البيضات الملكية.. أغلى مجوهرات دار فابريجي للإمبراطورة ماريا
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
أعياد الربيع تتميز بالألوان المبهجة والتقاليد الجميلة، وأبرزها تلوين البيض والرسم عليه، الذي يملأ الدنيا بهجة وسعادة، ويتلقى العديد هدايا عبارة عن بيضات ذهبية أو فضية كرمز لعيد الربيع، ولكن أن تكوني زوجة ملك فذلك سيمنحك مزايا عالية، منها أنكِ ستمتلكين أغلى بيضة في العالم كهدية.
أغلى بيضة في العالم
في عام 1884م، قرر القيصر الروسي “ألكسندر الثالث”، أن يحضر لزوجته الملكة” ماريا فيودوروفنا” هدية عيد فصح مميزة للغاية، ولكنه وقع في حيرة خاصة أنها تمتلك مئات القطع الثمينة، ولديها صندوق مجوهرات مليء بأغلى الألماسات، لذا قام باستدعاء أشهر صائغ آنذاك وهو “بيتر كارل فابرجيه”، وأمره بصنع بيضة عيد فصح مميزة وتكون مزينة بالمجوهرات الثمينة.
ظل العمل قائمًا على تلك القطعة النادرة لمدة عام كامل، وأهداها القيصر الروسي لزوجته في عيد الفصح عام 1885م، وتفاجأت بها الملكة كثيرًا فالبيضة كانت مصنوعة من الذهب الخالص، ومحشوة من الداخل بالمينا ناصع البياض كدلالة عن البياض، أما صفارها فهو من الذهب الخالص وبداخله يوجد طائر صغير ذهبي لديه عينان من الياقوت الأزرق، وبداخله منحوتة صغيرة من الماس عن تاج “آل رومانوف” إلى جانب بيضة أخرى أصغر حجماً مصنوعة من الياقوت، وكانت هذه أشهر وأغلى بيضة في العالم.
البيضات الملكية
قرر القيصر أن يصنع بيضة جديدة كل عام، بعدما ذُهل وانبهر بجمال البيضة الأولى، ومنذ ذلك الوقت اصبحت البيضات الملكية تقليدًا سنويًا في عيد الفصح، وانتقل الأمر لابنه ووريثه القيصر “نيكولاي الثاني”، وكانت البيضات تزداد جمالًا عامًا بعد عام، وكان يتم وضع بعض الهدايا الصغيرة بداخلها، مثل الساعات، قطارات ذهبية مصغرة، أو بورتريه للملكة، وتحول الأمر لعمل بدوام كامل في دار فابريجي، وتم تعيين أكثر من خمسمائة حرفي للعمل على تلك البيضات، وما بين عامي 1885م و 1917م، كان مجموع ما تم صنعه من البيضات الملكية هو 52 بيضة مختلفة الحجم والشكل، جميعهم مزينون بالذهب والأحجار الكريمة الغالية، ولكن توقف ذلك التقليد الملكي بعد قيام الثورة الروسية عام 1917م، حيث انتهت سلطة عائلة “رومانوف” بعد حكم دام أكثر من ثلاثمائة عام.
مصير البيضات الملكية
مع اندلاع الثورة فر فابريجي هاربًا إلى سويسرا، بعد أن تم سرقة متجره وآلاف القطع الثمينة، وتم نقل جميع البيضات الملكية الاثنان وخمسون، وإخفاؤها في زاوية مظلمة من مبنى الكرملين الروسي، وكان قدرها أن تُنسى إلى الأبد، ولكن التعثر المادي الذي وقعت في الدولة أخرج البيضات للنور مرة أخرى، ولكن كان هناك 7 بيضات مفقودة، وقام ستالين بعرض البيضات للبيع في السوق الدولية، وبالطبع بيعت البيضات في لمح البصر، تم شراؤهم من قِبل الأثرياء وشركات جمع التحف، وحتى العائلة الملكية البريطانية اشترت منها، ويمكننا رؤية مجموعة من تلك البيضات في متحف الكرملين، حيث يوجد هناك مجموعة من عشر بيضات، وكذلك يوجد بعض منها في متاحف بموسكو وكليفلاند، ويبقى مصير البيضات السبعة المختفية مجهولًا حتى وقتنا هذا، ومن يعلم قد نكون أصحاب الحظ في العثور على واحدة منهم.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال