التاريخ يعيد نفسه.. محاربة التحرش بدبوس القبعة منذ أكثر من مئة عام
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
الدبوس هو أشهر سلاح استخدمته النساء لردع المتحرش منذ ظهور جريمة التحرش نفسها، وإذا كنتم تعتقدون أنني أقصد بقدم استخدم الدبوس كسلاح عشرات السنوات فأنتم مخطئون، وعليكم أن تتعرفوا أكثر على قصة السيدة (ليوتي بليكر) والدبوس الشهير عام 1903، أي منذ أكثر من مئة عام.
في عام 1903 وبالتحديد في نيويورك، نشرت صحيفة (نيويورك وورلد) واقعة تحرش قلبت الرأي العام في ذلك الوقت، حيث تحكي الشابة (ليوتي بليكر) وهي سيدة تعيش في ولاية كانساس أنها كانت في مدينة نيويورك واستقلت عربة كان بها ركاب آخرون، وبمجرد أن انطلق الحصان الذي يجر العربة، وجدت أن الشخص الذي يجلس بجوارها ينظر لها بشكل غريب وبعد ذلك لمس فخذها، وبسبب القفزات التي يحدثها الحصان على الأرض بسبب سرعة العربة حاولت أن تقنع نفسها أن هذا التلامس الذي قام بها الرجل غير مقصود وأنه حدث بسبب سرعة السيارة.
ولكن حسن نيت هذه السيدة لم يدوم طويلاً، فبعد لحظات من لمس جسدها وجدت الرجل الجالس بجوارها يقترب أكثر ويلف زراعه حول خصرها، وهنا قررت بليكر معاقبة المتحرش على طريقة الدبوس الذي أصبح بعد ذلك السلاح الرسمي لردع ومعاقبة المتحرشين في العالم كله، فقد قامت بليكر بخلع دبوس قبعتها الذي كان يبلغ طوله 30 سم تقريبًا، وقامت بغرسه في ذراع المتحرش حتى نفذ من الجهة الأخرى، فلم يكن للمتحرش إلا الصراخ من شدة الألم والنزول من العربة.
حكاية صورة سيلفي للمخرج محمد خان حملت معها أحلام جيله إلى لندن
ونستطيع القول بأن دبوس بليكر كان واحد من أهم الخطوات التي كانت بمثابة البوابة التي شاهدة خرج منها النساء للمطالبة بحقوقهن بلا خوف من صد المجتمع أو السخرية منهن، حيث أنه بعد نشر قصة بليكر بفترة قصيرة وتداولها على السنة الناس في المقاهي والمواصلات وغيرها من التجمعات التي جعلت القصة تنتشر ليصل بقوة صيتها إلى باقي الولايات الأمريكية وأوروبا.
وأخذت الصحف تنشر بصورة شبه يومية عن الوقائع المشابهة لنساء استطعن حماية أنفسهن عن طريق الدبابيس، وكانت من بين هذه القصص قصة لسيدة قامت بغرس دبوس بعتها في وجه أحد المتحرشين في نيويورك، حتى وصل الأمر إلى وجود إعلانات إرشادية في بعض الصحف لتعريف النساء على كيفية مواجهة التحرش والدفاع عن أ نفسهن باستخدام دبوس القبعة، وخرجت روايات ومقالات تتحدث عن دبوس النساء الذي كان السبب في منحهم حرية التنقل وذلك لأنهن أصبحن يستطعن الدفاع عن أنفسهن من التحرش وغيره من أشكال العنف.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال