بعيدًا عن كتب التنمية البشرية .. هل أجاب القرآن على سؤال كيف تصبح مليونيرًا
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
كم من الكتب والمؤلفات في التنمية البشرية صدرت بعناوين عدة منها “كيف تصبح مليونيرًا” وما على شاكلتها من المؤلفات التي تشرح وتبين للناس طرق الثراء الفاحش عن طريق إقامة مشاريع ودراسات جدوى وغيرها.
التنمية البشرية مع كورونا وبينهما القرآن الكريم
إن الصعوبات التي يواجهها معظم البشر في هذه الأيام هي المشاكل المادية العميقة وخصوصًا في هذه الجائحة “كورونا” التي أرهقت الاقتصاديات العالمية وبالتالي أثرت على الأشخاص بشكل كبير، وكل إنسان منا يتطلع “في قرارة نفسه” أن يصلح مليونيراً ولكن بالأماني والأحلام وليس بالعمل.
و قد بين لنا القرآن الكريم الطريق السهل الواضح الجلي لكي يصبح المسلم غنياً في وقت قصير إلا أننا متغافلون عن هذا الطريق ألا وهو طريق الاستغفار، فقد جاء في سورة نوح قوله تعالى “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12)”
وفي اللغة يأتي الاستغفار بمعنى الطّلب، أي طلب العبد المغفرة من ربّه عز وجل، سواء كان ذلك بالطّلب عن طريق القول، أو عن طريق الفعل، والمغفرة في لغة العرب هي السّتر، والاستغفار عند الفقهاء: هو توجّه العبد إلى الله -تعالى- قاصداً إيّاه ليغفر له ذنوبه ويتجاوز عن سيّئاته، ومقصود الاستغفار التّجاوز عن ذنوب العبد، وعدم مؤاخذته بها بترك توبيخه وعقابه دون مساءلة له، أو بالعفو عنه بعد إقراره بالذّنب، وذهب بعض المفسرين إلى أنّ الاستغفار قد يقصد به الإسلام، ومنه قوله تعالى: (وَما كانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ).
اقرأ أيضًا
بين مسحتين طبية وإيمانية “7 فوائد للثانية ينبغي عدم نسيانها بسبب كوفيد 19”
و رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(من لَزِم الاستغفار جعل اللهُ له من كلّ ضيقٍ مخرجاً ، ومن كلّ همّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقد ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة.
إن ملازمة الاستغفار من أجل العبادات والقربات إلى المولى جل جلاله، فمهما جدَّ المؤمنُ فينا واجتهدَ، لا بدَّ أن يُذنب بذنبٍ صغير أو كبير فالمعاصي تحيطُ بنا، والمغرياتُ تتجاذُبنا، وعواملُ الشرورِ حولنا ، ولا حصنَ نلتجئُ إليه ونعتمدُ عليه في تطهيرنَا مما قد نقعُ فيه من الذنوبِ والآثام إلا الاستغفار والتوبة النصوح.
الكاتب
-
أحمد الجعفري
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال