البندقية .. القصة وراء بناء المدينة على الماء

المجاري المائية في البندقية هي من أشهر المناظر في إيطاليا الحديثة حيث يوجد قوارب صغيرة تعبر شبكة الطرق الشبيهة بالقنوات. ولكن من المؤسف أن ارتفاع منسوب المياه أدى إلى إلحاق الضرر بالكثير من المدينة التاريخية والتهديد بإغراق المدينة بالكامل في المستقبل، مع وضع هذا في الاعتبار يظهر سؤال في دماغنا- لماذا تم بناء مدينة على الماء في المقام الأول؟ من المفارقات أن الجواب هو أن موقع المدينة على الماء سمح لها بالاستمرار لقرون.

كانت الحياة في أوروبا خلال وبعد انهيار الإمبراطورية الرومانية معركة مستمرة من أجل القوة والبقاء على قيد الحياة. في حين أن مدينة روما لم تعد عاصمة للإمبراطورية، فإن نهبها من قبل القوط الغربيين في عام 410 دمر الاستقلال الذاتي للمملكة الغربية. امتدت سلطة القوط الغربية من إيطاليا إلى إسبانيا واستمرت لأكثر من 300 عام بعد ذلك. ومع ذلك، في عام 421، فر المواطنون الرومان السابقون يعرفون باسم الفينيتي من البر الرئيسي إلى مستنقع في تحد لحكامهم الأجانب.

لقد قام الفينيتي بتسوية مناطق الصيد الضئيلة لسببين: الأمان من الجيوش البرية لأعدائهم وأن يكونوا أقرب ما يكون إلى الحماية البيزنطية/الرومانية الشرقية. ولجعل وطنهم الجديد حقيقة واقعة، لزم سنوات من التخطيط والبناء المكثفين لترويض الرمال والمياه. وضعت الأوتاد الخشبية الكبيرة في الأرض لتعمل كأساس له وبمجرد أن تغرق في المياه كانت قوية بما يكفي لدعم الهياكل الحجرية الضخمة.

نمت البندقية من مشروع معماري طموح للاجئين يائسين إلى واحدة من أقوى القوى البحرية في أوروبا في بضعة قرون فقط. بحلول عام 1204، كان الفينيتي أقوياء بما يكفي للانضمام إلى الولايات الصليبية الأخرى في حصار ونهب القسطنطينية – عاصمة حليفتهم السابقة الدولة البيزنطية- . حتى مع تراجع نفوذ البندقية، سمحت لهم جغرافيتهم بالبقاء مستقلين حتى عام 1797، عندما غزاهم نابليون. وفي وقت لاحق تبادلت ملكية المدينة بين الفرنسيين والنمساويين وأصبحت أخيرًا ضمن دولة إيطالية موحدة في عام 1866.

إقرأ أيضا

فيديو .. مصر في عيون سفيرة إسرائيل “هاجمت الأزهر والإعلام وتناولت المقارنة بالخليج”