم الوضع الاقتصادي الحالي، قوبل الأمر بالسخرية، الأمر الثاني والأهم هو إطلاق اسم نظام البكالوريا على النظام الجديد، وهو أمر غير مفهوم لماذا اللجوء لمصطلح قديم لإطلاقه على النظام الجديد، ربما الأمر ليس إلا تعبير خائن، أو استحضار لروح النوستالجيا من وزارة التربية والتعليم.

البكالوريا

إقرأ أيضا
جولة أخيرة

خاصة وأن نظام التعليم الجديد مختلف في العديد من النواحي مع نظام البكالوريا القديم، حيث الدراسة في النظام الجديد 4 أعوام، سنتان عامتان يحصل بعدهما الطالب على شهادة الكفاءة، وستنان تخصصيتان، بينما النظام الجديد 3 سنوات، سنة تمهيدية وسنتان تخصصيتان، النظام الجديد أيضًا أكثر مرونة في اختيار الشعب والمواد بدل البكالوريا القديمة التي كانت شعبتان علمي وأدبي، والعديد من المزايا الأخرى التي تساعد في تحويل منظومة التعليم من الحفظ إلى الفهم والبحث، وإضافة مواد تتماشى مع تطور سوق العمل.

ببساطة لو أن وزيرًا غير الوزير محمد عبداللطيف هو من أطلق هذا المشروع، ولو كان اسماه اسمًا مختلفًا لمر المشروع دون سخرية بل وربما مر بالترحاب، ولهلل الكثيرون لتطويرات نظام الثانوية العامة وتغيره أخيرًا بعد سنوات من المناشدات التي ضاعت هباءً.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان